محتويات
التّواضع
التّواضع هو الابتعاد عن الغرور وإظهار الهيبة والحشمة ولين الجانب للناس دون تكلّف أو تصنّع حتى لو كان الشخص ذا مالٍ أو جاهٍ أو علم، وعكس التّواضع التّكبّر وهو الاستعلاء ومعاملة الناس بطريقة متصنّعة متكلّفة، وقد ذمّ الله سبحانه وتعالى صفة التّكبّر في عباده وجعلها من أسباب البعد عن الجنة ودخول النّار، والتّواضع من الصّفات الحميدة التي يحبها الله سبحانه وتعالى ورسوله في عباده، والتّواضع هو زينة يتزيّن بها الإنسان وتجعله هيّنًا ليّنًا قريبًا لكل من حوله، والتّواضع من الأخلاق العالية والصّفات المثاليّة في الإنسان وهو من صفات الأنبياء والمرسلين وعباد الله المؤمنين.[١]
أثر التواضع على الفرد والمجتمع
للتواضع أهميّة كبيرة في حياة الأفراد والمجتمعات، ومن أهميته في حياة الأفراد إن الشخص المتواضع يحظى باحترام وتقدير كل من هو حوله، ويكسب محبة الآخرين وودهم، والتّواضع سبب لمحبة الله ورسوله وسبب لدخول الجنة، وهو أساس التوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة، وبالنسبة للمجتمع فالتواضع يحد من انتشار الخلافات والمشكلات التي تنشأ بسبب التّكبر مثل الكراهية والبغضاء والضّغائن بين أفراده، ويشجّع التّواضع أفراد المجتمع على التعاون والتآلف والتكاتف، والتواضع هو سبب لاحترام مشاعر الآخرين وأوضاعهم وعدم التفاخر أمامهم بما يملك الشخص فيصبح الأشخاص قريبين لبعضهم ومحبين للخير لإخوانهم كما يحبوه لأنفسهم بعيدًا عن أي طبقات أو حواجز اجتماعيّة أو اقتصاديّة.
كما أن التواضع سبب لنشر عدد من الخصال الحسنة في المجتمعات مثل؛ التعاون، التّعاطف، والإخلاص، والاحترام، والمودّة ويزيد من الألفة والتآخي والوفاق بين أفراد المجتمع الواحد فتنمو المجتمعات وتكبر على المحبة والتعاضد والتّكاتف، فتصبح الأمة قوية وكلمتها مسموعة ورأيها واحد فتزدهر الأمة ويسمو المجتمع ويتمكّن من مواجهة أعتى المشاكل وأصعب الظروف والأخطار التي تواجهه.[٢][٣]
علامات التواضع
للتواضع العديد من العلامات، ومنها:[٤]
- زيارة الناس والأكل من طعامهم على أي حال كان.
- إيثار الناس والشفقة عليهم.
- جبر خواطر الناس.
- كره الترفع على الناس بالثوب أو المجلس أو غير ذلك.
- عدم رفع الصوت عليهم.
- الاهتمام بالناس.
- الإقبال على الناس والاستماع لهم لحديثهم.
التّواضع في الإسلام
دعانا الإسلام إلى التواضع والالتزام به والابتعاد عَن نقيضه وهو التكبر، وقد جاءت العديد من الآيات القرآنية التي تُرَغّب المسلمين بالتواضع، وتوضّح لهم جزاءً وعقابًا للمتكبرين، إذ قال الله تعالى في كتابه العزيز، يقول الله سبحانه وتعالى : {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}،[٥]وهنا المقصود هو النهي عن التكبر واللجوء للتواضع في جميع أمور الحياة، إضافة إلى تأكيد الأحاديث النبوية الشريفة على ضرورة التحلي بخلق التواضع وعدم التكبر، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف عن عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: [لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ][٦] ومما سبق يتضح لنا فضل التواضع وأهميته في الحياة.[٧]
التّواضع من أجمل وأحسن الصفات التي يتحلى بها عباد الله المخلصين، وهو من صفات عباد الله الأخيار الأطهار، وقد امتدح الله سبحانه وتعالى وأثنى على عباده المتواضعين في أكثر من آية فقال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}،[٨] وهونا التي وردت في الآية هي مرادفة لكلمة التّواضع؛ أي إنهم يمشون على الأرض بسكينة ووقار وتواضع دون تكبّر ولا تجبّر ولا استعلاء، وذُكِر خلق التواضع أيضًا في الأحاديث النبويّة الشّريفة، وحثّ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في الكثير منها، فقال عليه الصلاة والسلام: [ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ]،[٩] وقد نهى الله تعالى عن التّكبّر والخيلاء وأمر بالتّواضع واللّين، ولنا في الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة فقد كان عليه الصلاة والسلام شديد التّواضع في بيته ومع زوجاته، فكان كثيرًا ما يخيط ثيابه ويحلب شاته ويخدم نفسه بنفسه ويساعد زوجاته، وكان الرسول يكرم زوجاته ويُدخل السرور إلى أنفسهن ما استطاع لذلك سبيلا تواضعًا ومحبة لله.[١٠]
المراجع
- ↑ "وجوه ضبط كلمة (تواضع) لعرض خصائصها ومعجم أخواتها"، almougem، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2019. بتصرّف.
- ↑ عمر دغوغي الإدريسي ، "أهمية التواضع على الفرد والمجتمع"، allarab.info، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2019. بتصرّف.
- ↑ هاجر، "مفهوم التواضع و أهميته"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2019. بتصرّف.
- ↑ د. أحمد الفرجابي (16-5-2007)، "مظاهر التواضع والحياء..وآثارها على الفرد والمجتمع"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة لقمان، آية: 18.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 91، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ هاجر (6/3/2017)، "مفهوم التواضع و أهميته"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 63.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2588، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ إيمان إسماعيل عبد الله ، "خلق التواضع في الإسلام "، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2019. بتصرّف.