محتويات
يوم الدين
يُعرف يوم الدين بأنه اليوم الذي يأمر الله تعالى به الملك الموكّل إسرافيل عليه السلام بأن ينفخ في الصور نفخة تصعق جميع المخلوقات في السماوات والأرض، قال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ}،[١] ويكون النفخ في الصور مرتين الأولى يصعق بها الناس والثانية تكون إذنًا ببعثهم، وبعد النفخة الثانية يبعث الله من السماء ماء تنبت به أجساد العباد، وتكون أحوال الناس في هذا اليوم مختلفة، فمنهم وجوه مبيضة مسفرة مستبشرة ضاحكة ناظرة، ووجوه أخرى مسودة باسرة عليها غبرة، وفي هذا اليوم تدنو الشمس من الخلائق بينها وبينهم ميل فقط، ولا ظل لأحد إلا ظل عرش الرحمن، فمن الناس من يستظل بظله، وفي هذا اليوم تتزاحم الأمم وتتدافع، ويبلغ الناس من الهم ما لا يطاق، ويعضّ العاصي على أصابعه ندمًا ويمقت نفسه وأحبابه وخلانه، ثم يبدأ الله تعالى في هذا اليوم بالفصل بين البهائم وبعدها يبدأ الحساب ويفصل بين العباد، وتكون أمة الإسلام أمة محمد عليه السلام هي أول الأمم التي يُقضى بينها، وأول من يجوز على الصراط وأول من يدخل الجنة.[٢][٣]
لماذا سمي يوم الدين بهذا الاسم ؟
وردت أسماء عديدة لهذا اليوم المهيب ومنها يوم الدين، فجاءت تسميته بهذا الاسم بسبب ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}،[٤] فالدين هنا يأتي بمعنى الجزاء، ففي هذا اليوم يدين الله الناس بأعمالهم ويجازيهم على كلّ ما عملوه في الدنيا سواء أكان عملًا صالحًا أو فاسدًا، قال ابن عباس رضي الله عنه: "يوم الدين: يوم الحساب للخلائق وهو يوم القيامة، يدينهم بأعمالهم؛ إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، إلا من عفا عنه"، وقال ابن كثير رحمه الله في تعقيبه على قول ابن عباس: "وكذلك قال غيره من الصحابة والتابعين والسلف وهو ظاهر"، أي أن هذا القول لابن عباس قال به غيره من الصحابة والتابعين والسلف وأنه هو القول الظاهر.[٥]
أسماء أخرى ليوم القيامة
ليوم القيامة أسماء أخرى عديدة، منها ما ذكر بالقرآن الكريم والسنة ومنها ما اشتقه العلماء مما ورد عن يوم القيامة من أهوال وأحداث، ومنها ما جاء من الأوصاف التي وصف الله تعالى بها يوم القيامة، ومن هذه الأسماء:[٦]
- أشهر أسماء يوم القيامة: يوم القيامة، يوم الآخر، يوم البعث، الساعة، يوم الخروج، القارعة، يوم الفصل، يوم الدين، الصاخة، الطامة الكبرى، يوم الحسرة، الغاشية، يوم الخلود، يوم الحساب، يوم الواقعة، يوم الوعيد، يوم الأزفة، يوم الجمع، يوم التلاق، يوم التناد، الحاقة، يوم التغابن.
- أسماء اشتقها العلماء مما ورد منصوصًا: يوم الصدر، يوم الجدال.
- أسماء جاءت من الأوصاف التي وصف الله بها يوم القيامة: يوم عسير، يوم عظيم، يوم مشهود، يوم عقيم، يوم عبوس قمطرير.
- الأسماء الأخرى: يوم المأب، يوم العرض، يوم الخافضة والرافعة، يوم القصاص، يوم الجزاء، يوم النفخة، يوم الزلزلة، يوم الرجفة، يوم الناقور، يوم التفرق، يوم الصدع، يوم البعثرة، يوم الندامة، يوم الغرار، يوم تبلى السرائر، يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا، يوم يدعون إلى نار جهنم دعا، يوم تشخص فيه الأبصار، يوم لا ينفع الظالمون معذرتهم، يوم لا ينطقون، يوم لا ينفع مال ولا بنون، يوم لا يكتمون الله حديثا، يوم لا مرد له من الله، يوم لا بيع فيه ولا خلال، يوم لا ريب فيه.
مَعْلومَة
يوم القيامة هو يوم عظيم تحدث فيه من الأحداث والأهوال العظام ما يجعل المرء يفرّ من أبيه وصاحبته وأخيه، وقد بين المحققون من أهل العلم أن الأحداث التي تحدث يوم القيامة تكون بترتيب التالي:[٧]
- إذا بُعث الناس وقاموا من القبور ذهبوا إلى أرض المحشر ليقوموا فيها قيامًا طويلًا، إذ يشتد حالهم وظمؤهم، ويخاف الناس في ذلك خوفًا شديدًا، بسبب طول المقام ويقينهم بالحساب وما سيجري الله عليهم.
- يرفع الله عز وجل بعد طول المقام لنبيه محمد عليه السلام الحوض المورود في عرضات القيامة، فيرد الحوض من مات على سنة النبي غير مغير ولا محدث ولا مبدل ويسقون منه.
- يقوم الناس مقامًا طويلًا، ثم تكون الشفاعة العظمى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
- بعد ذلك يكون العرض، وفيه تعرض أعمال الخلائق أمام الله عز وجل.
- بعد العرض يكون الحساب.
- بعد الحساب الأول تتطاير الصحف، ويكون الحساب الأول من ضمن العرض؛ وذلك لأنه فيه جدال ومعاذير، ثم بعدها تتطاير الصحف، ويؤتى أهل اليمين كتابهم باليمين، وأهل الشمال كتابهم بالشمال، ويقرأ الناس كتبهم.
- ويكون بعدها حساب أيضًا لقطع المعذرة وقيام الحجة بقراءة ما في الكتب.
- يأتي بعدها الميزان، فتوزن كلّ الأشياء.
- بعد الميزان ينقسم الناس إلى طوائف وأزواج، وتقام ألوية الأنبياء، ويتنوع الناس تحت اللواء بحسب أصنافهم.
- بعدها يضرب الله الظلمة قبل جهنم، فيسير الناس بما يعطون من الأنوار، ويعطى المؤمنون النور فيبصرون طريق الصراط، أما الكفرة والمنافقون فإنهم يكونوا بلا نور ويتهافتون في نار جهنم.
- ثم يأتي النبي عليه السلام أولا ويكون على الصراط، ويسأل الله له ولأمته فيقول : "اللهم سلّم سلم، اللهم سلّم سلم"، ثم يمرّ النبي وتمرّ أمته على الصراط.
- ثم يبدأ الناس بالدخول إلى الجنة، وأول من يدخلها هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم فقراء المهاجرين والأنصار، ثم فقراء الأمة، ويؤخر الأغنياء لأجل الحساب بينهم وبين الخلق.
المراجع
- ↑ سورة الزمر، آية: 68.
- ↑ "خطبة مشاهد يوم القيامة"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-3. بتصرّف.
- ↑ "يوم القيامة وما به من أهوال"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-3. بتصرّف.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 4.
- ↑ "يوم الدين"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-3. بتصرّف.
- ↑ "أشهر أسماء يوم القيامة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-3. بتصرّف.
- ↑ "ترتيب أحداث يوم القيامة"، /ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-3. بتصرّف.