محتويات
الفرق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر
يخلط كثير من الناس بين صلاتي الصبح والفجر، إذ يقسمونها إلى صلاتين منفصلتين، ولكن صلاة الفجر هي نفسها صلاة الصبح، إذ لا فرق بين التسميتن من حيث المقصود والمعزى، وصلاة الفجر عبارة عن ركعتين فريضة يؤديهما المسلم خلال الفترة الممتدة بين طلوع الفجر وطلوع الشمس، والأفضل أن تؤدى في أول الوقت، وتجدر الإشارة إلى أنها مسبوقة بركعتي سنة قبليّة واظب النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها، بل حث ورغب بها في أحاديث كثيرة مما يؤكد ضرورة المحافظة عليهما، على أن يقرأ المسلم في الركعة الأولى سورة الفاتحة متبوعة بسورة الكافرون أو الآية رقم 136 من سورة البقرة، وأما في الركعة الثانية فيقرأ سورة الفاتحة متبوعة بسورة الإخلاص أو الآية رقم 64 من سورة آل عمران اقتداءً بنهج النبي، علمًا أن القراءة بغير هذه الآيات لا بأس فيه[١].
تسمية صلاة الفجر
سُميت صلاة الفجر بهذا الاسم لأنها تؤدى في هذا الوقت من اليوم، وقد ورد الاسم في قوله جل وعلا: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}[٢]، وأما تسمية صلاة الصبح فقد وردت على لسان النبي صلى الله على وسلم في أحاديث نبوية صحيحة حول فضل هذه الصلاة، ومنها ما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه: (مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ)[٣] ويجوز أن تسمى بصلاة الغداة والصلاة الوسطى، ولا يتغير الاسم بتغير حال الأداء أو القضاء[٤].
وقت أداء صلاة الفجر
فرض الله جل وعلا الصلوات الخمس على عباده المسلمين في أوقات محددة، ويتبين ذلك في قوله جل وعلا: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}[٥]، وعليه فإن أداء الصلاة مرتبط بوقت دخولها فلا تصح إلا به، وإن أي تأخير عن الوقت المحدد حسب الشريعة الإسلامية دون عذر مقبول هو كبيرة من الكبائر تؤدي بصاحبها إلى وادي ويل في جهنم، وفيما يخص صلاة الفجر فتؤدى ما بين طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس[٦]، وتجدر الإشارة إلى أن الفجر الأول يسمى بالفجر الكاذب أو ذنب السرحان أو الذئب؛ لأنه يظهر على شكل بياض مستطيل في ناحية السماء ثم تعقبه عتمة أو ظلمة، فما إن يشع نوره حتى ينكتم من جديد، وأما الفجر الثاني أو الصادق هو البياض الذي يظهر في الأفق ثم يزداد شيئًا فشيئًَا وينتشر إلى أن تطلع الشمس، وأحكام صلاة الفجر كلها متعلقة بالفجر الثاني إذ يخرج وقت العشاء ويدخل وقت الفجر، وفي شهر رمضان الفضيل يحرم الطعام والشراب على الصائم، وغير ذلك من الأحكام[٤].
فضائل المحافظة على صلاة الفجر
بشر الله جل وعلا ورسوله الكريم المحافظين على صلاة الفجر ببشائر عدة في الدنيا والآخرة، وقد تجلت في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وفيما يأتي ذكرها[٧]:
- النور التام يوم القيامة.
- حصد الخير الكثير الذي يفوق كل ما في الدنيا، وهذه بشرى لمن حافظ على سنة الفجر تحديدًا، والخير المقصود به يشمل عظيم الأجر والثواب، واستشعار الراحة والسعادة واللذة.
- حصد الحسنات، فمع كل خطوة يمشيها المرء من بيته إلى المسجد تكتب له 10 حسنات، كما أن مَن ينتظر الصلاة يكتب عند الله من المصلين حتى يرجع إلى بيته.
- نيل شهادة الملائكة ودعائهم أيضًا، وفضل الدعاء لا ينقطع بانقضاء الصلاة ولا ينتهي بانتهائها بل لا يزال المصلي في أجر عظيم وفضل كبير محاطًا بعناية الله، واستغفار الملائكة له.
- باب من أبواب دخول الجنة واجتناب النار.
- سبب من أسباب الفوز برؤية وجه الله جل وعلا، وهذه بشرى لمن حافظ على صلاة العصر معها.
- حصد أجر قيام الليل كاملًا لمن أدى الصلاة في جماعة.
- نيل أجر حجة وعمرة لمن صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله جل وعلا حتى طلوع الشمس، ثم أعقب ذلك بركعتين.
- البقاء في ذمة الله وحفظه وكنفه، فلا يضره مكروه.
- ضمان طيبة النفس وصفائها، ويتجلى ذلك في طلاقة المحيا وبشر الوجه وديمومة الابتسامة، بالإضافة إلى النشاط الواضح، والسريرة النقية السليمة من الحقد والضغينة والحسد والبغضاء.
نصائح للمحافظة على صلاة الفجر في وقتها
توجد مجموعة من النصائح التي تعين المرء على أداء صلاة الفجر في وقتها بما يرضي الله جل وعلا، وفيما يأتي ذكرها[٨]:
- التعرف على فضائل صلاة الفجر بما يشحذ الهمة ويقوي العزيمة.
- عقد النية الخالصة ابتغاء مرضاة الله جل وعلا بعيدًا عن أي حاجات أو دوافع دنيوية، فمن صدق في طلب أمر وفقه الله إليه وأعطاه مراده، فكيف إذا كان يطلب من الله أن يعينه على طاعته؟ فهو أولى بالاستجابة بلا شك.
- تنظيم الوقت حسب أوامر الله فيصيّر حياته وفقًا لمواعيد الصلاة، فمثلًا إذا نوى مراجعة امتحان ما في ساعات الصباح فينوي أداء صلاة الفجر في وقتها ثم بدء المراجعة، وهكذا.
- ضبط المنبه في وقت الصلاة، وهي وسيلة سهلة بسيطة متوافرة لدى الجميع في ظل التطور التكنولوجي والأجهزة الذكية التي يمكن ضبطها مع غفوة لمن يغلب عليه النوم بعد الاستيقاظ الأول.
- الاستعانة بأصدقاء صالحين من خلال الاتصال التلفوني، فإذا ما استيقظ أحدهم يوقظ البقية، فمن المعلوم أن الصحبة الصالحة تلعب دورًا كبيرًا في صقل شخصية المرء ولذلك قالوا قديمًا: قل لي من تصاحب أقل لك مَن أنت.
- التبكير في الخلود إلى النوم وترك السهر واللهو في ما لا طائل منه بما يضمن حصول المرء على ساعات نوم كافية ليلًا تمتد ما بين 6-8 ساعات حسب حاجة العبد، وهي متفاوتة تبعًا للعمر والجهد المبذول نهارًا، فالنوم راحة للجسد ينبغي تحقيقها كل ليلة.
- نوم القيلولة وسط النهار.
- محاسبة النفس على أي تقصير أولًا بأول من خلال ورد أسبوعي مثلًا، وهذا يشمل العقاب والجزاء في الوقت ذاته، مع ضرورة التعويض ببعض النوافل الزائدة عن الفريضة أو بأي عمل صالح عند التقصير بنية التكفيير.
االمراجع
- ↑ "الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 78.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 579، خلاصة حكم المحدث : [صحيح]،
- ^ أ ب "ما الفرق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر؟"، مصراوي، 30-1-2015، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 103.
- ↑ "تأخير صلاة الفجر قرب شروق الشمس"، الإسلام سؤال وجواب، 4-12-2004، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
- ↑ يحيى الزهراني، "البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
- ↑ أ. مسعود صبري، "تسع نصائح في صلاة الفجر"، أرشيف إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.