محتويات
الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح
صلاة الصبح هي ذاتها صلاة الفجر ولا فرق بينهما بل كلاهما واحد، فهي عبارة عن ركعتين فرض بإجماع المسلمين بعد طلوع الفجر وركعتين قبل طلوع الشمس، ويُفضل أن تُصلى صلاة الفجر في جماعة إلا المريض الذي لا يستطيع ذلك فيصليها في بيته لأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، والمرأة أيضًا غير مُكلّفة بصلاة الفجر في الجامع، والأفضل لها أن تصليها في بيتها، ويجب تأدية صلاة الفجر قبل بزوغ الشمس ولا يجوز تأخيرها بعد طلوعها، والأفضل أن تؤدى في وقتها دون تأخير، وعلى المسلم الاعتناء بصلاة الفجر وعدم تأخيرها عن موعدها أو تأخيرها إلى وقت طلوع الشمس، وتأخير صلاة الفجر هو إثم كبير ومنكر عظيم، وهو نوع من الكفر عند بعض أهل العلم، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصًا أشدّ الحرص على آداء صلاة الفجر على وقتها لِما لها من الأجر الكبير والثواب العظيم، ففي الحديث النبوي الشريف عن عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم: [ركْعَتَا الفجْرِ خيرٌ من الدنيا وما فِيها][١][٢].
كيفيّة صلاة الفجر
يتساءل بعض الناس عن الطريقة الصحيحة لصلاة الفجر، ويمكن تلخيصها بما يلي:[٣]
- الوضوء: فلا يجوز الصلاة دون الطهارة والوضوء الشرعي.[٣]
- التحقق من دخول وقت الفجر: بعد الوضوء والطهارة يجب التأكد من دخول وقت الفجر لتكون الصلاة صحيحة، ووقت الفجر هو طلوع الفجر وبعد أذان المؤذن للفجر الأذان الثاني.[٣]
- صلاة ركعتي السنة: فبعد التأكد من دخول وقت الصلاة يبدأ المُصلّي بصلاة ركعتي السنة، وهي عبارة عن ركعتين يؤديهما المصلي قبل ركعتي الفرض، وتسمى راتبة الفجر أو ركعتا الفجر، ولا يجوز صلاة راتبة الفجر إلا بعد آداء تكبيرة الإحرام كغيرها من الصلوات المفروضة.[٣]
- صلاة ركعتي الفرض: بعد الإنتهاء من صلاة السنة يمكن أن تُصلى ركعتا الفرض مباشرة؛ لأن المبادرة إلى الصلاة بعد دخول وقتها مباشرة هي من الأمور المستحبة، وهذا في حال كان يصلي المسلم صلاة الفجر في البيت مفردًا.[٣]
- صلاة الفجر جماعة: أما من أراد أن يصلي صلاة الفجر جماعة، فإنه يبدأ بتكبيرة الإحرام وهي قول المصلّي في أول الصلاة الله أكبر، فهي ركن من أركان الصلاة التي لا تصح إلا بها، ثم يؤدي ركعتي السنة أو راتبة الفجر، ثم يؤدي ركعتي الفرض، ويُستَحب عند الذهاب للمسجد لصلاة الفجر جماعة الذهاب مشيًا على الأقدام كما حثت الأحاديث النبويّة على ذلك، وأن يُبكّر في الخروج إلى المسجد، وأن يقف في الصف الأول، وأن لا يُضيّع تكبيرة الإحرام مع الإمام، فقد جاء في فضل صلاة الجماعة في المسجد العديد من الأحاديث منها حديث أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عليه لَاسْتَهَمُوا، ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا][٤]، وبعد أن يفرغ المصلّي من صلاة الفجر يُستَحب له الجلوس في المسجد والدعاء لنفسه ولأهله وقراءة الأذكار لحين طلوع الشمس ليصلي ركعتي الشروق ليُحصّل أجر عمرة وحجة تامة.[٥]
وقت صلاة الفجر
جميع الصلوات لها مواقيت محددة تؤدّى بها لقوله سبحانه وتعالى: [إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا][٦]، فإذا أدّى المسلم الصلاة في هذه الأوقات سمّيت آداءً، وأما إذا صلاها بعد انقضاء وقتها سمّيت قضاءً، وتسمّى أوقات الآداء في اصطلاح الفقهاء بأوقات الجواز أو التوسعة، ووقت صلاة الصبح أو الفجر هو وقت ظهور النّور، وأول وقتها هو طلوع الفجر الثاني الصادق؛ والمقصود به هو البياض الواضح المنتشر في الأفق، أما الفجر الأول فهو الكاذب وهو الذي لا يمتد إلى الأفق بل يكون وسط السماء، ويظهر عادة قبل الفجر الصادق بفترة قصيرة، وآخر وقت لصلاة الفجر هو طلوع الشمس، فإذا صلى المسلم الفجر بعد طلوع الشمس سمّيت قضاءً، أما وقت صلاة الظهر فإنه يبدأ من زوال الشمس وسط السماء وميلها لجهة الغرب وآخر وقت لها أن يصير ظل كل شيء مثله، أما صلاة العصر فأول وقتها أن يصير ظل كل شيء مثله، وآخر وقتها هو غروب الشمس، ويبدأ وقت صلاة المغرب منذ غروب الشمس وينتهي بغياب الشفق الأحمر من الأفق، وهذا برأي جميع العلماء إلا الشافعي الذي قال أن ليس للمغرب إلا وقت واحد وهو أول الوقت؛ لأن جبريل صلاها بالرسول صلى الله عليه وسلم في نفس الوقت، وقد استند الشافعي في فتواه أن جبريل قد وضّح الوقت الحقيقي لصلاة الفجر للمسلمين ليسيروا على ذلك، أما وقت صلاة العشاء فهو منذ بدء غياب الشفق أو الحُمرة في السماء وانتهاءً بطلوع الفجر.[٧]
قد يُهِمُّك
إن المحافظة على صلاة الفجر لها من الحسنات التي لا تُعد ولا تُحصى، وقد بشّر الله تعالى المحافظين عليها بعدد من البشائر، ومنها:[٨]
- النّور التام يوم القيامة: فمنذ خروج المصلّي لآداء صلاة الفجر فإن الله يجعل له نورًا يمشي فيه حتى يصل المسجد، ويحيطه بالنور التام يوم القيامة، فمن لم يمشِ لصلاة الفجر فلا نور له يوم القيامة.
- صلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها: فإذا أدّى المصلّي صلاة سنّة الفجر فهي خير من الدنيا وما فيها، فالمحافظة على آداء صلاة الفجر جماعة يحصل له البشرى وعظيم الأجر والفرح والسرور لما يجده المصلي أثناء صلاته من لذّة وغبطة وكأنما يملك الدنيا وما فيها، وأما المتخلف عنها فلا يحصل له في الدنيا إلا الخزي وضيق الحال والأحوال.
- كسب الحسنات: فحين يجلس المسلم بانتظار الصلاة، فإنه في صلاة حتى يأتي وقتها، فعن عقبة بن عامر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [مَن خرَجَ مِن بَيتِه إلى المَسجِدِ كُتِب له بكلِّ خَطْوةٍ يَخْطوها عَشْرُ حسَناتٍ، والقاعدُ في المَسجِدِ يَنتظِرُ الصلاةَ كالقانتِ، ويُكتَبُ مِنَ المُصلِّينَ حتى يَرجِعَ إلى بَيتِه][٩].
- شهادة الملائكة: فإذا أُقيمت الصلاة وشرع المصلي في آدائها فإنه يقف بين يدي الله تعالى مالك الملك، الغني الحميد، وتشهد الملائكة وقوفه وصلاته بين يدي ربه، فأي أجر أعظم من ذلك.
- دخول الجنة والنجاة من النار: فإذا أُقيمت الصلاة وشرع المصلي في آدائها فإنه فوز كبير وأجر عظيم، وبشرى له بدخول الجنة والبعد عن النار.
- رؤية الله تعالى: فمن حافظ على صلاة الفجر يُرجى أن يرى وجه الله تعالى يوم القيامة، فلا يحافظ عليها إلا من توطّد الإيمان في قلبه وعقله، وانغرس حبّ الآخرة في نفسه.
- أجر قيام الليل: مَن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله، فيحصل له أجر عظيم كأجر قائم الليل لا ينقص منه شيئًا.
- طيب النفس ونقائها: فمن داوم على صلاة الفجر في وقتها فإن ذلك سيظهر في وجهه ومُحيّاه، فإنك ستجد فيه طلاقة المحيا، ونقاء السريرة، وحُسن الخُلُق، وطيب النفس، والنشاط الواضح، والابتسامة التي لا تفارق وجهه.
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3517، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ "الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج "كيفية صلاة ركعتي الفجر وصلاة الصبح"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2689، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ "صلاة الصبح هي صلاة الفجر"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 103.
- ↑ د. عبدالحسيب سند عطية و د. عبدالمطلب عبدالرازق حمدان ، "مواقيت الصلاة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2020. بتصرّف.
- ↑ يحيى بن موسى الزهراني، "البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 17459، خلاصة حكم المحدث : صحيح .