محتويات
الوضوء
الوضوء لغة من الوضاءة؛ أي النضارة والحسن والنظافة، وأما معناه اصطلاحًا؛ فھو استعمال ماء طاهر في غسل الأعضاء الأربعة المعھودة على صفة محددة، وھذه الأعضاء الأربعة ھي: الوجه واليدان والرأس والرجلان المذكورة في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}،[١] والوضوء عند علماء الفقه هو أول مقصد للطهارة لأنه مطلب أساسي للصلاة، وهو من أهم شروطها.[٢]
مراحل الوضوء بالترتيب
وردت مراحل الوضوء في القرآن الكريم في قوله تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَ لَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،[٣]ويمكن بيان المراحل بشيء من التفصيل في ما يلي:[٤]
- البسملة في أول الوضوء وقد أوجب ذلك بعض أهل العلم مع الذكر، فإن نسي أو جهل فلا حرج.
- المضمضة والاستنشاق ثلاث مرات والمضمضة إدخال الماء في الفم، والاستنشاق جذب الماء داخل الأنف.
- غسل الوجه ثلاثًا: ابتداء من منابت الشعر إلى أسفل الذقن طولًا، وما بين شحمتي الأذنين عرضًا، وھذا فرض متفق عليه بنص القرآن والسنة.
- غسل اليدين مع المرفقين ثلاثًا، ويبدأ باليمنى ثم اليسرى، والمرفق ملتقى عظم الذراع مع عظم العضد، ويدخل المرفقان فيما يجب غسله لأن ھذا ھو المعروف من ھدى النبي، ولم يرد عنه أنه ترك غسلھا.
- مسح الرأس وھو فرض من فروض الوضوء، والمسح معناه الإصابة بالبلل.
- مسح الأذنين مرة واحدة وهو من سنن الوضوء.
- غسل الرجلين مع الكعبين ثلاث مرات يبدأ باليمنى وإن اقتصر على مرة أو مرتين فلا بأس لكن التثليث أفضل.
- يشرع قول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويشرع لمن توضأ أن يصلي ركعتين وتسمى سنة الوضوء، ولكن إن صلى بعد الوضوء السنة الراتبة كفت عن سنة الوضوء.
شروط الوضوء
يُشترط لصحة الوضوء ما يلي:[٥]
- الإسلام والعقل والتمييز؛ فلا يصح الوضوء من كافر ولا من مجنون ولا من صغير غير مميز.
- أن يكون الماء المستخدم في الوضوء مطلقًا؛ وهو الماءُ الطاهرُ في ذاته المطهِّرُ لغيره، وهو الباقي على صفته التي خلقه الله تعالى عليها.
- عدم وجود المنافي للوضوء كالحيض والنفاس وغيرهما.
- أن يسبقه الاستنجاء أو الاستجمار في حال وجود ما يقتضيهما.
- إزالة الخبث والنجاسة عن أعضاء الوضوء.
- العلم بصفة الوضوء وكيفيته.
- عدم وجود شيء يمنع وصول الماء إلى البشرة كطلاء الأظافر أو الشمع أو مواد الطلاء والأصباغ.
- أن يجري الماء على العضو المغسول، فلا يكفي مجردُ مسح بل يجب غسله بالماء.
- استيعاب الأعضاء المغسولة بالماء بغَسل جزء مما يتصل بها.
فضل الوضوء
للوضوء فضائل عضيمة منها:[٦]
- اكتساب المسلم سمة أمّة -محمّد صلّى الله عليه وسلّم- والتي تميّزه عن غيره من النّاس يوم القيامة.
- محو الذّنوب والسيّئات، وخروجها من الأعضاء في جسد الإنسان وأظافره.
- دليلٌ على التزام المسلم بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفعله.
- دليلٌ على إيمان العبد وقوّته، فقد دلّت الأحاديث النبوية الشّريفة على أنّ العبد المؤمن هو من يحافظ على الوضوء.
- سببٌ في محو السّيئات ورفع الخطايا، ومضاعفة الحسنات لتمتلئ بها صحائف الأعمال.
- كسب محبّة الله تعالى، وهذه من أعظم النّعم في قوله عز وجل: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ}،[٧]
- نيل الأجر والثّواب العظيم من الله تعالى.
نواقض الوضوء
نواقض الوضوء محصورة في ثمانية أمور، منها ما هو متفق عليه، وبعضها مختلف فيه، وهي:[٨]
- سيلان الدم الكثير، أو الصديد، أو القيح، أو القيء الكثير، كما يرى الحنفية، والحنابلة.
- ذهاب العقل بجنون، أو تغطيته بسكر، أو إغماء.
- مس القبل، أو الدبر باليد دون حائل.
- لمس الرجل لبشرة المرأة، أو لمسها لبشرته بشهوة؛ لقوله تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ}.[٩]، والأظهر عدم نقضه للوضوء، وإنما المقصود بالملامسة الجماع.
- أكل لحم الإبل؛ لحديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ»، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ» [١٠]
- غسل الميت؛ لأن ابن عمر وابن عباس كانا يأمران مغسّل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: أقل ما فيه الوضوء.
- الردة عن الإسلام، لقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.[١١]
مكروهات الوضوء
ما يكره للمسلم في الوضوء:[٢]
- يكره ترك سنة من سنن الوضوء؛ لأن ترك السنة يوجب حرمان الثواب.
- يكره الكلام أثناء الوضوء؛ لأنه عبادة فناسبه ترك الكلام بغير حاجة.
- الوضوء في المكان النجس لما يخشى أن يتطاير إليه من النجاسة.
- يكره أن يلطم المتوضئ وجھه الماء عند غسله، فإن ذلك يتنافى مع أدب الوضوء، وفيه تشبه بمن يلطم الخدود تحسرًا على فقد عزيز.
المراجع
- ↑ سورة المائدة، آية: 6.
- ^ أ ب "أحكام الطهارة - (5) اولًا- الوضوء"، islamway، 2019-9-9، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-29. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 6.
- ↑ "بيان كيفية الوضوء والصلاة"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-29. بتصرّف.
- ↑ "فضل الوضوء الكامل"، islamweb، 2014-1-1، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-30. بتصرّف.
- ↑ "الوضوء فضائل وأحكام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-30. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 108.
- ↑ "نواقض الوضوء المجمع عليها والمختلف فيها"، islamweb، 2001-3-19، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-29. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 43.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 360، حديث صحيح.
- ↑ سورة الزمر، آية: 65.