دعاء عن صلة الرحم

دعاء عن صلة الرحم
دعاء عن صلة الرحم

دعاء عن صلة الرحم

تعرف صلة الرحم بأنها الإحسان للأقربين وإيصال ما يمكن إيصاله من الخير لهم ودفع ما يمكن من الشر عنهم، أما قطيعة الرحم معناها عدم الإحسان لهم، وقيل هي الإساءة لهم، ويوجد فرق بين المعنيين، المعنى الأول يرى بلزوم ثبوت القطيعة، والمعنى الثاني يرى بأنه توجد ثلاث درجات هي؛ قاطع وهو من يسيء لهم، وواصل وهو من يحسن لهم، ولا قاطع ولا واصل وهو من لا يسيء ولا يحسن ويسمى المكافىء، وهو الذي لا يحسن لأقاربه إلا إذا أحسنوا له، ولكنه لا يصل لدرجة الإساءة لهم.[١]

يجب على المسلم الإكثار من الدعاء للأرحام لأنهم من صلبه إن احتاجهم وجدهم إلى جواره، وإن فرح فرحوا لفرحه، وإن حزن وجدهم يخففون عنه ويقفون معه، مثل قول: "اللهم يا عالم الغيب، وغافر الذنب، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، وواصل كل مقطوع، أسألك اللهم الخير لأهلي وأقاربي وأحبائي، وأن تدفع عنهم الضرّ، وترفع عنهم الشرّ، وتهيأ لهم الخير، وتبدل حزنهم سرورًا، وكربهم فرجًا، اللهم احفظهم من بين أيديهم وأرجلهم من همزات الشيطان، وردّ كيد كل من أراد بهم سوءًا إلى نحره، اللهم أدم ودّهم واطرح البركة في جمعهم، ووفق اللهم أمرهم وسدده لما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة، فأنت القادر على كل شيء".[٢]


حكم وفضل صلة الرحم

يعد الأرحام هم الأقارب من جهة الأب ومن جهة الأم، مثل؛ الأمهات والأباء والجدات والأجداد، والأولاد وأولادهم من إناث وذكور وأبناء البنات، والأخوات والأخوة وأولادهم، والعمات والأعمام والخالات والأخوال وأولادهم، فلا بد من الإحسان للأرحام والأقارب، أما أقارب الزوجة وأقارب الزوج بالنسبة للمرأة ليسوا بأرحام بل هم أصهار، إلا أنه حسن الصلة بهم والإحسان إليهم من الأمور المطلوبة، ولكنهم ليسوا مثل الأرحام.[٣]

وينال المسلم الكثير من المزايا الطيبة في زيارته لأرحامه ووصله لهم، ومنها ما يكون عاجلًا في الدنيا ومنها ما يلقاه في وقت آجل في الآخرة، وفيما يأتي ذكرها:[٤]

  • تحفظ صاحبها من الميتة على باطل وسوء، وتجعله ممن ينالون حسن الختام، وتحميه من سكرات الموت الشديدة وتخففها عنه.
  • تعمر دار واصل الرحم ويزيد الله في وسعها عليه وعلى أهل بيته.
  • يبارك الله في عمر واصل الرحم، ويهديه إلى فعل الطاعات والخيرات.
  • ينال الحب والقبول من أهله ومن صحبه والآخرين.
  • يطرح الله له البركة في رزقه ويزيده.
  • تدفع البلاء عن الواصل.
  • ينال واصل الرحم رضا الله عز وجل والفوز بالجنة.


أسباب قطع الرحم

توجد الكثير من الأسباب التي تؤدي لقطع الرحم، ومنها؛ الجهل بالأحكام الشرعية لقطع الرحم، والجهل بعواقبه في الدنيا والآخرة، بالإضافة للجهل في حكم صلة الرحم، وضعف الاستقامة على الدين وضعف التقوى، وعمل المعاصي والكبر، ويوجد الكثير من الناس إذ نالوا جاهًا أو منصبًا أو مالاً قطعوا أرحامههم وتكبروا عليهم، ويبدأ الشخص بالتسويف وهذا يجعله يتمادى للقطيعة الكلية، إذ يعتاد الشخص على القطيعة فيصبح قاطعًا للرحم، وتحصل نفرة وخوف من المجيء لهم بسبب العتاب واللوم الشديد والتصريح من عدد من الأقارب بعد الانقطاع الطويل، باللإضافة إلى التكلف الزائد، إذ يخسر الكثير من الأموال، ويجهد ذاته في إكرامهم فوق استطاعته، فلا يصله رحمه خوفًا من إيقاعه بالمشقة والحرج، ويقلل عدم الاهتمام في الأرحام الزائرين والبخل والشح معهم من زيارتهم مما يؤدي بالتالي للقطيعة، وتشيع البغضاء والعداوة بين الأقارب بسبب تأخير قسمة الميراث، إذ يحصل الكثير من الاختلاف وتحل الفرقة، وتسوء العلاقة في كان وجدت شراكة بين الأقارب في تجارة أو مشروع من غير الاتفاق على عقود موثقة وأسس ثابتة، فكلما زاد الإنتاج واتسع العمل حدث سوء الظن ودب الخلاف، وقد يصل الأمر للخصومات في المحاكم، قال تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}،[٥]، ولا يجد الشخص الوقت الكافي لصلة رحمه بسبب الانشغال بالدنيا والركض وراء حطامها فتحصل القطيعة، كما تحصل القطيعة بسبب المشاكل العائلية كالطلاق بين الأقارب، والتكاسل وبُعد المسافة، وقلة التحمل والصبر على الأقارب وعلى زلاتهم وأذاهم، والغيبة والحسد وسوء الخلق وتقلب المزاج، فيجب على المسلم تجنب تلك الأسباب المؤدية لقطع الرحم، وعليه المبادرة لمعالجتها على الفور، وإنّ من يُعرض عن هذه الفضيلة الحسنة فإن له عقابًا يلقاه في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي توضيح ذلك:[٤]

  • يمنع الله رحمته عن قاطع الرحم ولا يقبل منه عملًا.
  • تغلق أبواب السماء في وجهه فلا يستجاب له دعاء.
  • تعد من مظاهر عصيان الله، ومن مسببات الذّنوب، فإن مات عليها بغير توبة فحكمه حكم مرتكب الكبيرة وهو على خطر عظيم.
  • يحاط بغضب من الله عز وجل ولا يدخل الجنّة.


أمور معينة على صلة الرحم

توجد الكثير من الأمور التي تعين الشخص على صلة رحمه ومنها؛ معرفة ما أعده الله عز وجل للواصلين أرحامهم من ثواب، وما توعد به الله عز وجل به القاطعين لأرحامهم من عقاب، إذ يجب مقابلة الإساءة بالإحسان والعفو، والتواضع ولين الجانب، وقبول اعتذارهم عن الأخطاء التي وقعوا فيها إذا اعتذروا، والتغافل والتغاضي، والرضا بالقليل من المقربين، وترك التكلفة بين الأقارب، والتقليل من العتاب، والاجتماعات الدورية، والتعجيل بقسمة الميراث، وتذكر الأقارب في الولائم والمناسبات.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب "صلة الرحم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  2. "دعاء عن صلة الرحم جميل جدًا"، www.muhtwa.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  3. "من هم الأرحام؟ وهل أقارب الزوج والزوجة منهم؟من هم الأرحام؟ وهل أقارب الزوج والزوجة منهم؟"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "أحكامُ صلة الأرحام "، www.baynoona.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  5. سورة ص، آية: 26.

فيديو ذو صلة :