محتويات
الملائكة
خلق الله تعالى الملائكة من نور، وفطرهم على طاعته وحسن عبادته، فلا يعصونه أبدًا، وأمدهم بصفات خاصة تمكنهم من أداء وظائفهم على الوجه الأكمل، وقال تعالى في وصفهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [١] ، وجعل الله تعالى الإيمان بهم ركنًا من أركان الإيمان؛ فالإيمان بالملائكة هو الركن الثاني بعد الإيمان بالله، والإيمان بهم يشمل الإيمان بصفاتهم، وعددهم، وأسمائهم، ومنازلهم، والملائكة من علم الغيب، وقد أخبرنا الله تعالى عنهم في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.[٢]
فطر الله تعالى ملائكته لتسبّح بحمده وتهلّل بذكره وتستغفره ليلًا ونهارًا، وبعد أن خلق الله تعالى آدم عليه السلام أمر الله عز وجل الملائكة بأداء وظائف معينة، فمنهم من هو موكل بالوحي من السماء إلى الأرض وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام، وميكائيل الموكل بالقطر، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور، وملك الموت الموكل بقبض الأرواح التي انتهى أجلها، ومنهم الحفظة، وخزنة الجنة، وخزنة النار، وحملة عرش الرحمن الذين لا يفترون عن ذكر الله والتسبيح والتحميد والاستغفار، وفي المقال الآتي بيان عدد حملة عرش الرحمن سبحانه وتعالى.[٣]
كم عدد حملة عرش الرحمن سبحانه وتعالى
اصطفى الله عز وجل عددًا من ملائكته لحمل العرش؛ فكانوا هم الأقرب منزلة منه سبحانه والأعظم بين الملائكة، وقد أخبر الله تعالى في محكم آياته أن عدد الملائكة التي تحمل العرش يوم القيامة ثماني ملائكة، ويبقى الاختلاف في المعنى؛ في هل هم ثماني ملائكة، أم ثمانية صفوف من الملائكة، أم ثمانية أصناف من الملائكة، وقال بعض علماء الدين أن أربعة منهم، يقولون: سبحانَك سبحانك على حلمك بعد علمك، والبقية تقول: سبحانك سبحانك على عفوك بعد قدرتك.
ذكر الله تعالى عدد حملة العرش في قوله تعالى: (وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا ۚ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) [٤]، وفي هذا دليل واضح على عدد حملة العرش، ولا يوجد أي دليل يأتي بغير هذا العدد المذكور في الآية لا أقل ولا أكثر، فلو كان يوجد غير هذا العدد لذكره سبحانه؛ إذ إن المقام هنا مقام تخويف وتهديد، أما عن ورود كلمة "يومئذٍ" كقيد في الآية فقد فسرها علماء التفسير بأن لا مفهوم لها؛ فإثبات عددهم يوم القيامة لا ينفيه عما سواه، وعليه فإن عدد حملة العرش يوم القيامة ثمانية، أما في الدنيا فإنّه يوجد احتمالان كما يأتي:[٥]
- الاحتمال الأول: أنّ القيد الزمني الذي ورد في الآية لا مفهوم له، فهم ثمانية في الدنيا وفي الآخرة، وأن ذكر عددهم يوم القيامة لا ينفيه عما سواه من الأيام، وإنما ذُكر ذلك اليوم من باب الترهيب.
- الاحتمال الثاني: أن يتوقف العبد في عددهم في الدنيا، فالملائكة في الأصل مخلوقات غيْبيّة، ويبقى أمرها في علم الله خالقها وخالق كل شيء.
صفات الملائكة
توجد صفات عديدة للملائكة، وهي:[٦]
- هي مخلوقات خلقت من نور، وليس من الطين مثل البشر ولا من النار مثل الجان.
- يمتلكون أجنحة يختلف عددها من ملك لآخر.
- يمتلكون القدرة على التشكل بأي صورة يردونها غير صورتهم الأساسية التي خلقهم الله تعالى بها، ولم يستطع أي أحد أن يرى صورتهم الحقيقة غير الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك عن طريق جبريل عليه السلام أو من خلال حادثة الأسراء والمعراج.
- تعدّ الملائكة أقدم في الخلقة الإلهية من البشر، وذلك لأن الله تعالى خلقهم قبل أن يخلق اَدم عليه السلام.
- مسكنهم الرئيسي في السماء، ولا يستطيعون النزول إلى الأرض إلى بأمر من الله تعالى عز وجل.
- دائمو الطاعة لله عزو وجل.
- لا يأكلون ولا يشربون.
- لم يوصفوا بذكورة أو الأنوثة.
- لا أحد يعلم عددهم غير الله تعالى.
- يعدّون سفراء الله للأنبياء والرسل.
- يتميزون بالحياء.
أسماء الملائكة وعباداتهم
فيما يأتي ذكر عدد من أسماء الملائكة في اَيات الذكر الحكيم وبعض عباداتهم:[٧]
- أسماء الملائكة: هاروت، ماروت، جبريل، ملك الموت، إسرافيل، ملك الجبال، ميكائيل، حملة العرش، مالك.
- عباداتهم: إن الملائكة يسبحون الله عز وجل ليلًا نهارًا، وقد ذُكر أنه توجد للملائكة كعبة في الجنة تسمى البيت المعمور، وجاء في وصف البيت أنه يقع في السماء السابعة، وبالتحديد فوق كعبة الأرض، أي البيت الحرام، وقد ذكر أنه يدخله يوميًّا 70000 من الملائكة يتعبّدون ويطوفون به.
موت الملائكة
قال تعالى: (وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [٨]، كل من في الدنيا هالك ولا يبقى غير الله سبحانه وتعالى بعد أن ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور النفخة الأولى تستوي الأرض ويموت أهل الأرض جميعًا من شدة الزلزلة، وتموت ملائكة السبعة سموات والصافون والحجب وحملة العرش والسرادقات وأهل سرادقات المجد والكروبيون، ولا يبقى غير جبريل عليه السلام وإسرافيل وملك الموت وميكائيل عليهم السلام، فيسأل الله تعالى يا ملك الموت من بقي؟ فيقول ملك الموت سيدي ومولاي أنت أعلم، بقي جبريل وإسرافيل وميكائيل وبقي عبدك الضعيف ملك الموت خاضعا ذليلًا قد ذهلت نفسه لعظيم ما عاين من الأهوال، فيقول له الله تعالى انطلق إلى جبريل واقبض روحه، فينطلق إلى جبريل ويجده ساجدًا راكعًا، فيقول له: ما أغفلك عما يراد بك يا مسكين قد مات بنو آدم وأهل الدنيا والأرض والطير والسباع والهوام وسكان السموات وحملة العرش والكرسي والسرادقات وسكان سدرة المنتهى وقد أمرني المولى بقبض روحك، فعند ذلك يبكي جبريل ويقول لله عز وجل: يا الله هوّن علي سكرات الموت، هذا ملك كريم يتضرع ويطلب من الله بتهوين سكرات الموت، وهو لم يعص الله قط فما بالنا نحن البشر ونحن ساهون لا نذكر الموت إلا قليلًا فيضمه ضمة فيخر جبريل منها صريعًا، قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) [٩][١٠]
المراجع
- ↑ سورة التحريم، آية: 6.
- ↑ "الملائكة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "وظائف وأعمال الملائكة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحاقة، آية: 17.
- ↑ "الكلام على حملة العرش "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "صفات الملائكة الخِلْقية والخُلُقية"، maghress، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "ماذا تعتقد في الملائكة بخصوص وظيفتهم ، هيئتهم ، أشكالهم ، قوتهم"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الرحمن، آية: 27.
- ↑ سورة الزمر، آية:68.
- ↑ "موت الملائكة"، islamqa، 3-8-2010، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.