معارك المسلمين
خاض المسلمون الكثير من المعارك على مدى حكم الدّولة الإسلامية، ونجح المسلمون بفتح الكثير من الدّول التي كانت محتلة من قبِل الروم والصليبيين والبيزنطيين وجعلها تحت سيطرتهم وحكمهم، وتخليصها من أعداء الدّين والإسلام، وقد اتّسمت معارك المسلمين بالبسالة والقوّة والشدّة بسبب إيمانهم الكبير بالله وشعورهم بنصره وتأييده لهم، وفي أغلب المعارك التي خاضها المسلمون كان النّصر حليفهم، وكانوا يوقعون بأعدائهم أشد الخسائر الماديّة والبشريّة، وحرص المسلمون خلال معاركهم على الالتزام بالأخلاق الإسلاميّة التي أوصاهم بها الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (اغزوا بسمِ اللهِ في سبيلِ اللهِ قاتِلوا مَن كفَر باللهِ ولا تغُلُّوا ولا تغدِروا ولا تُمثِّلوا ولا تقتُلوا وليدًا) [بريدة| خلاصة حكم المحدث: صحيح ابن حبان]، وكانوا لا يقطعون شجرة، ولا يقتلون شيخًا كبيرًا ولا طفلاً ولا امرأة، وقبل ذلك كله كانوا يتوكلون على الله ويُحسنون ظنّهم به، ويدعون الله أن ينصرهم على أعدائهم. [١]
أول معركة بين المسلمين والرّوم
كانت أول معركة خاضها المسلمون ضد الرّوم هي معركة أجنادين التي حدثت في السنة 13 للهجرة الموافق من 634 للميلاد في فلسطين بالقرب من منطقة الرّملة، ووقعت معركة أجنادين في عهد أبو بكر الصّديق، وقاد جيوش المسلمين خالد بن الوليد، وقاد جيوش الرّوم أرطبون الذي كان يتمتّع بدهاءٍ وذكاء شديدين، وكان السبب في معركة أجنادين هو احتلال الرّوم لبلاد الشام، واستمرار زحفهم لاحتلال باقي المناطق المجاورة، فكان لا بدّ من التّحرك السّريع من قِبل المسلمين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتخليص بلاد الشّام من أيدي البيزنطيين ومنع تمدّدهم إلى باقي المناطق وإنهاء نفوذهم، ونشر الدّين الإسلامي في كل بقاع الأرض، وقد أبلى المسلمون بلاءً حسنًا في هذه المعركة، وحققت جيوش المسلمين نصرًا مدويًا على جيوش الرّوم. [٢][٣]
أحداث معركة أجنادين
بعد استقرار وضع الدّولة الإسلاميّة وانتهاء حروب الرّدّة، قرر أبو بكر الصّديق فتح بلاد الشام، فجهّز عددًا من الألوية وجعل على كل لواءٍ منها قائدًا، وجعل خالد بن الجيوش قائدًا على جميع هذه الألوية لِما يتمتّع به من حنكة وذكاء وخبرة في الحروب تُؤهله لقيادة الجيوش، فتوجّهت الجيوش بقيادة خالد بن الوليد إلى بلاد الشام، ووصلت جيوش المسلمين إلى منطقة بصرى، واحتلوها، فاستسلم أهلها ووافقوا على شروط المسلمين ودفعهم للجزية مقابل تأمينهم على أموالهم وأرواحهم، فأحس قائد الرّوم بالخطر من اقتراب جيوش المسلمين من أراضيه فأرسل بقوة قوامها 70 ألف مقاتل إلى منطقة أجنادين، فأعاد خالد بن الوليد ترتيب الجيوش، فجعل قسمًا منهم على الميمنة، وقسمًا على الميسرة، وقسمًا في الوسط، وتلاقت الجيوش، وأبلى المسلمون خلال المعركة بلاءً كبيرًا وأوقعوا بالرّوم الكثير من القتلى والجرحى، وزلزلوا الأرض تحت أقدامهم على الرّغم من أنّ عدد جيش الروم كان أضعافًا مضاعفة لجيش المسلمين، وكان النصر حليف المسلمين، فبعث خالد بن الوليد برسالة إلى أبو بكر الصّديق يطمئنه بنصرهم على أعدائهم ورفعهم لراية الإسلام. [٤]
المراجع
- ↑ أ.د. راغب السرجاني، "وصايا الرسول في الحروب"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2019. بتصرّف.
- ↑ مراد صيام، أحمد أحمد، أحمد خليل، "متى حدثت معركة أجنادين؟"، ujeeb، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "ماهي أول معركة بين المسلمين والروم"، isalna، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2019. بتصرّف.
- ↑ نجلاء، "احداث ” معركة اجنادين ” بالتفصيل"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2019. بتصرّف.