لماذا سميت معركة صفين بهذا الاسم

معركة صفين

ظلّت معركة صفين تُشكّل مرحلة مؤلمة في التاريخ الإسلاميّ، فكانت امتدادًا لشرارة الفتنة التي أدّت إلى مقتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان، وذلك على أيدي ثوار اجتمعوا لقتل الخليفة.

فمعركة صفين هي المعركة التي دارت بين جيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجيش معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، في العام السابع والثلاثين الهجري وتحديدًا في اليوم الأول من شهر صفر، وذلك بسبب الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما على قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد كان معاوية وأصحابه يطالبون بدم عثمان والاقتصاص ممن قتلوه، وكان علي بن أبي طالب، يطالبهم أولًا بإتمام البيعة له، حتى تجتمع كلمة المسلمين على إمام واحد، ثم بعد ذلك، يبدأ البحث في قضية مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.[١]


سبب تسمية معركة صفّين

سُميّت معركة صفين بهذا الاسم وذلك بسبب حدوثها قرب قرية صفين، وهي قرية صغيرة، تقع بين الشام والعراق، وبالتحديد في سوريا ضمن حدود مدينة الرقة، الواقعة على ضفاف نهر الفرات، الذي يعبر الأراضي السورية من جهة الشرق من الجمهورية السورية.[٢]


موقعة صفين

في البداية،أرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، يحثّه على مبايعته، لكي لا يكون معاوية خارجًا عليه، لكن معاوية رضي الله عنه كان يرى باجتهاده، أن عدم الأخذ بثأر عثمان رضي الله عنه، يكون مخالفة لكتاب الله، وأن من خالف كتاب الله تعالى لا تجوز مبايعته-وكان هذا اجتهادًا من معاوية-، ولم يكن معاوية رضي الله عنه يفكر بخلافة أو إمارة كما كان يُشاع في كتب الشيعة، بل وأيضًا في كتب بعض أهل السنة الذين ينقلون التاريخ دون تمحيصٍ أو توثيق.

أرسل علي رضي الله عنه إلى معاوية رضي الله عنه ثلاث رسائل، لكن دون أن يرد معاوية، فتوجّه علي بن أبي طالب من الكوفة إلى الشام وقد عسكر في منطقة النخيلة خارج الكوفة، وأرسل علي رضي الله عنه مقدّمة الجيش نحو الشام، وتقدمت المقدّمة، حتى جاوزت نهر الفرات، ووصلت إلى منطقة تُسمّى صفين، فوصلت الأخبار إلى معاوية رضى الله عنه أن علي بن أبي طالب خرج بجيشه من العراق متجهًا إلى الشام؛ ليجبر أهلها على البيعة، الذين كان قد منعهم معاوية بن أبي سفيان من مبايعته، لكن معاوية بن أبي سفيان لم يتنازل عن قراره وهو القصاص من قتلة عثمان بن عفان أولًا، فاستشار معاوية رؤوس قومه، وأشاروا عليه أن يخرج بجيشه وهو على رأسهم، كما خرج علي رضي الله عنه، وبذلك استمرت المداولات والمفاوضات والمشاحنات بينهما بهذا الشأن إلى أن حدثت معركة صفين التي استمرت تسعة أيام متتالية، ثم بعد ذلك لجؤوا إلى التحكيم بينهم .[٣]


ما يجب على المسلم فعله اتجاه الفتن التي دارت بين الصحابة

لقد ورد عن الزبير بن العوام رضي الله عنه، وعن وجماعة من السلف في هذه الفتنة بأنهم قالوا:(ما كنّا نظن أنها فينا حتى وقعت)، لذلك يُنصح المسلم بالإمساك والامتناع عن الخوض فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من فتن، لأن مذهب أهل السنة والجماعة، هو الكفّ والإعراض عن الخوض في مثل هذه الفتن التي دارت بين الصحابة، والاعتقاد بأنها كانت عن اجتهاد منهم، فالمصيب منهم فيه له أجران، والمخطئ له أجر، ويُنصح أن نلتزم بقولة عمر بن عبد العزيز المشهورة عن هذه الحادثة فقال: (تلك فتنة عصم الله منها سيوفنا، فلنعصم منها ألسنتنا) كما روي عن بعض السلف.[٤]


المراجع

  1. "سبب حرب صفين"، islamweb، 4-10-2012، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2019. بتصرّف.
  2. "اين تقع وتوجد مدينة صفين"، wiki.kololk، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2019. بتصرّف.
  3. "موقعة صفين"، islamstory، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2019. بتصرّف.
  4. "الكف عن الخوض في الفتن التي دارت بين الصحابة"، islamweb، 1-7-2004، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :