خطبة عن وفاة الرسول

خطبة عن وفاة الرسول
خطبة عن وفاة الرسول

خطبة عن وفاة الرسول

لقد كانت وفاةُ الرّسول صلى الله عليه وسلم فاجعةٌ ألَمّت بالجميع، وأصابتهم بالذّهول والحزن الشدّيد، ففي يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل تُوفِي الرّسول صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاثة وستون عامًا، ومَرِض الرّسول صلى الله عليه وسلم مرضًا شديدًا وكان في بيت زوجته ميمونة، وعندما اشتَدَّ عليه المرض وأحَسّ أنّه مفارقٌ الدّنيا إلى ربٍ كريم أمَرَ أصحابه أن يذهبوا به إلى بيت زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، وعندما تَعذّرَ عليه الخروج للصّلاة بالنّاس، أمر عليه الصلاة والسلام أبو بكرٍ أن يُصَلّي بهم دلالة على خلافته للناس بعد الرّسول، ولما كَثُرَ اللغط بين الناس عن سبب صلاة أبو بكر بَدَل الرّسول، خرجَ الرّسول وهو في حالةٍ شديدةٍ من التّعب والإجهاد، وخَطَبَ بالناس آخر خُطبةٍ له، وأمرهم بالتوّاد والتّرابط والتراحم، ونهاهم عن التّقاطع والفرّقة، ثم عاد إلى بيت السّيدة عائشة وهُناك أغّمِيَ عليه، وعاش كلُّ من حوله فترةً عصيبةً وألسنتهم تَلهجُ بالدّعاء له بالشّفاء، وفي صباح اليوم التالي توفي النبي وأصاب الصحابة ما أصابهم من حزنٍ وهمٍّ وضيق وذهبت العقول والأذّهان فمنهم من أصابه الجنون، ومنهم من خَرس لا يستطيع الكلام ومنهم من سقط بلا حركة، وكان أكثرهم صدّمةً وذُهولاً عمر بن الخطاب فقد سلَّ سيّفه مُتَوعدًا من يقول أنّ النّبيّ قدّ مات، وأظهر أبو بكر الصّديق قوةً ورباطةَ جأشٍ شديدتين، فلما رأى أبو بكر الصديق هول الصّدمة وردّة فعل الناس على وفاة الرّسول قام مُخاطبًا الناس قائلاً: ( أيُّها النَّاسُ مَن كان منكم يعبُدُ مُحمَّدًا فإنَّ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد مات ومَن كان يعبُدُ اللهَ فإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموتُ) [صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه]


الفتن التي ظهرت بعد وفاة الرسول

بعد وفاة الرّسول صلى الله عليه وسلم ظَهرت الكثير من المشاكل والفتن ومنها فتنةُ الخلافة فبعد وفاة الرّسول اختلف الناس في مَن يسّتَحقّ أن يكون خليفةً بعده وليس يوجدُ من يُقارب الرّسول بالفضل والحكمة على الرّغم من وجود الكثير من الأسماء العظيمة، ولكنّهم اتفقوا على تَولّي أبو بكر الصدّيق وبايعوه لخلافة المُسلمين، وظهرت أيّضًا فتنة نزول الوحي، ودَارت بين الناس الكثير من التّساؤلات والمَخاوف، فالوحي لن ينزل على أحدٍ من البشر بعد الرّسول، فكيف سيحلُّ المسلمين مشاكلهم وإلى من سيحتكمون في حال اختلافهم، وكان الرّسولُ يُخبرهم ببعض الأمور الغَيّبيّة ويبشرهم بالانتصار بالفتوحات وبدخول الجنة، فأيقَن الصّحابة عندها أنّ عليهم الاعتماد على أنفسهم وحلّ مشاكلهم بالاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله، بالإضافة إلى ذلك ظهر بعض مَنّ يَدّعي النبوة، ودخل إلى الإسلام أعدادٌ كبيرةٌ من الناس التي لم تَتَرَبَّ على يدّ الرسول تربيةً صحيحةً ودخلوا إلى الإسلام طمعًا في المال والثّروة، وارتَدت الكثير من القبائل عن الإسلام بالإضافة إلى امتناعهم عن أدّاء الزّكاة ، فوقف أبو بكر الصّديق موقفَ حزمٍ من كلّ هذه الفتن وقام بتسيير جيوشه والقضاء على حركة الرّدة، وأجبرهم على دفع الزّكاة وحقّق هو وجيوشه الكثير من الانتصارات وأعاد الأمن و الاستقرار إلى الجزيرة العربية.

فيديو ذو صلة :