ما حكم قول جمعه مباركه

ما حكم قول جمعه مباركه
ما حكم قول جمعه مباركه

ما حكم قول جمعة مباركة؟

لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أي التزام بقول جمعة مباركة بعد صلاة الجمعة أو في كل يوم جمعة لأصحابه الكرام، ولم يصرّح أحد من أهل العلم بمشروعية ذلك، وعلى هذا فإن قول جمعة مباركة بدعة محدثة وخصوصًا إن كان ذلك على وجه التعبد واعتقاد السنية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ][١]، أما إذا أردت أن تقول جمعة مباركة لأصدقائك دون أن تكون معتقدًا أنها قولٌ ثابت ولا بد من الالتزام به والمداومة عليه، وإنما تقولها على سبيل الدعاء، فنرجو أن لا يكون فيها بأس، وتركها أولى حتى لا تصبح مثل السنة الثابتة.[٢]


الأعمال المشروعة يوم الجمعة

يوجد العديد من الأعمال المشروعة والمستحبة التي يمكنك القيام بها يوم الجمعة، ومنها ما يلي:[٣][٤]

  • صلاة الجمعة التي تعدّ من فروض الإسلام، وهي أعظم ما يمكن أن يجتمع عليه المسلمون، فقال تعالى في كتابه الكريم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}[٥]، وعن عبدالله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: [أنَّهُما سَمِعا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ علَى أعْوادِ مِنْبَرِهِ: لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ][٦]، وهذا الحديث دلّ على وجوب صلاة الجمعة وأنها من أهم الفرائض.[٧]
  • إكثار الصلاة على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة وفي ليلة الجمعة، وقراءة سورة الكهف، والإكثار من الدعاء خاصة في الساعة المستجابة من يوم الجمعة، وإن في زيادة الصلاة على الرسول يوم الجمعة العديد من الأدلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إنَّ من أفضلِ أيَّامِكم يومَ الجمعةِ فيه خُلِق آدمُ ، وفيه قُبِض ، وفيه النَّفخةُ ، وفيه الصَّعقةُ ، فأكثِروا عليَّ من الصَّلاةِ فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ . قالوا : يا رسولَ اللهِ كيف تُعرَضُ عليك صلاتُنا وقد أرِمتَ ؟ يقولون : قد بَلِيتَ قال : إنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أن تأكُلَ أجسادَ الأنبياءِ][٨]، وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: [أكثِروا الصَّلاةَ عليَّ يومَ الجمُعةِ و ليلةَ الجمُعةِ ، فمَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللهُ عليهِ عَشرًا][٩].
  • لا يُستحب تخصيص يوم الجمعة بصيام دونًا عن سائر الأيام، ولا يستحب تخصيص ليلتها بقيام.
  • الاغتسال والتطيب، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إِذَا جَاءَ أحَدُكُمُ الجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ][١٠]، فالاغتسال يوم الجمعة ليس فرضًا وإنما سنة مؤكدة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مَن تَوضَّأَ يومَ الجمعةِ، فأحسَنَ الوُضوءَ، ثُم أتَى الجمعةَ، فدَنا، و اسْتمَعَ، و أنْصَتَ، غُفِرَ له ما بَينهُ و بين الجمعةِ الأُخرَى، و زِيادةُ ثلاثةِ أيامٍ، و مَن مَسَّ الحَصَى فقدْ لَغَا][١١]، ويقصد بالوضوء هنا الاغتسال.[٧]


قد يُهِمُّكَ: فضل يوم الجمعة

ليوم الجمعة العديد من الفضائل، ذُكرت في السنة النبوية الشريفة نُجملها فيما يأتي:[١٢]

  • قال أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ][١٣]، ففي يوم الجمعة خلق الله آدم وأدخله الجنة وأخرجه منها يوم الجمعة، فهو أحب الأيام إلى الله لما فيه من أحداث مهمة كبداية الخلق ونهايته.[١٤]
  • عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ وفي رِوايَةِ واصِلٍ المَقْضِيُّ بيْنَهُمْ][١٥]، ويعني أن الله سبحانه وتعالى خصّ أمة محمد عليه الصلاة والسلام بيوم الجمعة، فكان يوم السبت لليهود ويوم الأحد للنصارى، وبهذا يكون المسلمون آخر مَن أتوا للدنيا وأول مَن يذهب للحساب يوم القيامة.[١٦]
  • ومن دليل فضل يوم الجمعة ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ، وبَكَّرَ وابتَكرَ ، ومشى ولم يرْكب ، ودنا منَ الإمامِ ، فاستمعَ ولم يلغُ ، كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ ، أجرُ صيامِها وقيامِها][١٧].[١٨]
  • وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا][١٩].


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2697، صحيح.
  2. "حكم قول المسلم للمسلم جمعة مباركة"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. بتصرّف.
  3. "عبادات يشرع فعلها يوم الجمعة"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. بتصرّف.
  4. "أفضل أعمال يوم الجمعة"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. بتصرّف.
  5. سورة الجمعة، آية:9
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر وأبو هريرة، الصفحة أو الرقم:865، صحيح.
  7. ^ أ ب "باب فضل يوم الجمعة ووجوبها والاغتسال لها والتطيب والتبكير إليها"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في فضل الصلاة، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو ، الصفحة أو الرقم:22، إسناده صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1209، حسن.
  10. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:877، صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6179، صحيح.
  12. "المَبحَثُ الأوَّل: فَضْلُ الجُمُعة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2020.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:854، صحيح.
  14. "شرح الحديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. بتصرّف.
  15. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:856، صحيح.
  16. "شرح الحديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. بتصرّف.
  17. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم:898 ، صحيح.
  18. "فضل يوم الجمعة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. بتصرّف.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:935، صحيح.

فيديو ذو صلة :