محتويات
أحكام متعلقة بعيد الفطر
حكم صيام عيد الفطر
صيام يوم عيد الفِطر هو حرام شرعًا، فاليوم الذي يُحرّم الصوم فيه من أيام شوال هو يوم عيد الفطر فقط، وهو أول يوم من أيام شوال، وأما باقي الأيام الأخرى من شوال فلا بأس من صيامها، بل يُستحب ذلك، فعيد الفطر هو يوم واحد فقط وليس ثلاثة أيام كما يعتقد البعض، والمنهي عنه هو صيام اليوم الأول من أيام العيد.[١]
حكم صلاة الجمعة إذا وافق عيد الفطر يوم جمعة
صلاة الجمعة هي فرض عَين على كل مسلم تنطبق عليه شروط وجوب صلاة الجمعة، لذلك إذا وافق أول أيام عيد الأضحى أو عيد الفطر يوم جمعة، فيجب إقامة صلاة الجمعة، فلا تسقط صلاة الجمعة بصلاة العيد، لأن صلاة الجمعة واجبة، بينما صلاة العيد هي سنّة مؤكدّة، والسنّة لا تُسقط الفريضة ولا تُجزء عنها، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[٢].[٣]
حكم مشروعية صلاة عيد الفطر
صلاة عيد الفطر هي سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم على كل مسلم ومسلمة، فصلاة عيد الفطر بعد إتمام صيام شهر رمضان هي من محاسن الإسلام يؤديها المسلم شكرًا لله سبحانه وتعالى.[٤]
حكم مشروعية زكاة الفطر
زكاة الفطر هي فرض كما ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: [فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهيَ زكَاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فهيَ صدَقةٌ منَ الصَّدقاتِ][٥]، فهي طُهر للصائم، وإطعام للمسكين، وزكاة للبدن، ونوع من شكر الله تعالى على نعمه، وسبب في حصول الأجر والثواب.[٦]
حكم إهداء النقود يوم العيد
إهداء النقود في العيد، أو ما يُعرف بالعيديّة هو مبلغ من المال يُعطيه الشخص لقريبه بمناسبة حلول العيد سواءًا عيد الأضحى أو عيد الفطر، والعيديّة أصبحت لازمة أو شبه لازمة بحكم العُرف، وهي من الأعراف الصحيحة التي تتفق مع الشرع، فالعيديّة هي نوع من البرّ والصّلة والإحسان، ومن باب بذل المعروف للأقارب والأرحام، وهذه المعاني قررها الكتاب والسنّة الشريفة، فإعطاء العيديّة هو من الأمور المُباحة التي تزيد من ترابط وتماسك المجتمع، وهي نوع من صلة الأرحام التي يؤجَر المسلم عليها إذا أخلص النيّة بها.[٧]
حكم مشروعية التكبير في عيد الفطر
التّكبير في أيام العيد سنة، فيكون التكبير في عيد الفطر ليلة العيد وصباح العيد حتى تنتهي الخطبة، وأما التكبير في عيد الأضحى فتبدأ من أول شهر ذي الحجة إلى نهاية اليوم الثالث عشر، فكلّها أيام تكبير، والتكبير في عيد الأضحى هو نوعين، التّكبير المُطلق يكون في جميع الأوقات في يوم عرفة وما بعده، والتكبير المُقيّد يكون بعد الانتهاء من الصلوات الخمس.[٨]
آداب عيد الفطر
هناك عدد من الآداب التي يجب عليك الالتزام بها في عيد الفطر وهي:[٩]
- التكبير يوم العيد، ويبتدأ من ثبوت العيد، وينتهي بصلاة العيد، وصيغ التّكبير هي: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً"، "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد".
- الاغتسال والتطيّب لصلاة العيد، ولبس أحسن الثياب.
- الأكل عند الخروج من المنزل والذهاب لصلاة العيد.
- الجهر بالتّكبير عند الذهاب لصلاة العيد.
- مخالفة الطريق، أيّ الذهاب من طريق إلى المسجد والرجوع من طريق آخر.
- الحرص على الصلاة في المُصلّى فهي سنّة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا صليّت في المسجد فلا بأس في ذلك.
- اصطحاب النساء والأطفال دون استثناء لصلاة العيد، كما جاء في الحديث النبوي الشريف عن أم عطيّة بنت كعب قالت: [أَمَرَنَا، تَعْنِي النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَ في العِيدَيْنِ، العَوَاتِقَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، وَأَمَرَ الحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى المُسْلِمِينَ][١٠].
- الاستماع إلى الخطبة التي تعقب صلاة العيد وهي سنّة.
- التهنئة بالعيد وهو أمر ثابت عن الصحابة والتّابعين.
تجنبها: مخالفات قد تحدث في أيام العيد
هناك عدد من المخالفات التي قد تقوم بها في يوم العيد، سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى، وسنذكر هذه المخالفات لتجنب الوقوع بها في العيد:[١١]
- زيارة القبور يوم العيد، وتوزيع الحلوى، ووضع الزهور على القبور، فزيارة القبور من الأمور المُستحبة ولكن عليك عدم تقييدها بيوم العيد.
- التكبير بالمسجد أو المُصلّى بصيغة الجماعة على شكل فريقين، الفريق الأول يُكبّر، والفريق الثاني يرد التكبير، وهي من البِدع المُحدثة، فمن السنّة أن يُكبّر كل شخص بمفرده، وإذا حصل اتفاق بالتكبير فلا بأس، وأما تحويل التكبير لفِرَق فهو بِدعة لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه.
- تبادل بطاقات التهنئة أو بطاقات المُعايدة، فهو تقليد مأخوذ عن النصارى وعاداتهم، وعلى المسلم تجنّب ذلك.
- التزيّن بحلق اللحى، لأنه من الواجب إطلاق اللحى، فابتعد عن التزيّن يوم العيد بحلقك لحيتك.
- المصافحة بين الرّجال والنساء الأجنبيات، وهي من المحارم بل ومن الكبائر التي يغفل الكثير عنها في يوم العيد بل يتهاونوا في فعلها، ففي الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [لَأَنْ يُطعَنَ في رأسِ أحَدِكُمْ بِمَخْيَطٍ من حَدِيدٍ خَيرٌ له من أنْ يَمسَّ امْرأةً لا تَحِلُّ لَهُ][١٢].
- الإسراف وبذل الأموال الطائلة في شراء المفرقعات والألعاب الناريّة التي لا فائدة منها، والأفضل صرف هذه الأموال على الفقراء والمحتاجين والمساكين وما أكثرهم.
- اللعب بالميسر والقمار في بعض الدول العربيّة في أيام العيد، وخاصة عند الصغار، وقد يكون على غير دراية منهم بذلك، فعليك مراقبة أبنائك والانتباه لهم ولتصرفاتهم.
قد يُهِمُّكَ: الحكمة من مشروعية العيدين
لقد شرع الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة الفرح والسرور بتمام نعم الله تعالى وفضله عليهم، وكمال رحمته ورأفته بهم، والحكمة التي لأجلها شرع الله تعالى العيد وإظهار الفرح والسرور فيه؛ لأن عيد الفطر يأتي بعد صيام شهر كامل وقيامه وهو شهر رمضان الكريم، فشرع الله تعالى عيد الفطر للفرح بما قدّمه المسلم من طاعات وعبادات في شهر رمضان، وأنه أتمها وهو بكامل عافيته وصحته، فإذا أتمّ العبد صيام شهر رمضان وقام بالطاعات الواجبة عليه أعتقه الله تعالى من النار، فشرع الله تعالى العيد بعد إكمال الصيام، وأباح للمسلم تناول ما لذَّ وطاب من الطّعام والشراب بعد هذه الفترة الطويلة من الامتناع، وقد شرع الله تعالى صلاة العيد وصدقة الفطر شكرًا لله على أنعمه وعطاءه الذي لا ينتهي، وأما سبب مشروعية عيد الأضحى فقد جعله الله مناسبة سعيدة بعد إتمام مواسم الحج ، وما يتبعها من الوقوف بعرفة، وهو يوم العَتْق من النار، فلا يحصل العَتْق من النار ومغفرة الذنوب والخطايا في يوم من أيام السنة أكثر منه، فجعل الله تعالى عقب ذلك عيدًا، بل جعله العيد الأكبر، فيُكمل أهل الموسم فيه مناسكهم.[١٣]
- ↑ "الأيام التي يحرم الصيام فيها"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الجمعة، آية:9
- ↑ "صلاة الجمعة لا تسقط إذا وافقت يوم العيد"، دار الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.
- ↑ التويجري ، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 55. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن الملقن، في شرح البخاري لابن الملقن، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:636، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ "الحِكمةُ من مشروعية زكاة الفِطر"، الدرر السنيّة.، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021.
- ↑ حسام الدين عفانه ، "احتساب العيدية من زكاة المال "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم التكبير في العيد"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. بتصرّف.
- ↑ د. عاصم بن عبد الله القريوتي، "عيد الفطر أحكامه وآدابه"، صيدالفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:890، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ د. عاصم بن عبد الله القريوتي، "عيد الفطر أحكامه وآدابه"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن معقل بن يسار، الصفحة أو الرقم:5045، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ "الحِكمةُ من تشريعِ العِيدينِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. بتصرّف.