محتويات
عيد الفطر المبارك
إنّ عيد الفطر أول أعياد المسلمين الذي يحتفلون به أول يوم من شهر شوال الذي يأتي بعد شهر رمضان مباشرة، فهو أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صومهم لشهر رمضان، ولذلك سمي بعيد الفطر، ويستمر وقت عيد الفطر ثلاثة أيام.
يُعدّ يوم العيد يوم فرح وسرور للمسلمين، وأفراح المؤمنين في دنياهم وآخرتهم؛ إذ قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}،[١] ويُؤدي المسلمين صلاة العيد في صباح العيد بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبًا، ويتلقى المسلمون في العيد، ويتبادلون التهاني، ويزورون أهلهم وأقاربهم وهذا من صلة الأرحام، كما يزور المسلم أصدقاءه وجيرانه، ويعطف على الفقراء.
ومن عادات يوم العيد في كثير من البلدان الإسلامية، أن يأكل المسلمون في العيد بعض التمرات أو كعك العيد، ولقد تميزت أعياد المسلمين عن غيرها من الأعياد بأنّها قربة وطاعة لله، وفيها تعظيم لله عز وجل وذكر؛ كالتكبير وحضور الصلاة وتوزيع زكاة الفطر، كما تتقارب القلوب على الود ويجتمع الناس بعد افتراق ويتصافون بعد كدر.
ويُظهر في العيد اتحاد المسلمين، وتعلم كثرتهم باجتماعهم وفي ذلك تظهر الروابط الفكرية والروحية والاجتماعية، كما يظهر المسلمين الفرح والسرور في هذا اليوم فعن عائشة قالت: [أنَّ أبَا بَكْرٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِنْدَهَا يَومَ فِطْرٍ أوْ أضْحًى، وعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بما تَقَاذَفَتِ الأنْصَارُ يَومَ بُعَاثٍ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ؟ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: دَعْهُما يا أبَا بَكْرٍ، إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وإنَّ عِيدَنَا هذا اليَوْمُ]،[٢] مما دل على سماحة ديننا الإسلامي الحنيف.[٣]
تهنئة عيد الفطر المبارك للأصدقاء
ولأن التهنئة في العيد تحبب القلوب وتقوي العلاقات بين المسلمين سنذكر في هذه الفقرة بعض عبارات التهنئة في عيد الفطر:[٤][٥]
- أسأل من أعد العيد وطوى الشهر الفقيد، أنّ يمدكم بعمر مديد، ويجعل حياتكم عيدًا سعيـد.
- باقة من الورود بقدوم العيد، معطرة بالعود لك يا صاحب الجود.
- أحلى ما في العيد ثلاث؛ كثرة الخيرات، تبادل الزيارات، قارئ هذه العبارات.
- بكل عبارات التهاني بكل الحب والأماني بكل إحساس وجداني كل عيد وانت بخير.
- رضي الله عنك وأرضاك، وهداك، وأغناك، وعافاك، وشفاك، ووفقك لخير الدعاء وأجاب لك الرجاء، وأحبك بلا ابتلاء، وجعلك ساعياً للخير، مؤثراً في الغيْر، وكل عام وأنت بخيْر.
- هنأك الله بالقبول وأسكنك الجنّة مع الرسول، ورزقك بالعيد بهجة لا تزول، سلة بخور وعود وعيد الفطر عليك يعود، معطّر بريحان وورود.
- زهر وورد وريحان قطفته من حديقة الرحمن، لأعز أنسان بمناسبة العيد السعيد.
- يا حمامة الحرم زوريه، ومن زمزم اسقيه، ومن عطر الكعبة طيبيه، وبقرب العيد هنّيه.
- جعلك ربي حبيب الكل والعيد بالفرحة يطلّ، وتهنئة خاصة لك قبل الكل.
- كل عيد وأنت لربك طايع، لنبيك تابع، لدينك رافع، ولأهلك نافع.
- للكلمة ردود وللفرحة وجود، ولأيام العيد وقت محدود، فلك تهنئه بلا حدود، تقبل الله صيامكم وأسعد أيامكم، وكل عام وأنتم بخير.
- بارك الله لكم في أعمالكم وأعماركم، وأعادكم على أمثاله.
- أدام الله لكم الأعياد دهورًا، وألبسكم من تقواه نورًا، عيدكم مبارك.
- بالعود والبخور، وبرشات العطور، وبأسمى آيات السرور نبارك لك بعيد الفطر السعيد.
- جمال العيد رُؤيتكم، وبهجته لقاءنا معكم، عسى أن يعود عليكم، ويجعلكم الأسعد بأعياده.
- عسى عيدك مبارك، وكل لحظاتك تبارك، وجنة الخلد داري ودارك، والنبي جاري وجارك.
حكم التهنئة بعيد الفطر
التهنئة في عيد الفطر المبارك من الأمور المُباحة لدى المسلمين، فقد وقعت التهنئة في العيد بين بعض الصحابة رضي الله عنهم، ولا يوجد دليل يمنع التهنئة في العيد، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه على فرض أن التهنئة لم تقع، فإنها الآن من الأمور العادية التي اعتاد الناس عليها، يُهنئ بعضهم بعضًا ببلوغ العيد، واستكمال الصوم والقيام، وقال الشيخ صالح الفوزان: إنّ التهنئة مباحة في يوم العيد أو بعد يوم العيد، أما قبل يوم العيد؛ فلا أعلم أنّها حصلت من السلف أنّهم يهنؤون قبل يوم العيد، فكيف يُهنَّأ بشيء لم يحصل، فالتهنئة تكون يوم العيد أو بعد يوم العيد مع أنّ لا دليل عليها من أحاديث الرسول عليه السلام.[٦]
أحكام وآداب عيد الفطر المبارك
لقد شرع الله للأمة الإسلامية عيدين اثنين، هما؛ عيد الفطر وعيد الأضحى، وقد جعل الله عيد الفطر شكرًا لله على عبادة صيام شهر رمضان المبارك قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،[٧] ومن أحكام وآداب عيد الفطر المبارك مايلي:[٨]
- التكبير: جعل الله من سنن يوم العيد التكبير ليلة العيد، ويستمر التكبير حتى صلاة العيد، قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،[٧] أمّا صيغة التكبير الثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم فهي (الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً ) وورد أيضًا (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد)، ويُعدّ التكبير الجماعي بصوت واحد بدعة، وذلك لأنّه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من الصحابة.
- أكل تمرات: يسن للمسلم قبل خروجه لصلاة العيد أن يأكل تمرات ويوتر بهنّ، وذلك لحديث أنس رضي الله عنه أنه قال: [كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ وقالَ مُرَجَّأُ بنُ رَجاءٍ، حدَّثَني عُبَيْدُ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني أنَسٌ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا].[٩]
- التجمل للعيد: من الأمور المستحبة يوم العيد لبس أحسن الثياب، وقد روي عن ابن عمر أنه قال: [أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِن إسْتَبْرَقٍ تُباعُ في السُّوقِ، فأخَذَها، فأتَى بها رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هذِه تَجَمَّلْ بها لِلْعِيدِ والوُفُودِ، فقالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّما هذِه لِباسُ مَن لا خَلاقَ له فَلَبِثَ عُمَرُ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَلْبَثَ، ثُمَّ أرْسَلَ إلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بجُبَّةِ دِيباجٍ، فأقْبَلَ بها عُمَرُ، فأتَى بها رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ يا رَسولَ اللَّهِ: إنَّكَ قُلْتَ: إنَّما هذِه لِباسُ مَن لا خَلاقَ له وأَرْسَلْتَ إلَيَّ بهذِه الجُبَّةِ، فقالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَبِيعُها أوْ تُصِيبُ بها حاجَتَكَ].[١٠]
- زكاة الفطر: شرع الله على المسلمين زكاة الفطر، عقب إكمال الصيام وقد فرضها الله طهرة للصائم من اللغو، والرفث، وطعمة للمساكين، وعن ابن عمر قال: [فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ].[١١]
- الخروج من طريق والعودة من طريق آخر: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يوم العيد يخرج إلى الصلاة من طريق ويعود من طريق آخر، فمن السنة أن يتبع المسلمين نهج سيدنا محمد في ذلك، كما ومن السنة الخروج الى الصلاة ماشيًا، وذلك لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ إذ قال: [مِنَ السُّنَّةِ أن يخرُجَ إلى العيدِ ماشيًا ، وأن يأكلَ شيئًا قبلَ أن يَخرجَ].[١٢]
- صلاة العيد: وقد اختلف العلماء في حكم صلاة العيد على ثلاثة أقوال؛ فمنهم من قال أنّها فرض كفاية، وهذا قول الحنابلة ومنهم من قال أنّها سنة، وهذا قول الإمام مالك والإمام الشافعي، ومنهم من قال أنّها فرض عين على الرجال، وسنَّة مؤكدة على النساء، وهذا قول الإمام أبي حنيفة، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن باز، وابن عثيمين.
المراجع
- ↑ سورة يونس، آية: 58.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3931 ، خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
- ↑ "عيد الفطر"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-22. بتصرّف.
- ↑ "افضل رسائل و مسجات تهنئة بعيد الفطر 2020 اعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة"، gsminsark، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-22. بتصرّف.
- ↑ "muhtwa"، بوستات كلمات تهنئة عيد الفطر 2020 تهنئة العيد المبارك، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم التهنئة قبل حلول العيد"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-22. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة البقرة، آية: 185.
- ↑ "أحكام وآداب عيد الفطر المبارك"، almoslim، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-22. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 953 ، خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 948، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1503، خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
- ↑ رواه ابن الملقن ، في تحفة المحتاج، عن الحارث الأعور ، الصفحة أو الرقم: 1/547 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة].