ما حكم عيد الميلاد في الاسلام

ما حكم عيد الميلاد في الاسلام
ما حكم عيد الميلاد في الاسلام

أعياد الميلاد

العيد في اللغة جمع أعياد، والعيد هو كل ما يعود ويتكرر مرة بعد أخرى، والعيد هو كل يوم يُحتفل به بذكرى حادثة عزيزة أو ذكرى، والأعياد عند المسلمين هما عيد الفطر وعيد الأضحى وما سواهما باطل، وعيد الميلاد الشخصي هو الاحتفال بذكرى اليوم الذي وُلِدَت فيه،[١] وقد دلّت الكثير من النصوص والأحاديث النبويّة على أنّ الاحتفال بالأعياد هو من البدع التي لم ينزل بها دليل شرعي، لذلك لا يجوز لك الاحتفال بعيد الميلاد أو تلبية دعوة مَن يَحتفل بهذه الأعياد، لأن مجرد إجابة الدعوة يعد تشجيعًا على البِدع وتأييدًا لها، قال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ}[٢]، وقد حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم من الاحتفال بهذه الأعياد التي لا أصل لها لأنها تشبه بعقيدة اليهود والنصارى.[٣]

ومن أحدث أمرًا في هذا الدّين ولم يكن من هدي المرسلين فإنه مردودٌ عليه، ولم تُعرف هذه الأعياد إلا بعد القرون الثلاثة الماضية مما يدل على أنها من البدع التي لا أصل لها في الإسلام، وبدلاً من أن يحتفل المسلم بعيد ميلاده كان الأولى عليه أن يتذكّر أنه في كل يوم يمر عليه فإنه يقترب من نهايته وموعد موته وحسابه وأن يَعُد العُدّة لذلك اليوم ويزداد من عمل الحسنات والخيرات، وأن يأخذ العبرة من تلك السنين والأيام.[٤]


ما حكم عيد الميلاد في الإسلام؟

قد تتساءل عن الحكم الشرعي لعيد الميلاد، وعن السبب في تحريمه، إن الاحتفال بعيد الميلاد حرام ومنهي عنه ومذموم فعله وذلك بحسب كبار العلماء المسلمين في فتواهم، ويعود ذلك لسببين رئيسيين هما:[٥]

  • إنّ الاحتفال بعيد الميلاد هو نوع من الاحتفال بالأعياد البدعيّة: والتي نهى عنها الشرع، وقد دلّت الكثير من النصوص والأحاديث النبوية الشريفة على أنه ليس للمسلمين إلا عيد الفطر، وعيد الأضحى، وما عدا ذلك لا يجوز الاحتفال به، ففي الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه سلم قال: [مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ][٦]، لذلك من المحرّم الاحتفال بأي عيد آخر سواء كان عيدًا عامًا أو عيدًا خاصًا.
  • الاحتفال بعيد الميلاد فيه تشبه بالنصارى واليهود وأعيادهم: لأن أول مَن أحدث أعياد الميلاد هم النصارى الذين احتفلوا بعيد المسيح عليه السلام، ثم صاروا يحتفلون بعيد ميلادهم تشبهًا باحتفالهم بعيد المسيح، وهذا دليل واضح على أن الاحتفال بعيد الميلاد من شعائر وخصائص اليهود التي تميّزهم عن غيرهم، وهذه العادة هي دلالة على رمز ديني عندهم، فبحسب العلماء فإنه لافرق بين مشاركة النصارى أعيادهم ومشاركتهم في سائر مناهجهم، فالموافقة في بعض الأمور التي تخصهم موافقة لهم بالفكر، وقد اتفق العلماء على تحريم التشبه بأهل الكتاب، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتحرّى مخالفة أهل الكتاب في جميع أمورهم من عقائدهم ومعاملاتهم ولباسهم وطريقة كلامهم، ولنا في رسول الله أُسوة حسنة، وقد وقع بعض المسلمين في حالة لُبس واشتباه وربما استباحة لهذا العيد، ولكن عند التعمّق بهذا الاحتفال فإننا نجد أنه دخيل على عاداتنا وأعرافنا وليس له ما يُثبته، فلم يحتفل الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة والأئمة بما يسمى بعيد الميلاد، فالأفضل على المسلم أن يقتدي بالسلف الصالح ويجتنب الشبهات ويبتعد عن كل البدع المحرمة والمخالفة لعادات المسلمين وتقاليدهم.


حكم الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم

لكن ما حكم الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الأحق بالاحتفال بمولده؟ إن الاحتفال بالمولد النبوي لم يرد في الشرع، فلم يرد ما يدل على أن هناك احتفالًا بالمولد النبوي، وبحسب العلماء المسلمين فإن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أحسن الناس وأفضل من عمل بشرع الله تعالى لم يحتفل بيوم مولده، ولم يحتفل كذلك لا أصحابه ولا الخلفاء من بعده بالمولد النبوي، فلو كان الاحتفال بالمولد النبوي خيرًا للأمة أو خدمة للدين لكان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أوائل مَن بادروا بذلك، ولعلّمه أُمّته وفعله بنفسه، فلما ترك الرسول والصحابة ذلك عَلِمْنا علم اليقين أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس من الشرع في شيء.

لذلك فالاحتفال بالمولد النبوي هو من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها من دون تردد أو تفكير، ولا يكون حب الرسول صلى الله عليه وسلم بالاحتفال بالمواليد وإقامتها، وإنما يقتضي حب النبي اتباعك سنته ونشر دينه والتبليغ عنه ولو آية، والتمسّك بشريعته والاستقامة عليها، والحب الصادق للرسول صلى الله عليه وسلم يكون بالجهاد في سبيل الله، والدعوة إلى سنة الرسول الكريم وتعظيم هذه السنة والدفاع عنها، والتأسي بأقوال الرسول وأفعاله، والسير على منهاجه ودعوة المسلمين لذلك، قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُ}[٧].[٨]


مَعْلومَة

قد يتبادر إلى ذهنك التساؤل عن البدعة وما هي وما هي أنواعها وما هو حكمها الشرعي؟ فالبدعة مفرد بدع وهو إحداث ما لم يكن مُحدَثًا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمعنى الشرعي للبدعة هو الزيادة في الدّين أو النقصان منه بغير إذن شرعي، وفي اللغة يمكن تقسيم البدع إلى بدع حسنة وبدع سيئة لأن البدعة من بَدَعَ فلان الشيء ابتدعه ابتداعًا إذا أنشأه وفعله ابتداء، وقد تكون البدعة حسنة وقد تكون مستهجنة فتكون البدعة سيئة، وأما البدعة في الشرع فهي مذمومة على الإطلاق، وحكم البدع بعضها كفر صريح كالبدع الجاهليّة التي نبّه عليها القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا ۖ وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ ۚ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ ۚ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}[٩]، وبدع المنافقين، ومن البدع ما هو من المعاصي وليس من الكفر، ومن البدع ما هو معصية مع الاتفاق على ذلك مثل بدعة التبتل، ومن الببدع ما هو مكروه كالاجتماع للدعاء قبل يوم عرفة، ومدح السلاطين في خطبة الجمعة وغير ذلك، فالبدع تختلف في مراتبها، فالابتداع في الدين هو أمر مذموم ولا يجوز إحداث ما لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.[١٠]


المراجع

  1. "تعريف و معنى عيد الميلاد في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2020. بتصرّف.
  2. سورة الجاثية، آية: 18-19.
  3. "حكم الاحتفال بعيد ميلاد الشخص"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2020. بتصرّف.
  4. "أعياد الميلاد لا أصل لها في ديننا"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2020. بتصرّف.
  5. خالد بن سعود البليهد، "حكم الاحتفال بعيد الميلاد"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2020. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1718، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  7. سورة آل عمران، آية: 31.
  8. "حكم من يصنع ويحضر الاحتفال بالمولد النبوي"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2020. بتصرّف.
  9. سورة الأنعام، آية: 139.
  10. "البدعة: تعريفها، أنواعها، مراتبها، حكمها."، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :