حكم عيد المولد النبوي

حكم عيد المولد النبوي
حكم عيد المولد النبوي

أقوال العلماء في حكم الاحتفال بالمولد النبوي

أفتى العديد من أهل العلم قديمًا وحديثًا ببدعة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وفي هذا المقام سنشير إلى بعض أبرز تلك الفتاوى فيما يأتي:[١]

  • ذكر تاج الدين عمرو بين علي اللخمي، والذي يشتهر باسم الفاكهاني؛ وهو الفقيه المالكي صاحب شعر الفاكهاني على الرسالة أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة منكرة، على اختلاف صور الاحتفال به، وقال في كتابه المورد في الكلام عن عمل المولد: "أما بعد؛ فإنه تكرَّر سؤال جماعة من المباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول ويُسمُّونه المولد، هل له أصل في الشرع؟ أو هو بدعة وحَدَث في الدين؟ وقصدوا الجواب عن ذلك مبينًا، والإيضاح عنه معيناً، وبالله التوفيق: لا أعلم لهذا المولد أصلاً في الكتاب ولا في السنة، ولا يُنقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدِّمين، بل هو بدعة أحدثها البطَّالون، وشهوة نفس اعتنى بها الأكالون".
  • وذكر الحافظ أحمد بن حجر الذي وافته المنية عام 851هـ رحمه الله نقلًا عن السيوطي رحمه الله في كتابه الحاوي: "وقد سئل شيخ الإسلام الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصُّه: أصل عمل المولد بدعة لم تُنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة".
  • ذكر ابن الحاج المالكي رحمه الله: "ومن جملة ما أحدثوه من البدع مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وإظهار الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد".


متى ظهرت بدعة الاحتفال بالمولد النبوي؟

إن الاحتفال بالمولد النبوي بدعةٌ منكرة هو قولٌ صائب؛ وذلك لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه احتفل بمولده، ولا عن الصحابة الكرام، ولا عن التابعين كذلك، ولو كان فيه خيرًا لفعله أصحاب النبي، ولكان أمر به النبي عليه الصلاة والسلام، لذلك فهو من الأمور المُحدثة، وإن أول من أحدثه هم الفاطميون في القرن السادس الهجري عند ظهور دولتهم الفاطمية، وقد كان منهم من يُسمون بالعبيديون، وكانت تصرفاتهم مشبوهة، ومن أهل العلم من أخرجهم من المِلة؛ لبُعدِهم عن منهج السلف الصالح، وقد رُوِىَ عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ][٢].[٣]


قد يُهِمُّكَ: واجبك تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم

إن عليك كفردٍ مُسلمٍ موحدٍ لله تعالى أن تؤدي بعض الحقوق تجاه النبي - صلى الله عليه وسلم-، والتي تعكس مقدار حبك له بعيدًا عن مظاهر الاحتفال التي ثبت أنها بدعة، ومن الحقوق التي يجب أن تؤديها لنبينا الكريم ما يأتي:[٤]

  • الإيمان به صلى الله عليه وسلم، فالإيمان به ركنٌ من أركان الإيمان.
  • محبته كما ورد في كتاب الله تعالى، وهذا حقٌ له وواجب مَفروض عليك كمسلم.
  • طاعته والامتثال لأمره ونهيه، فقال تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}[٥].
  • الغيرة على الدين والحُرمات كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: [الْمُؤْمِنُ يَغارُ، واللَّهُ أشَدُّ غَيْرًا][٦].
  • توقيره وتعظيم شأنه ومقامه.
  • الصلاة والسلام عليه، ومن فضل الصلاة على رسولنا الكريم، ما رواه عبدالله بن مسعود أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: [إنَّ أولى النَّاسِ بي يَومَ القيامةِ أَكْثرُهُم عليَّ صلاةً][٧].


المراجع

  1. "رؤية؛ في الاحتفال بالمولد النبوي"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1718، صحيح وأخرجه البخاري (2697).
  3. "حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وأول من أحدثه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
  4. "واجب الأمة تجاه النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
  5. سورة محمد، آية:33
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2761، صحيح.
  7. رواه ابن حبان ، في بلوغ المرام، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:455 ، صحيح.

فيديو ذو صلة :