لماذا سمي عيد الفطر بهذا الاسم

لماذا سمي عيد الفطر بهذا الاسم
لماذا سمي عيد الفطر بهذا الاسم

الأعياد في الإسلام

العيد هو أحد شعائر الإسلام، سمّي بذلك لأنه يعود ويتكرر كل عام ويتجدد فيه الفرح والسرور، والعيد في اللغة كل يوم فيه جمع واجتماع، وكلمة عيد مأخوذة من عاد يعود أو من العادة لأن الناس اعتادته، وجمع عيد هو أعياد، وللمسلمين عيدين فقط هما؛ عيد الفطر ويأتي بعد صيام شهر رمضان، وعيد الأضحى ويأتي في ختام عشرة ذي الحجة، ويوم الجمعة أيضًا هو بمثابة عيد لدى المسلمين، وليس للمسلمين سوى هذين العيدين، فلا عيد بمرور ذكرى أو غزوة أو فتح، وكل ما خلا هؤلاء العيدين هو من البدع التي لم يُنزل بها الله تعالى من سلطان ولم يرد فيها حديث.

والحكمة من مشروعية العيدين لأن الناس أدوا فريضة مهمة من فرائض الإسلام وهي الصيام قبل عيد الفطر، فجعل الله تعالى لهم هذا العيد ليفرحوا بصيامهم وقدرتهم على إتمام القيام والطاعات في هذا الشهر، وأنهم تخلّصوا من الذنوب والمعاصي التي ارتكبوها، فمن صام شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه، أما سبب مشروعية عيد الأضحى فلإنه يأتي بعد عشرة ذي الحجة التي يسن للإنسان فيهما الإكثار من الطاعات وذكر الله وفيها يوم عرفة الذي إذا صامه العبد يُكفّر الله من ذنوبه، وأما بالنسبة للحجاج فيوم عيد الأضحى الذي يلي يوم عرفة هو يوم يفرح به المسلمين لآدائهم ركن مهم من أركان الإسلام وهو الحج، ويفرحون بمغفرة الله لهم ويشكرونه على نعمه وفضله.[١]


لماذا سمّي عيد الفطر بهذا الاسم

عيد الفطر هو العيد الذي يأتي في الأول من شهر شوال من كلّ عام، وهو اليوم الأول الذي يبدأ به الصائمون بالإفطار بعد صيام ثلاثين يومًا متتابعًا، لذلك سمّي بعيد الفطر، وهو من الأيام التي يحرّم فيها الصيام،[٢] والعيد له مكانته الرفيعة في الإسلام، وقد أبيح في العيد بعض الواجبات والمستحبات مثل؛ الدعاء وإظهار الفرح والبهجة والسرور التي تمثل سماحة الإسلام وإعطائه للجسد حقه وللنفس حقها وللقلب حقه في المتعة والسرور، وأباح الإسلام اللعب والترويح عن النفس والأهل في العيد، كما ورد في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: [دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ وَعِندِي جَارِيَتَانِ مِن جَوَارِي الأنْصَارِ، تُغَنِّيَانِ بما تَقَاوَلَتْ به الأنْصَارُ، يَومَ بُعَاثَ، قالَتْ: وَليسَتَا بمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ في بَيْتِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟ وَذلكَ في يَومِ عِيدٍ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: يا أَبَا بَكْرٍ إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهذا عِيدُنَا].[٣]

والعيد هو بهجة لكلّ مسلم وفيه غنى عن تقليد أعياد الكفار وما يتعاطونه من فجور وعادات ذميمة، فهو نظافة في القلب وجمال في الملبس وتطيّب في الروائح وجمال في النفس والجسد، فتجتمع طهارة المنظر والمخبر ليكون العيد يوم بهجة بعيدًا عن الكآبة والحزن، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبدأ عيد الفطر بأكل التمر للتمييز بين يوم الفطر ويوم الصيام، وحتى يكون يوم العيد هو يوم مسرّة للجميع شُرّعت زكاة الفطر، فهي طهارة للصائم وطُعمَة وفرحة للمساكين.[٤]


آداب عيد الفطر

توجد العديد من الآداب والأحكام لعيد الفطر والتي يجب الالتزام بها وتطبيقها، ومن أهم هذه الآداب:[٥]

  • التكبير: إذ يبدأ التكبير من صباح يوم العيد وينتهي بصلاة العيد، وصيغة التكبير هي الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد.
  • الاغتسال لصلاة العيد: فمن السنن الاغتسال والتطيّب ولبس أحسن الثياب والذهاب لصلاة العيد.
  • الأكل صباح يوم العيد: فمن السنّة تناول الطعام قبل الذهاب لصلاة عيد الفطر، ويفضّل أن يكون تمرًا.
  • الجهر في التكبير: فعند الذهاب لآداء صلاة العيد على المسلم أن يُجاهر ويرفع صوته بالتكبير.
  • مخالفة الطريق: فمن السنة مخالفة الطريق أثناء الذهاب للصلاة والعودة من الصلاة، فلا يسلك المسلم نفس طريق الذهاب والعودة مرتين متتاليتين.
  • صلاة العيد في المُصلّى: فصلاة العيد هي من سنن العيد، لذلك فمن الأفضل الصلاة في المُصلّى، وهي سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم يجب الحرص عليها وتطبيقها، ولكن هذا لا يمنع من الصلاة في المسجد فهو جائز أيضًا.
  • اصطحاب النساء والأطفال للصلاة: فمن السنة اصطحاب النساء والأطفال دون استثناء وحتى النساء من ذوات الحيض وذوات الخدور.
  • آداء صلاة العيد ركعتان: فصلاة العيد ركعتان يكبّر المسلم في الركعة الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وفي الثانية يكبّر خمس تكبيرات قبل الفاتحة، ويقرأ فيهما المسلم سورة الغاشية والأعلى.
  • الاستماع للخطبة: فبعد الانتهاء من صلاة العيد يسن الاستماع لخطبة صلاة العيد، ولكن من لا يحضرها فهو ليس آثم.
  • التهنئة بالعيد: والتهنئة بالعيد ثابتة عن الصحابة رضوان الله عليهم ولكنها لم تثبت عن الرسول، ويمكن التهنئة بعدّة ألفاظ منها "تقبل منا ومنك".


مَعْلومَة

زكاة الفطر واجبة على كلّ مسلم كبيرًا كان أو صغيرًا، ذكرًا وأنثى، ففي الحديث الشريف عن عبدالله بن عمر قال: [فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ]،[٦] ويُخرج المسلم زكاة الفطر عن نفسه وعن عياله وعن زوجته، والأفضل أن تخرجها الزوجة والابن عن أنفسهم إذا وجدوا لذلك سبيلا؛ لأنهم هم المخاطبون بها، وليس على الجنين في بطن أمه زكاة فطر، وزكاة الفطر فيها طهور للصائم من اللغو والرفث وفيها طُعمَة للمساكين، فمن أداها قبل صلاة عيد الفطر فهي زكاة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة.

والواجب في زكاة الفطر أن تكون نوع من طعام الآدميين مثل؛ التمر والأرز والقمح والزبيب والشعير وغيرها من أصناف الطعام، ووقت إخراج الزكاة هو قبل العيد بيوم أو يومين كما كان يفعل الصحابة، وآخر وقت لإخراجها هو صلاة العيد، ومقدار زكاة الفطر هي صاع عن كلّ مسلم والصاع 2 كيلو و40 غرامًا، ويجوز تقسيم الفطرة على أكثر من فقير أو دفع أكثر من فطرة لفقير واحد، ومن الخطأ دفعها لغير الفقراء.[٧]


المراجع

  1. الشيخ صلاح نجيب الدق، "أعياد المسلمين وحكمة مشروعيتها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2020. بتصرّف.
  2. "تعريف و معنى عيد الفطر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2020. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 892. خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  4. الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض، "العيد ماذا يعني؟"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2020. بتصرّف.
  5. د. عاصم بن عبد الله القريوتي، "عيد الفطر أحكامه وآدابه"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2020. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1503 خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  7. "أحكام عيد الفطر"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :