محتويات
يوم عرفة
يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، إذ قد أقسم الله تعالى بيوم عرفة في القرآن الكريم بسبب عظيم فضله، وعلو قدره وشأنه، وفضائله العديدة التي تميّزه عن بقية أيّام السنة، فيوم عرفة هو يوم إكمال الدّين وإتمام نعمة الإسلام على المسلمين، وهو يوم عيد للحجاج حيث يأكلون ويشربون ولا يجوز لهم صيام هذا اليوم لأنه بمثابة العيد لهم، وقد أقسم الله تعالى بيوم عرفة لشدّة فضائله وقال عنه اليوم المشهود، وقد أوجب الله تعالى صيام يوم عرفة لأن بصيامه تكفير لذنوب السنة الفائتة والسنة القادمة إذا لم يرتكب المسلم الذنوب والكبائر، ويوم عرفة هو يوم يغفر به الله تعالى ذنوب عباده وخطاياهم وسيئاتهم ويعتقهم من النار ويباهي الله تعالى بعباده من أهل الموقف في هذا اليوم، ففي الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [ما من يومٍ أَكْثرَ من أن يُعْتِقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فيهِ عبدًا منَ النَّارِ، من يومِ عرفةَ، وإنَّهُ ليدنو عزَّ وجلَّ، ثمَّ يباهي بِهِمُ الملائِكَةَ، فيقولُ: ما أرادَ هؤلاءِ[١]].[٢]
هل يجوز صيام يوم عرفة وأنا علي قضاء؟
نعم يجوز صيام يوم عرفة حتى وإن كانت هنالك أيام قضاء على المسلم، فقد وردت الكثير من الأحاديث النبويّة الشريفة التي تدل على جواز تأخير قضاء رمضان ما لم يأتِ رمضان آخر، فمن أفطر في شهر رمضان بعذر شرعي كالمرض أو السفر يجب عليه قضاؤه على التراخي ولا يُشترط صيامه بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة، وقد ورد في حديث عائشة أم المؤمنين ما يدل على ذلك قالت: [سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ: كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ. قَالَ يَحْيَى: الشُّغْلُ مِنَ النبيِّ أوْ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ[٣]]، وأجمعَ مذهب المالكيّة والحنفيّة والشافعيّة وجمهور السلف أن قضاء رمضان يجوز تأخيره ويجوز صيام يوم عرفة حتى لو كان على المسلم أيام لم يقضيها في رمضان، فيجوز التطوّع بالصيام كصيام يوم عرفة قبل صيام قضاء رمضان، فمن عليه أيام لم يصمها في رمضان فيجوز له صيام يوم عرفة،[٤] وفي نفس الوقت يجوز للمسلم أن يصوم يوم عرفة كقضاء عن يوم أفطره في شهر رمضان، فإذا صام عرفة ونوى القضاء وصيام يوم عرفة فإن له أجر صيام عرفة ووقع قضاؤه لذلك اليوم الذي كان عليه، لكن من الأفضل أن يقضي ما عليه من صيام في غير يوم عرفة ليتفرّغ للنسك والدعاء والاستغفار في يوم عرفة إذا كان حاجًا، ويصومه تطوعًا إذا كان غير حاج، فيجمع بذلك فضيلة تطوّع صيام يوم عرفة، وفريضة قضاء ما عليه من أيام في يوم آخر.[٥]
هل صوم يوم عرفة فرض أم سنة؟
يعد صيام يوم عرفة هو سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لغير الحاج؛ لما لِصيام يوم عرفة من الأجر الكبير والثواب العظيم الذي يجنيه المسلم من صيام هذا اليوم، فقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ[٦]]، فالحاج الحاضر في عرفة فإنه يُستحب له إفطاره، وقال بعض العلماء أنه يُكره صيام الحاج ليوم عرفة، ويوم عرفة هو يوم عظيم ومشهود، وعيد كبير، وله فضل عظيم عند الله تعالى.
وصيام يوم عرفة يُكفّر عن المسلم سنتين سنة سابقة وسنة لاحقة، ويُستَحَب للمسلم أن يصوم أيام العشر ذي الحجة جميعها، وذلك بإجماع جميع العلماء والفقهاء المسلمين، واستنادًا للأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرت فضل يوم عرفة، والسبب في هدم استحباب صيام يوم عرفة للحاج والواقف بعرفة؛ فذلك لأن الصيام قد يُضعِف قدرة الحاج عن الوقوف والدعاء بين يدي ربه وهو مُحْرِم، وفضل هذا اليوم يمكن استدراكه للحاج في السنة القادمة، أما فضل الوقوف والدعاء لا يستطيع المسلم استدراكه دائمًا، فإنه قد يأتي مرّة واحدة في العمر، لذلك على المسلم الحاج أن يغتنم يوم عرفة بالدعاء والصلاة والذكر ما استطاع لذلك سبيلا، وحتى الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يصم يوم عرفة عندما يكون حاجًا ولنا في رسولنا أُسوة حسنة، فصيام يوم عرفة للحاج مكروه للأسباب التي ذكرت سابقًا، أما صيامه للمسلم غير الحاج فهو سنّة مؤكدة.[٧]
مَعْلومَة
توجد العديد من الفضائل والحسنات التي قد تُجنيها من صيامكَ ليوم عرفة، وأهم فضائل صيام هذا اليوم العظيم:[٨]
- يوم عرفة هو من أشرف أيام السنة، وقد خصّه الله تعالى بالفضل والتشريف والتوقير، وعظّم فيه من ثواب الصيام والقيام دونًا عن سائر أيام السنة كلها.[٨]
- يُستَحب صيام يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أنه قال أن صيام يوم عرفة يكفّر ذنوب السنة السابقة والسنة اللاحقة.[٨]
- صوم يوم عرفة يُكفّر السيئات ويُكثّر الحسنات للعام السابق والعام اللاحق، ولكن هذا التكفير يختص فقط بصغائر الذنوب وليس بكبائرها؛ لأن الكبائر لا تُكفّر إلا بالتوبة إلى الله تعالى والرجوع عن هذه الذنوب.[٨]
- التكاسل والتغافل عن صيام يوم عرفة والزهد في فضله والاستهانة بعظيم شرفه، مع الاستطاعة وتيّسر الأمور، فهذا دليل على غفلة المسلم وتضييعه لشرف صيام يوم عظيم كيوم عرفة.[٨]
- يُعظّم الله تعالى للصائم من دعائه وتكبيره وتهليله وتلاوته للقرآن وصدقته وتكبيره وتهليله في يوم عرفة.[٨]
- يوم عرفة هو يوم يُباهي الله تعالى الملائكة بعباده الصائمين وبعتقهم من النار.[٨]
- صيام يوم عرفة هو نوع من صيام التطوّع، والتطّوع هو من أفضل الأعمال التي يتقرّب بها العبد إلى ربه؛ لأن صيام التطوّع يبعده عن الرياء الذي هو مفسدة للأعمال.[٩]
- صيام يوم عرفة يباعد وجه صاحبه عن النار ويحجبه منها، ويحاجج صيامه عنه يوم الموقف العظيم.[٩]
- صيام يوم عرفة يجبر ما حصل من خلل أو نقص في العبادة، فكل بني آدم خطّاء، لذلك فصيام النوافل كصيام يوم عرفة يجبر النقص الذي يحصل في العبادة.[٩]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2458، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ الشيخ: صالح المنجد، "فضائل يوم عرفة"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1950، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ خالد عبد المنعم الرفاعي "حكم صيام يوم عرفة قبل قضاء رمضان "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2020. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز بن باز ، "صيام القضاء يوم عرفة "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو قتادة ، الصفحة أو الرقم: 5101، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ "الرد على من قال إن صوم يوم عرفة ليس من السنة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ خالد بن سعود البليهد، "فضل صوم يوم عرفة"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت يحيى بن موسى الزهراني، "صوم يوم عرفة"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2020. بتصرّف.