ماء زمزم
يعد ماء زمزم من أعظم النعم التي امتن بها الله تعالى على عباده، فهو أحد الأسباب التي ساهمت بعمارة مكة ونشوء الحياة فيها، كما كان سببًا في ازدهارها على مر السنين، من عمارة البيت الحرام وما أعقب ذلك من مجيء الناس إلى تلك البقعة المباركة من كل مكان ليشهدوا منافع لهم في الدنيا والآخرة، فمن أعظم المنافع التي يشهدها زوار البيت الحرام من الحجاج والمعتمرين منفعة شرب والتضلع بماء زمزم، فينالون من خيراته، ويكتسبون استجابة الدعاء عند شربه، فعين زمزم لا تنضب ولا تنقطع على كثرة استخدامها منذ ما يقارب الخمسة آلاف عام، ولا سيما في مواسم الحج.[١]وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن فضل ماء زمزم في الشفاء من العلل والأمراض، وكيفية الاستشفاء به.
شرب ماء زمزم بنية الشفاء
يعد ماء زمزم من أفضل المياه وأجلها إلى نفوس الخلق، وقد ثبت عن السلف الصالح شرب ماء زمزم بنية الشفاء من الأمراض لما لها من خواص عجيبة، فقد قال عنها ابن القيم رحمه الله: "وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبًا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعًا ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يومًا وكان له قوة يجامع بها أهله ويصوم ويطوف مرارًا"، وقد بين الشيخ ابن عثيمين بأنه ينبغي على المسلم أن ينوي ما يحب أن يستقي من هذا الماء من فوائد، ويتضلع منه بعد ذلك.[٢]
والتضلع من ماء زمزم يعني شدة الارتواء منه، ويكون ذلك بكثرة الشرب حتى يمتلئ جوف المرض منه ويصل إلى أضلاعه، وذاك الأمر لا يضر خلافًا للمياه الأخرى لحكمة أودعها الله تعالى في هذه المياه، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم بأن ماء زمزم فيه الشفاء للعديد من الأمراض، ولا يعني ذلك بأنه شفاء لكل داء، وإنما فيه الشفاء لبعض الأمراض، وبالتالي فإن على المسلم أن يشرب من ماء زمزم بنية الشفاء من أي مرض ألمّ به، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: [ماءُ زمزمَ لِما شُرِبَ له][٣]، ثم عليه الاستشفاء بالأدوية والوصفات الطبية أيضًا، ومن ثم الدعاء والاتكال على الله بأنه وحده الشافي المعافي.[٤]
فوائد شرب ماء زمزم
يعد ماء زمزم أفضل المياه الموجودة على سطح الأرض، ويتميز بنقاوته وطبيعته المنعشة وخواصه المفيدة، ومن أبرز فوائد شرب ماء زمزم على جسم الإنسان ما يأتي:[٥]
- تعزيز الطاقة في خلايا الجسم.
- خلوه من البكتيريا والجراثيم، الأمر الذي يحمي الجسم منها.
- وفرة الكالسيوم والمغنيسيوم فيه، كما أنه غني بالفلوريد الذي يقضي على الجراثيم في الطبيعة.
- زيادة صفائح الدم في الجسم، الأمر الذي يزيد من مناعته ويزيد من خلايا الدم البيضاء والحمراء، كما أنه مفيد لإزالة السموم من الجسم.
- فقدان الوزن، وذلك لأن شربه يقلل من الشعور بالجوع.
- التقليل من الحموضة والحرقة في المعدة، فهو قلوي بطبيعته، لذلك فإن شربه يقلل من الحموضة والحرقة التي قد يشعر بها الشخص في معدته.
قصة ماء زمزم
يرتبط ماء زمزم بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما كبر في السن وكثر الشيب في رأسه دون أن يكون له ولد من زوجته سارة، فتزوج من هاجر القبطية التي أنجبت له سيدنا إسماعيل عليه السلام، فاشتعلت الغيرة في قلب سارة وضيقت على هاجر، فقدر الله تعالى لسيدنا إبراهيم بالهجرة إلى مكة المكرمة مع هاجر وإسماعيل عليه السلام، فامتثل لأمر الله تعالى، وهاجروا ليصلوا عند شجرة عظيمة فوق بئر زمزم أعلى المسجد الحرام، وعندها ترك سيدنا إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل عليهما السلام عند البيت الحرام وقد خلا المكان من الناس والزرع إلا القليل من الزاد التي كانت تحمله، فذهب عنهما دون أن يلتفت وهو يدعو الله بأن يرزقهما من الثمرات، كما قال تعالى في محكم آياته: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}[٦]، وعندها علمت هاجر بأنه أمر من الله تعالى وبأنه لن يضيعهما سبحانه.
فلما نفد الماء الذي كان بحوزتها وعطشت وابنها، ذهبت لتبحث عن الماء في جبل الصفا فلم تجد، فتوجهت لجبل المروة باحثة عما يروي ظمأهما، واستمرت بالذهاب والإياب سبع مرات، حتى أكرمها الله تعالى بأن فجر لها نبع زمزم فشربت منه وأرضعت ابنها.[٧]
المراجع
- ↑ "قصة ماء زمزم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "فضل ماء زمزم"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في مناسك الحج والعمرة، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 24، صحيح.
- ↑ "من السنن المهجورة - التضلع -"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "10 Amazing Health Benefits of Drinking Zamzam Water", gyanunlimited, Retrieved 24-3-2020. Edited.
- ↑ سورة إبراهيم، آية: 37.
- ↑ "قصة إسماعيلَ عليه السلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2020. بتصرّف.