محتويات
ما حكم شرب بول الإبل للتداوي؟
الإبل حيوان معجزة؛ فهو يعيش ويتكاثر ضمن ظروف مناخية قاسية جدًا في الصحراء، ويعيش تحت تأثير الجفاف والحرارة المرتفعة جدًا، كما ويعد الإبل حيوانًا ذا أهمية كبيرة لسكان قارتي آسيا وأفريقيا، إذ يستخدمونه للتنقل، كما أنه مصدر للغذاء والحليب، كما أنهم يستخدمون بوله في التداوي من بعض الأمراض، وهذا ليس بأمر حديث، فمنذ العصور القديمة وحتى أوائل الثمانينات بقيت أهمية بول الإبل قائمة، بل وأجريت عليه دراسات خاصة لتحديد أهميته للجسم ومما يتكون، وما هي الأمراض التي يمكن للإنسان أن يشفى منها باستخدامه، فوجد أن من ضمن هذه الأمراض؛ السرطان، والقرحة المعدية، والتهاب الكبد المزمن، والتهاب الكبد الوبائي وغيرها.[١]
يعد بول الإبل دواء شافيًا للعديد من الأمراض بإذن الله تعالى، كما أمرنا رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلم بتناوله حال الإصابة ببعض الأمراض، والدليل على ذلك ما جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: [قَدِمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَفَرٌ مِن عُكْلٍ، فأسْلَمُوا، فَاجْتَوَوْا المَدِينَةَ فأمَرَهُمْ أنْ يَأْتُوا إبِلَ الصَّدَقَةِ، فَيَشْرَبُوا مِن أبْوَالِهَا وأَلْبَانِهَا فَفَعَلُوا فَصَحُّوا فَارْتَدُّوا وقَتَلُوا رُعَاتَهَا، واسْتَاقُوا الإبِلَ، فَبَعَثَ في آثَارِهِمْ، فَأُتِيَ بهِمْ فَقَطَعَ أيْدِيَهُمْ وأَرْجُلَهُمْ وسَمَلَ أعْيُنَهُمْ، ثُمَّ لَمْ يَحْسِمْهُمْ حتَّى مَاتُوا][٢]، وفي الحديث دلالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أباح لهم شرب أبوال الإبل، ولو كان بول الإبل نجسًا لما أمر رسول الله أن يستخدم في العلاج، إضافة لأن كل بول مأكول اللحم طاهر، كما جاء في زاد المعاد من هدي خير العباد لابن القيم.[٣]
دراسات علمية حول فوائد شرب بول الإبل
كما ذكرنا سالفًا فإن هناك العديد من الدراسات العلمية التي أجريت على بول الإبل، وذلك لمعرفة خصائصه وفوائده، تعرف فيما يلي على أهم فوائد بول الإبل وفقًا لتلك الدراسات:
- مضاد للسرطان: فقد أظهرت إحدى الدراسات أن لبول الإبل خصائص سمية خلوية ضد بعض سلالات الخلايا السرطانية التي تصيب الإنسان، كما أن له تأثيرًا بسيطًا على الخلايا الليفية، والخلايا الليفية الظهارية، فيمنع تكاثرها ويميتها.[٤]
- التأثير في علاج قرحة المعدة: فقد أجريت دراسة على الفئران حول تأثير بول الإبل على التئام القرحة التي تحدث في جدار المعدة بسبب الالتهابات لديهم، وكانت النتيجة أن بول الغبل أحدث تأثيرًا قويًا في التئامها وصل إلى نسبة كبيرة.[٥]
- علاج مجموعة من الأمراض: هناك العديد من الدراسات التي خلصت إلى أن لبول الإبل فوائد في علاج التهاب الكبد الفيروسي، والالتهابات الفيروسية والطفيلية والبكتيرية، إضافة لدراسات أخرى نتج عنها أن بول الإبل يستخدم في علاج الجهاز القلبي الوعائي.[٦]
أضرار شرب بول الإبل
حذرت منظمة الصحة العالمية من التعامل مع منتجات الإبل سواء الحليب أو البول أو الاقتراب منها نتيجة انتشار فيروس كورونا الذي تسبب بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وقد عدت المصابين بداء السكري والفشل الكلوي وأمراض الرئة المزمنة، والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض، كما حذرت من ملامسة الإبل وتناول حليبها وأبوالها ولحومها التي لم تطهى جيدًا، وحذرت عمال مزارع الإبل من التعامل المباشر معها دون ارتداء الملابس الواقية وغسل اليدين المتكرر وحماية الوجه، وأوصت بعدم ذبح الحيوانات المريضة واستهلاك لحومها، وتجنب الاتصال مع أي حيوان تأكدت إصابته بالفيروس، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية هي مرض تنفسي ناتج عن أحد أنواع فيروس كورونا والذي ظهر لأول مرة في المملكة العربية السعودية عام 2012، والذي يسبب للمرضى السعال وضيق التنفس ومشاكل في الجهاز الهضمي وتكون أعراضه أكثر حدة مع الفئات سابقة الذكر.[٧]
قد يُهِمُّكَ
في كثير من الثقافات المختلفة، وأبرزها البدوية والتي تتميز ببيئتها القاسية نظرًا لطبيعتها الصحراوية، يعد حليب الإبل من أهم أساسيات التغذية لديهم، بل وتعدى الأمر إلى إنتاج حليب الإبل وبيعه لمختلف البلدان، بل وأصبح يتواجد في الوقت الحالي على شكل بودرة أو حليب مجمد، ويمكن أن تشتريه عبر الإنترنت أيضًا، وكما لبول الإبل فوائد كثيرة، فإن لحليبها العديد من الفوائد أيضًا، فحليب الإبل مغذٍ ويكاد يكون أكثر فائدة من حليب الأبقار، كما أنه عنصر هام في الثقافات الرعوية والبدوية، إلى أن انتشر وأصبح معروفًا في شتى أنحاء العالم، تعرف فيما يلي على أهم فوائد حليب الإبل:[٨]
- غني بالعناصر الغذائية: عندما يُقارن حليب الإبل من حيث السعرات الحرارية والكربوهيدرات والبروتين الذي يحتويه مع أنواع الحليب الأخرى، فهو بذلك يكون أقرب ما يمكن لحليب البقر كامل الدسم، ومع توفر كل تلك العناصر إلا أنه يتميز بوجود نسبة أقل من الدهون المشبعة، كما أنه غني بمجموعة من الفيتامينات؛ كفيتامين ب، وفيتامين ج، كما أنه غني بالكالسيوم، والبوتاسيوم، وعنصر الحديد، ويحتوي على أحماض دهنية صحية، وأحماض دهنية غير مشبعة.
- خيار جيد لمن يعانون مع حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز: فإذا كنت تعاني من عدم القدرة على تحمل اللاكتوز، فيعد حليب الإبل خيارًا جيدًا لك، وتنتج حساسية اللاكتوز بسبب نقص إنزيم اللاكتيز؛ والمسؤول عن هضم السكر الموجود في الحليب ومنتجات الألبان عامة، كما من الممكن أن يعرض صاحبه للإصابة بالإسهال والانتفاخ، والمغض إن تناولها، ولكن نسبة وجود اللاكتوز في حليب الإبل قليلة جدًا مقارنة مع الحليب البقري، كما يحتوي على بروتين ذي تركيبة مختلفة عن الحليب البقري، وهذا الذي أدى إلى قدرة الأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب على تناوله دون الإصابة بأي ضرر.
- تخفيض نسبة السكر والإنسولين في الدم: بعد عدة دراسات أجريت على هذا الموضوع، ثبت أن حليب الإبل يعمل على تخفيض نسبة السكر الموجودة في الدم، كما أنه يساعد مرضى السكري من النوع الأول والثاني؛ وذلك من خلال تحسين حساسية الإنسولين لديهم، فيحتوي حليب الإبل على بروتينات شبيهة بالإنسولين، والتي بدورها تساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم.
- تعزيز المناعة: فقد يساعد حليب الإبل على محاربة الكائنات الحية المسببة للأمراض، ويزيد من مناعة جسمك، نتيجة احتوائه على مجموعة من البروتينات المعززة للمناعة والمضادة للجراثيم والفيروسات وغيرها في الجسم.
المراجع
- ↑ Abdel Galil ,M.Abdel Gader, aAbdulqader A.Alhaider (2016-03-31), "The unique medicinal properties of camel products A review of the scientific evidence", Journal of Taibah University Medical Sciences, Page 98-103. Edited.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6802، صحيح.
- ↑ "حكم شرب بول الإبل للاستشفاء "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-04. بتصرّف.
- ↑ Nujoud Al-Yousef, Ameera Gaafar, Basem Al-Otaibi, et al. (2012-10-10), "Camel urine components display anti cancer properties in vitro", National library of medicine, Page 819-825. Edited.
- ↑ Zijuan Hu, Xiaoman Chang, Qing Pan, et al. (2017-10-12), "Gastroprotective and Ulcer Healing Effects of Camel Milk and Urine in HCl/EtOH, Non-steroidal Anti-inflammatory Drugs", Pharmacogn Mag, Page 559-565. Edited.
- ↑ osama Alkhamees, Saud Alsanad (2017-11-30), "A REVIEW OF THE THERAPEUTIC CHARACTERISTICS OF CAMEL URINE", African Journal of Traditional, Complementary and Alternative Medicines, Page 120-126. Edited.
- ↑ "Middle East respiratory syndrome coronavirus (MERS-CoV)", who, Retrieved 2020-10-05. Edited.
- ↑ "6 Surprising Benefits of Camel Milk (And 3 Downsides)", healthline, Retrieved 2020-10-14. Edited.