محتويات
بواسطة: وفاء العابور
بول الإبل
قلّة من القبائل العربيّة قبل البعثة النبويّة كانت تؤمن بأنّ شرب بول الإبل فيه علاج لبعض الأمراض الجسديّة، أمّا بعد البعثة ومع ذكر النبي صلّ الله عليه وسلّم له في حديث صحيح رواه البخاري، أصبح هديًا يتّبعه المسلمون في تلك الفترة، إلى أن بانت الشُّقّة ما بين عصر الدولة الإسلاميّة وما تلاها من عصر الخلفاء والتابعين وتابعي التابعين عليهم رضوان الله جميعًا، وحتى الوصول إلى عصرنا الحالي الذي يعتمد على الدراسات والحقائق العلميّة، ونبذ كل ما جاء في الطب المتوارث، والاقتناع فقط بالطب الحديث، فكانت النتيجة هجران شرب بول الإبل للتدواي، وهو ما سنحاول تغييره في هذا المقال من خلال ذكر فوائده للجسم والأبحاث التي أجراها علماء مسلمون لإثبات صحّة الاستشفاء بشرب أبوال الإبل.
فوائد بول الإبل للجنس
قرأنا الكثير من المراجع التي تناولت الحديث عن فوائد شرب بول الإبل، ولم نجد ما يؤكّد فائدتها من الناحية الجنسيّة التناسليّة لكل من المرأة والرجل، فخلصنا إلى أنّ شرب بول الإبل يعالج بعض الأمراض التي تسبّب هزال وضعفًا للجسم مما قد يؤثّر على قوّة الجهاز المناعي عامة، ولكون الجهاز التناسلي جزء من الجسم فإنّه يتأثر بما يحدث يصيبه من أمراض وعلل يكون لها انعكاس سلبي على القدرة الإنجابيّة أو المقدرة الجنسيّة.
فوائد بول الإبل لعلاج الأمراض
لم يكن العرب قديمًا وحتى المسلمون يشربون بول الإبل عند الشعور بالعطش أو رغبةً بالتلذّذ به، بل كان بهدف الاستشفاء من بعض الأمراض التي ذكرت في كتاب زاد المعاد لابن القيم نقلاً عن قول ابن سينا الطبيب العربي صاحب كتاب القانون في الطب، أنّه ذكر أنّ أفضل بول لشربه للاستشفاء هو بول الجمل العربي الذي يعيش في شبه جزيرة العرب، وأنّه ينفع في علاج الاستسقاء وصلابة الطحال، أمّا ما جاء في الحديث النبوي الشريف من قدوم بعض الأعراب الذين تظهر عليهم أعراض المرض والهزال وصفار البدن إلى الرسول صلّ الله عليه وسلّم، فنصحهم بشرب بول الإبل، وهو ما فعلوه وشفوا من أسقامهم، يجعلنا نستوضح طبيعة الأمراض التي كان يعاني منها الأعراب وهي المقصودة بالعلاج بشرب بول الإبل، إذ إنّ الهزال الشديد والصفرة التي تعلو الوجه يمكن أن تشير إلى اضطرابات أو أمراض تصيب الكبد والطحال، أو ما يعرف بأمراض الاستسقاء.
أبحاث ودراسات في صحّة شرب بول الإبل
- في عام 2005 أجرت باحثة سعوديّة أبحاثًا ودراسات على بول الإبل، وتوصّلت إلى أنّه يحتوي على خصائص تعالج بعض الأمراض الجلديّة وبعض الجروح، وعمدت إلى تحضير مرهم يحتوي بول الإبل، وسجّلت به براءة اختراع في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في السعوديّة، وقدّمت اختراعها في معرض الاختراعات الدولي في دورته الثالثة والثلاثين في جنيف عاصمة سويسرا، وحصدت فيه ميداليّة فضيّة وشهادة تقدير، إلى جانب ميداليّة ذهبيّة للمرأة المخترعة من المنظمة العالمية للملكية الفكرية عن العلاج ببول الإبل.
- في جامعةٍ أخرى وبلد عربي شقيق آخر برهن عميد كليّة المختبرات الطبيّة بجامعة الجزيرة السودانيّة وبالتجارب العلميّة المثبتة ومعتمدة النتائج، إمكانيّة علاج بول الإبل لأورام الكبد والأمراض المتعلّقة بالاستسقاء، وقد سجّلت الحالات التي أجريت عليها التجارب شفاءها من المرض.
تحذير
أكّدت منظمة الصحة العالمية في رحلة دراستها التي لم تنتهِ بعد في التعرّف على مسبّبات الإصابة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفيّسيّة أو ما يطلق عليه الكورونا، ضرورة تجنّب مخالطة الجمال أو أكل لحومها أو شرب حليبها النيء أو بولها خاصّة للأشخاص المصابين بأمراض معيّنة مثل داء السكري، والفشل الكلوي، والأشخاص منقوصو المناعة، ومن يعاني من أمراض الجهاز التنفّسي خاصّة الربو المزمن، وذلك في خطوة احترازيّة من احتماليّة ارتباط مثل هذه الأمراض بالإبل بجميع منتجاته من لحوم أو بول أو حليب.