استخدامات بول البعير
إنّ عجائب قدرة الله من حولنا لا تعد ولا تحُصى ونراها في جميع المخلوقات حولنا، ويعتبر الإبل من المخلوقات التي تظهر فيها قدرة الله وإعجازه، ولقد جاء ذكر الإبل في أحاديث نبوية عديدة، وفي مواضع كثيرة في كتاب الله العزيز، وذلك لنفكر ونتدّبر في عظمة الله وقدرته. وكان أهل البادية يستعملون بول البعير في شفاء الكثير من الأمراض المستعصية والبسيطة ممّا دفع العلماء إلى الاجتهاد والبحث عن خصائصه وتحليل هذا البول لمعرفة صفاته ومكوّناته والأسباب التي جعلته بهذه الأهمية العلاجيّة، والبعير لفظ يُطلق على الإبل والنّاقة.
ومن الأمراض التي يعالجها بول الإبل الأمراض التي تصيب الجلد لمعالجة الحروق ومشاكل الأظافر كالتقصف ومعالجة الكثير من الأمراض التي تصيب الجلد مثل الفطريات والتشقّقات. إنّ بول الإبل من خلال تحليله ومعرفة خواصه وُجد أنّه لا يحتوي على أيّ نوع من أنواع الجراثيم والبكتيريا، لذلك يُستخدم لتعقيم الجروح وتطهيرها.
ومن الحالات المرضية التي يستخدم في علاجها بول الإبل، الصّلع وعدم نموّ الشّعر أو ضعفه وتقصفه، بالإضافة إلى استخدامه في القضاء على حشرات الشّعر ومشاكل فروة الرّأس.
فوائد بول البعير للشّعر
العناية بالشعر من الأمور الضروريّة التي يجب الاهتمام بها، وهناك الكثير من المشاكل الصّحيّة التي تصيب الرأس وتضره مثل مشاكل الصّلع وتساقط الشعر وخشونته، وأيضًا إصابة فروة الرأس بالفطريات والقمل ممّا يؤدّي إلى عدم نمو الشعر وتساقطه. ولقد استخدم بول الإبل كعلاج لهذه المشاكل الصحيّة والقضاء عليها، ونجد أن كثيرًا من النّساء يتسابقن للحصول عليه، لفوائده العظيمة ونتائجه الباهرة، ويستعمل عن طريق تدليك خصلات الشعر تدليكًا جيدًا، بالإضافة إلى دعك فروة الرّأس ببول البعير البكر ممزوجًا بحليب البعير لزيادة فاعليته في العلاج، وتركه على الشّعر لفترة لا تزيد عن السّاعة شطفه بالماء الدّافئ، يُستمر في استخدامه لمدّة أسبوع أو أكثر وستظهر النتيجة في الحال ويصبح الشّعر لامعًا وطويلًا ويمتاز بالقوّة. ربّما المشكلة التي ما زال العلماء يبحثون في علاجها هي رائحة البول السيئة عند الاستعمال التي يبقى أثرها طويلًا بعد الاستخدام، ويمكن استخدام الشامبوهات بعطور قويّة ومختلفة لغسل الشعر حتى تزول الرّائحة تدريجيًا.
الإبل من أكثر المخلوقات التي ظهر فيها عظمة الله وقدرته إذ قال الله تعالى في كتابه الكريم: "ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية" سورة هود آية 64. ولقد دعانا الله إلى التّدبر والتأمّل في خلق الإبل ليوّضح مدى الإعجاز فيها.
مكوّنات وخصائص بول الإبل
عكف العلماء على إجراء الأبحاث العلميّة للتوّصل إلى تحليل بول الإبل ومعرفة مكوّناته وأثرها في علاج الأمراض، وتوصلوا إلى أنّه يحتوي على نسبة دهون أقل بكثير ممّا تحتويه أجسام الحيوانات الأخرى مثل البقر، كما أنّه يحتوي على نسبة عالية من الماغنسيوم والبوتاسيوم والمواد البروتينية التي تحتوي على الكثير من الزلال، وهذا هو السّبب في استخدامه كعلاج لمرضى الاستسقاء الذي يحدث بسبب نقص البوتاسيوم والزلال.
ومن خلال البحث والتحليل وُجد أن نسبة الماء في جسم الإبل عالية وتشكّل نسبة 91 في المئة من جسمه وهذا بسبب عدم وجود الصوديوم الذي يمتصّ الماء بنسبة عالية في جسمه ولذلك يتحمل الجمل العطش ويعتبر حليبه غنيًّا بالماء فلا يشعر من يشربه بالعطش.