ماء زمزم
ماء زمزم هو ماء مبارك يتواجد بئره في مكة المكرمة تبعد 21 مترًا عن الكعبة المشرفة، ويبلغ عمقه 30 مترًا، وهو البئر الذي خرج من تحت أقدام سيدنا إسماعيل عليه السلام عندما كان رضيعًا مع أمه هاجر، وفي العصر الجاهلي تعرض البئر للاندثار ولم يعرف مكانه حتى أعاد فتحه عبد المطلب جدّ الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن رآه في منامه، ومنذ آلاف السنين استخدم الناس البئر ولم يجف أو حتى ينقص حجم الماء فيه، ولماء زمزم فضيلة على غيره من الماء، إذ جعله الله تعالى مباركًا، ومما يميز ماء زمزم عن غيره أنه صافي المنبع لا يوجد به جراثيم، فلا مجال لتغير طعمها أو احتوائها على جراثيم، كما ويحتوي على معادن نافعة وهي الكالسيوم والمغنيسيوم وكلورايد وكبريتات والحديد والمنجنيز والنحاس.[١][٢]
حديث عن ماء زمزم
توجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في ماء زمزم ومنها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زمزم :[ إنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ].[٣]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زمزم : [ماءُ زمزمَ لِما شُرِبَ له].[٤]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زمزم : [خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ ، و شِفاءٌ من السُّقْمِ ، و شَرُّ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ بِوَادِي بَرَهُوتَ بِقُبَّةٍ بِحَضْرَمَوْتَ كَرِجْلِ الجَرادِ من الهَوامِّ ، تُصبِحُ تَتَدَفَّقُ و تُمسِي لا بِلالَ لَهَا].[٥]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زمزم : [رحِمَ اللهُ أُمَّ إسماعيلَ، لولا أنَّها عجِلَت؛ لكانت زَمزَمُ عَيْنًا مَعينًا].[٦]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زمزم : [فُرِجَ سَقفُ بَيْتي وأنا بمَكَّةَ، فنزَلَ جِبريلُ، ففرَجَ صَدْري، ثُم غسَلَه من ماءِ زَمزَمَ، ثُم جاءَ بطَسْتٍ من ذهَبٍ مَملوءٍ حِكْمةً وإيمانًا، فأفرَغَها في صَدْري، ثُم أطبَقَه].[٧]
فضل ماء زمزم
ماء زمزم هو ماء مبارك جعله الله تعالى لعباده الموحدين وجعل فيه العديد من الفضائل والميزات التي لا توجد في سواه، ومن هذه الفضائل ما يلي :[٨]
- خير ماء على الأرض: ماء زمزم هو خير ماء على وجه الأرض ولا مثيل له، فهو من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده، فهو ثمرة دعاء إبراهيم عليه السلام وغسل به قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ ، و شِفاءٌ من السُّقْمِ].[٩]
- استجابة الدعاء : من فضل زمزم على المسلمين ما قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم: [ماءُ زمزمَ لِما شُرِبَ له]،[١٠] قال الحكيم الترمذي: (فالشَّارب لزمزم إن شَرِبه لِشِبَعٍ أشبعه الله، وإنْ شَرِبَه لِرِيٍّ أرواه الله، وإن شربه لشفاءٍ شفاه الله، وإن شَرِبَه لِسوء خُلُقٍ حَسَّنه الله، وإنْ شَرِبَه لِضِيقِ صدرٍ شرَحَه الله، وإنْ شَرِبَه لانغلاقِ ظلماتِ الصدرِ فَلَقَها الله، وإنْ شَرِبَه لِغِنَى النَّفْس أغناه الله، وإنْ شَرِبَه لحاجةٍ قضاها الله، وإنْ شَرِبَه لأمرٍ نابه كفاه الله، وإنْ شَرِبَه لكُربةٍ كشَفَها الله، وإنْ شَرِبَه لِنُصْرةٍ نصَرَه الله، وبأيَّةِ نيَّةٍ شَرِبَها من أبواب الخير والصَّلاح وفَّى اللهُ له بذلك؛ لأنَّه استغاثَ بما أظهره اللهُ تعالى من جَنَّتِه غِياثًا)، وهذه من أكبر نعم الله على المسلم بأن يستجيب دعاء من شرب من ماء زمزم.
- ماء زمزم لا تنفذ : من فضل زمزم وإعجازها أنها تكفي الشاربين مهما كان عددهم، وإذا توقف الناس عن الشرب منها فإنها تتوقف عن الضخ ولا تفيض على الأرض، وكلما أخذ منها زاد عطاؤها وهي مياة نقية طاهرة.
- طعام طيب مبارك : من فضائل زمزم أنها طعام طيب يقوم مقام الغذاء في تغذيته للجسم وتقويته ويمكن الاستغناء به عن الطعام دون غيره من الماء، وقد روي عن أبي ذر أنه تغذى على زمزم ثلاثين يومًا، وقال ابن القيم رحمه الله عن ماء زمزم : (شاهدْتُ مَنْ يتغذَّى به الأيام ذوات العَدَد، قريبًا من نصف الشهر أو أكثر، ولا يجد جوعًا، ويطوف مع الناس كأحدهم، وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يومًا، وكان له قوة يجامع بها أهله، ويصوم، ويطوف مرارًا).
- شفاء السقم : من فضائل ماء زمزم أنها شفاء، فعن ابن عباس [إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : إنَّ الحُمَّى مِن فَيْحِ جهنَّمَ فأبرِدوها بماءِ زَمزمَ]،[١١] وكانت زمزم توصف بأنها عافية عند العرب، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: "ورأيتُه غيرَ مرَّة يشرب من ماء زمزم يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه"، وقال ابن القيم : "جَرَّبْتُ أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة، واستشفيتُ به من عدَّة أمراض، فبَرَأْتُ بإذن الله".
تسمية ماء زمزم
ذكر العلماء الكثير من الأسباب لتسمية زمزم بهذا الاسم؛ ومنها أنه لما وضع سيدنا إبراهيم السيدة هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام في مكة بأمر من الله ضرب جبريل عليه السلام الأرض بجناحه وذلك حين عطشت هاجر وإسماعيل فخرجت ماء من الأرض وفاضت على وجه الأرض، فقالت هاجر: "زم زم"؛ أي اجتمع يا مبارك فاجتمع الماء فسميت بزمزم، وقيل لأن الماء حين خرج منها ساح يمينًا وشمالًا فزم أيّ أنه منع بجمع التراب حوله، كما وذكرت العديد من الأسماء الأخرى لزمزم وهي هزمة جبريل، وسقيا الله إسماعيل، وبركة، وسيدة نافعة، ومصونة، وعونة، وبشرى، وصاحبة، وبرة، وعصمة، وسالمة، وميمونة، ومعذبة، وكافية، وطاهرة، وحرمية، ومرورية، ومؤنسة، وطيبة، وشباعة العيال، وطعام طعم، وشفاء سقم.[١٢]
مَعْلومَة
من سنن النبي محمد صلى الله عليه وسلم التضلع بماء زمزم، والتضلع من ماء زمزم يعني شدة الارتواء منه، ومعناه أن تشرب وتكثر من الشرب منه، وأصله أن يشرب حتى يمتلئ جوفه ووصل إلى أضلاعه، وذلك لا يضر بإذن الله على خلاف المياه الأخرى، وقد قال فقهاء المذاهب الأربعة على استحباب الإكثار من شرب ماء زمزم والتضلع منه، قال ابن تيمية: (وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، وَيَتَضَلَّعَ مِنْهُ ، وَيَدْعُوَ عِنْدَ شُرْبِهِ بِمَا شَاءَ مِنْ الْأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ)، وقال الشيخ ابن باز: (يستحب للحاج الشرب من ماء زمزم والتضلع منه ، والدعاء بما تيسر من الدعاء النافع ، وماء زمزم لما شرب له).[١٣]
المراجع
- ↑ "مكونات ماء زمزم"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-11. بتصرّف.
- ↑ "بئر زمزم"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-11. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2473 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ رواه الألباني ، في مناسك الحج والعمرة، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم: 24 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3322 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3390 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي بن كعب ، الصفحة أو الرقم: 21135 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ "زمزم لما شرب له"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-10. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3322، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في مناسك الحج والعمرة، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 24 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3261 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ "زمزم والكوثر.. معناهما.. وفضلهما"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-11. بتصرّف.
- ↑ " من السنن المهجورة - التضلع -"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-11. بتصرّف.