محتويات
تحكم مجتمعاتنا العربية مجموعة من العادات والتقاليد، ومنها ما هو مأخوذ من الدين الإسلامي، ومنها ما هو خارج عن الدين، وفي أمر الزواج، فإن الأب هو ولي العروس، وهو الذي يزوجها ويشترط قبوله، سواء كان في الدين الإسلامي، أو في العرف، ولكن هناك ضوابط لما يخص جواز رفض الأب لزوج وافقت عليه ابنته، وخلال هذا المقال سوف نوضح هذه الضوابط.
متى يجوز للأب رفض عريس تقدم لابنته؟
يحرص الآباء عمومًا على مصلحة أبنائهم، ولا سيما عندما يتعلق الأمر في الزواج، لأن الزواج له أثر مباشر وكبير على حياة الأبناء، لذلك أعطي الوالد الولاية في أمر زواج بناته، وإذا أراد الأب أن يتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليه أن يقبل من يرضى دينه وخلقه، وإذا رأى ما فيه مخالف في دينه وخلقه له الحق بأن يرفض.[١]
ولا بد للتنويه بأن هناك بعض الشروط التي لم يخبر بها رسولنا الكريم، ولكن جرى العرف أن تأخذ بها للدلالة على صلاح العريس، أو من تقدم لخطبة الابنة، وإذا خالف هذه الشروط يحق للأب أن يرفضه، ومن هذه الشروط والضوابط نذكر ما يلي:[١]
- الهمة العالية والقدرة على تحمل المسؤولية.
- أن يكون من أسرة مستقرة ليس فيها خلافات ومشاحنات زوجية.
- أن يكون ناشئاً في مجتمع وبيئته طاهرة ونظيفة، وأن تكون له رفقة صالحة.
- أن لا يكون قد مر بعلاقات محرمة قبل الرابطة الشرعية.
- أن يكون خلقه حسناً، وسيرته وسريرته طيبة.
- أن يكون باراً بوالديه وواصلًا لرحمه ومحسن لهم.
- أن لا يكون مختالاً، ويكون عنده حياء وغيرة.
- أن يتقدم لخطبة الفتاة من ولي أمرها أولًا، ولا يطلبها من نفسها.
متى لا يحق للأب رفض عريس تقدم لابنته؟
إن العرف في المجتمعات العربية يقتضي الحرية المطلقة للأب في قبول العريس أو رفضه، ومن يخالف ولي أمره فيما يتعلق بالزواج، فإنه يصبح منبوذًا ذميمًا في المجتمع، وهذا فيه خير لصلاح المجتمع والله أعلم، لأنه إذا شاع زواج البنت خارج إرادة والدها، فكم من زواج سيعود بالمصائب على البنت قبل والدها، أما الدين الإسلامي الحنيف، فقد فرق في هذا الأمر وجعل له ضابط، وهو إن ثبت أن سبب رفض الوالد للعريس غير مسوغ وهو ضار بابنته، وليس منضبطاً بالضوابط الشرعية، فإنه لا يحق له الرفض، والله أعلم.[٢]
متى يحق للفتاة أن تولي غير والدها للزواج
كما ذكرنا سابقًا فإن العرف في المجتمعات العربية تعطي الولاية المطلقة للوالد على بناته في ما يخص الزواج، ولكن الدين الإسلامي السمح قد فصل في هذا الأمر رحمة بالفتيات إن وقع عليهن الظلم والجور من قبل آبائهن، فيحق للفتاة أن تولي أخاها أو من ينوب عن والدها في أمر الزواج إذا ثبت أن والدها معضل، أي أنه يرفض تزويج ابنته دون مسوغ شرعي، وأن العريس ليس فيه ما يعيبه، وأنه كفؤ للفتاة، وأن أسباب الرفض واهية، ويكون قد وقع الضرر على الفتاة من رفض الوالد في أكثر من مرة، والله أعلم.[٣][٢]
المراجع
- ^ أ ب "الشروط والمواصفات التي يجب أن تتوافر في الخاطب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2024. بتصرّف.
- ^ أ ب "حكم رفض الأب تزويج ابنته من كفئها لأسباب عائلية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2024. بتصرّف.
- ↑ "رفض أبوها تزويجها لاختلاف جنسية الخاطب ، فهل يزوجها أخوها ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2024. بتصرّف.
فيديو ذو صلة :
ملخص المقال
تحكم العادات والتقاليد العربية موضوع الزواج، حيث يكون الأب ولي العروس ويشترط قبوله للعريس. يحق للأب رفض العريس إذا كان في دينه أو خلقه خلل، أو إذا لم يكن كفؤًا للزواج. ومع ذلك، لا يجوز للأب الرفض لأسباب واهية. يمكن للفتاة اللجوء إلى القاضي الشرعي إذا تعرضت للظلم من والدها.
أسئلة شائعة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيُّما امرأةٍ نكَحتْ بغيرِ إذنِ وليِّها، فنكاحُها باطلٌ، ثلاثًا، فإن أصابها، فلها المَهْرُ بما استحَلَّ مِن فَرْجِها، فإن اشتَجَروا، فالسلطانُ وليُّ مَن لا وليَّ له.) وعليه فلا يحل لفتاة أن تتزوج دون موافقة وليها، وإذا كان أبوها يظلمها في رفض العريس، عليها أن ترجع إلى القاضي الشرعي في هذا الأمر ليحكم لها، ويولي من هو أهل لذلك، ولا بد من استشارة أهل العلم فلكل حالة ظروفها وضوابطها.
إذا رأى أن الخاطب فيه خلل في دينه أو خلقه، أو أنه ليس كفؤ لابنته، يحق له أن يرفض حفاظًا على ابنته.
يحق للفتاة أن تولي غير والدها للزواج إذا ثبت أن والدها معضل، أي أنه يرفض تزويج ابنته دون مسوغ شرعي، وأن العريس ليس فيه ما يعيبه، وأنه كفؤ للفتاة، وأن أسباب الرفض واهية، وقد وقع الضرر على الفتاة من رفض الوالد في أكثر من مرة.