نبذة مختصرة عن عمر بن الخطاب

نبذة مختصرة عن عمر بن الخطاب
نبذة مختصرة عن عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب

هو أبو حفص عمر بن الخطاب، يُلقب بالفاروق، يُعد ثاني الخلفاء الراشدين، كما أنه من كبار أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أشهر القادة والأشخاص في تاريخ الإسلام، وأكثرهم نفوذًا وتأثيرًا، كما أنه من بين الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، وبعد وفاة الخليفة أبي بكر الصديق تولّى عمر بن الخطاب الخلافة الإسلامية في الثالث والعشرين من شهر آب سنة 634 ميلاديًّا الموافق الثاني والعشرين من شهر جمادى الثانية سنة 12 هجريًّا، وقد عُرف عمر بن الخطاب بإنصافه وعدله من ظلم المسلمين وغير المسلمين، ولهذا السبب لُقّب بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق والباطل، كما كان قاضيًا خبيرًا[١].


نشأة عمر بن الخطاب

ولد الفاروق قبل حرب الفجار بأربعة سنوات تحديدًا في سنة 40 قبل الهجرة، ونشأ في مكة المكرمة كما ترعرع في ظل أبيه الخطاب في بيئة وثنية، كان أبوه فظًا، إذ كان يُكلفه بأعمال شاقة، كما كان يضربه بقسوة إذا أهمل في عمله، وقد تأثر عمر بن الخطاب ببيئته كغيره من شباب مكة المكرمة، وتعلّم القتال والفارسية حتى أصبح من أبطال قريش في الجاهلية، مرهوب الجانب، ومهاب الشخصية، وقد كان يدافع بقوة عن الأصنام، كما كان يُجيد المفاخرة والخطابة والكتابة، ويروي الشعر، كما حصل على مرتبة رفيعة بين قريش في الجاهلية، فكان مُكلّفًا بالسفارة على القرشيين[٢].


إسلام عمر بن الخطاب

كان الفاروق رضي الله عنه شجاعًا قويًا غليظًا فائق القوة، وكان شديد العداوة لدين الله قبل إسلامه، كما كان شديد العداوة لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يرق قلب عمر أبدًا للإسلام، وقد قرر عمر بن الخطاب في يومٍ من الأيام قتل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فسنّ السيف وذهب لقتل محمد عليه الصلاة والسلام، وفي طريقه وجد رجلًا يخفي إسلامه من أصحاب نبي الله، فسأله أي أين تذهب يا عمر؟ فأجابه أنه ذاهب لقتل محمد، فأخبره الصحابي بأن أخته فاطمة وزوجها قد اتبعوا دين محمد، فذهب عمر بن الخطاب مسرعًا إلى بيت أخته فضربها ضربًا مبرحًا فسقطت من يدها صحيفة من القرآن، فقال لها عمر أعطني تلك الصحيفة، فقالت له: اذهب فتوضأ، فذهب عمر بن الخطاب وتوضأ وبعدها قرأ الصحيفة، فاهتز وقال إن هذا ليس بكلام بشر، وقال بعدها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وقال لهم دلوني على محمد، فدله خباب بن الأرث على دار الأرقم بن أبي الأرقم، فدق عمر الباب فقال أحد الصحابة من هناك، فقال عمر، فخاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال حمزة بن عبد المطلب يارسول الله دعه لي، ولكن الرسول قال له اتركه يا حمزة، فدخل الفاروق وأمسك به الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: أما آن الأوان يا بن الخطاب؟ فقال الفاروق معلنًا إسلامه أشهد أن لا إله إلا الله وأنك يا محمدًا رسول الله، فقام الصحابة وكبروا تكبيرًا عظيمًا حتى سمعته مكة بأكملها، فقد كان إسلام الفاروق رضي الله عنه عزةً للإسلام ونصرًا للمسلمين[٣].


خلافة عمر بن الخطاب

لم يختلف المسلمون كثيرًا على خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لأن أمر خلافته رضي الله عنه جاء بتزكية من الخليفة أبي بكر الصديق، إذ سأله المسلمون وهو على فراش الموت أن يشير عليهم بمن يتولى شؤونهم من بعده رضي الله عنه، فكان أن اختار لهم فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن شاور عددًا كبيرًا من الصحابة.

كان اختيار الفاروق رضي الله عنه خليفة للمسلمين أمرًا لا بد منه بسبب مكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ عُرف عنه دفاعه وغيرته على الإسلام، إذ خصه النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الإسلام، وقد كان الفاروق كما أراد عليه الصلاة والسلام، كما أن إنجازاته أثناء فترة خلافته كانت لا تُعدّ ولا تحصى[٤].


إنجازات عمر بن الخطاب

كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه الكثير من الإنجازات طوال فترة خلافته، فهو أول من لُقّب بأمير المؤمنين، وأثناء خلافته التي استمرت عشر سنوات فإن الدولة الإسلامية شهدت قوةً لم تشهدها من ذي قبل، كما توسعت كثيرًا، إذ في عهده ضمت القدس للدولة الإسلامية، كما توغل عمر بن الخطاب داخل أراضي الروم والفرس، وفي عهده عمل بنظام العسس، وهو نظام يعني قيام عدد من شباب المسلمين بالطواف بالليل، لكي يتفقدوا أحوال الرعية، ولمعرفة المحتاجين.

وكان الغرض من هذا النظام أيضًا الحماية، ويعدّ عمر بن الخطاب أول من فكّر بالسجن ليحبس المذنبين، إذ كان قبل ذلك يحبسهم في المسجد، كما ساهم عمر بن الخطاب بمساعدة القاضي بعمله، وكان يعجل بالإمساك بالمذنبين، كما كان لا يفرّق بين المتخاصمين، وكان يحكم بين الناس بالعدل، كما أنه وزع الولاة على كافة الأمصار التي تتبع الدولة الإسلامية، كما كان حريصًا كل الحرص على متابعتهم وعزل كل شخص مخالف لشرع الله، كما أن عمر بن الخطاب هو الذي جمع القرآن الكريم بعد وفاة عدد كبير من حفّاظ القرآن أثناء حروب الردة[٤].


العهدة العمرية

نُقل عن ابن كثير أنه عندما حاصر أبو عبيدة بن الجراح بيت المقدس وضيّق عليهم كان مطلبهم الصلح، وكان من شروطهم أن يأتي إليهم عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، وقرر عمر بن الخطاب أن يلبي مطلبهم، وقال فيهم: "إن أهل إيلياء قوم يُستأمنون، فأمنوهم"، كما كتب لهم كتاب عهد وصلح وأمان لكنائسهم ولأنفسهم، مقابل دفع الجزية، كما ترك لهم حرية الذهاب أو البقاء مع الروم، علمًا بأن العهدة العمرية لم يذكر نصها التاريخي بالكامل، كما لم يأخذها بقية المؤرخين بالكامل، بل أشارو إليها فقط، ومن الغريب أنه حتى يومنا الحالي لم يُعثر أو يُكشف عن نسخة العهدة العمرية الأصلية ضمن مخطوطات كنائس القدس أو بلاد الشام أو مصر.[٥].


المراجع

  1. "الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، alfarooqcentre، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
  2. محمد سهيل طقوش (28-8-2017)، "من هو عمر بن الخطاب؟"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
  3. "قصة اسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه"، alsunna.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "بحث حول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومكانته العظيمة في الإسلام"، bo7ooth.info، 8-1-2019، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
  5. "هل أذلّ الفاروق مسيحيي القدس؟"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :