محتويات
يحتاج الرجال في بعض الأحيان إلى الغياب عن بيوتهم وزوجاتهم، ويكون ذلك إما بطلب الرزق أو لطلب العلم، أو لغيرها من الحاجات، ولم يرد نص شرعي سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة يحدد المدة المشروعة لغياب الزوج عن زوجته، ولا حتى ضوابط غياب الزوج، ولكن اجتهد أهل العلم في ذلك، وكان أول من اجتهد في هذا الأمر، خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد اجتهد عدد من العلماء في هذا الأمر أيضًا، وذلك لاختلاف الظروف الحالية عن ظروف زمن عمر بن الخطاب.
تابع معنا المقال لتعرف آراء أهل العلم في غياب الزوج عن زوجته.
اجتهاد عمر بن الخطاب في مدة غياب الزوج عن زوجته
فتح الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين في زمن عمر الفتوحات الإسلامية، وكانت جيوش المسلمين تغيب لمدة طويلة، وتفطن عمر رضي الله عنه لأمر غياب الرجال عن زوجاتهم بعد أن سمع امرأة وهو يحرس في الليل تقول: "تطاول هذا الليل واسود جانبه. وطال عليَّ أن لا خليل ألاعبه"، فلما سأل عن حال هذه المرأة علم أن زوجها غائب في سبيل الله، فأمر أن يرجع إلى بيته.[١]
ثم سأل رضي الله عنه ابنته حفصة كم تصبر المرأة على غياب زوجها، فأجابته أن المرأة تصبر خمسة أو سنة أشهر، فأمر أن لا يغيب الرجال عن بيوتهم ستة أشهر إذا خرجوا في سبيل الله، والله أعلم.[١]
رأي أحمد بن حنبل عن مدة غياب الرجل عن زوجته
لما سئل أحمد بن حنبل عن مدة غياب الزوج عن زوجته، أقر ما ورد في قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وزاد أن للزوج أن يغيب عن زوجته أكثر من ستة أشهر بشرط أن يكون لضرورة، وإن أرسل له بالعودة لحاجة زوجته له عليه أن يعود، وإن لم ينصاع للطلب، للحاكم أن يفسخ عقد زواجه، والله أعلم.[٢]
قول أهل العلم المعاصرين في مدة غياب الزوج عن زوجته
لم يختلف أهل العلم المعاصرين حول موضوع مدة غياب الزوج عن زوجته، فأغلبهم قال بنفس الحكم، آتيًا بعض آرائهم:
- رأي ابن باز: كان رأي ابن باز -رحمه الله- في عدة أسئلة استفتي فيها، أنه لا مدة محددة شرعًا، أستند على رأي عمر بن الخطاب، فقال أنه للرجل أن يغيب عن زوجته أربعة أشهر دون إذن منها، أما إذا أراد الغياب أكثر من ذلك لطلب الرزق، عليه أن يستأذن زوجته، وعليه أيضًا أن يؤمن لها ما يعيلها بغيابه أو أن يوكل أحد برعايتها، والله أعلم.[٣]
- رأي ابن عثيمين: لم يحدد الشيخ ابن عثيمين مدة بذاتها، وقال إن على الرجل أن يعاشر امرأته بالمعروف كما أمر الله سبحانه وتعالى، إذا أراد أن يغيب عنها مدة مهما طالت يجب أن يكون برضاها كي لا يقع عليه إثم في التقصير في واجباته تجاهها، كما عليه أن يؤمن لها نفقتها، ويتركها في مكان تأمن على نفسها به، والله أعلم.[٤]
المراجع
- ^ أ ب "المرجع في تحديد أقصى مدة لغياب الزوج عن زوجته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2024. بتصرّف.
- ↑ "كم يحق للزوج أن يتغيب عن زوجته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2024. بتصرّف.
- ↑ "حكم الغياب عن زوجته مدة طويلة طلبًا للرزق"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2024. بتصرّف.
- ↑ "غياب الزوج عن زوجته حكمه وضوابطه"، الإسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2024. بتصرّف.
فيديو ذو صلة :
ملخص المقال
يحتاج الرجال أحيانًا للغياب عن بيوتهم لأسباب مثل طلب الرزق أو العلم. لم يحدد الشرع مدة معينة لغياب الزوج، لكن اجتهد العلماء في ذلك. كان عمر بن الخطاب أول من اجتهد، حيث أمر بعدم غياب الرجال أكثر من ستة أشهر. أحمد بن حنبل أقر بذلك وأضاف أنه يمكن الغياب لأكثر من ستة أشهر بشرط الضرورة. المعاصرون كابن باز وابن عثيمين لم يحددوا مدة معينة، لكنهم أكدوا على ضرورة رضا الزوجة وتوفير النفقة والأمان لها.
أسئلة شائعة
لا يقع الطلاق مهما طالت مدة غياب الرجل عن زوجته، إلا إذا طلب هي ذلك، ويكون الحكم حينها بيد الحاكم، أو القاضي.
يحق للزوج هجر زوجته بالفراش، إذا أراد تأديبها على نشوزها، أما إن كانت زوجة مطيعة وخلقها حسن، وكان هجره لها تقصيرًا، فإن ذلك تقصيرًا في حقوق الزوجة، ويقع عليه الإثم والله أعلم.
يرى أكثر أهل العلم أن على الرجل أن يستأذن زوجته إذا أراد الغياب عنها أكثر من أربعة أشهر.