الشاعر بهاء زهير

بهاء الدين زهير

ولد في تهامة قرب مكة عام 581 هـ، نزحت أسرته منذ صغره إلى مصر بمدينة قوص مجتمع بعض الأمراء والفقهاء والعلماء، وتلقى تعليمه فيها وانتقل بين القاهرة وغيرها في مصر، وحينما ظهر نبوغه وشاعريته التفت إليه الحكام بقوص فأجزلوا عليه النعماء وأجزل عليهم القصائد، وانتشر ذكره في البلاد وإلى بني أيوب فاختصوا بعينايته وخصهم بكثير من مدائحه، وقد توطدت الصلة بينه وبين الملك الصالح أيوب ويقال أنه استصحبه معه في رحلاته إلى الشام.[١]


قول ابن خلكان في ترجمته لبهاء الدين زهير

يقول ابن خلكان في ترجمته عن الشاعر بهاء الدين زهير: "هو من فضلاء عصره وأحسنهم نظمًا ونثرًا وخطًا ومن أكثرهم مروءةً، وقد اتصل بخدمة السلطان الملك الصالح نجم الدين أبي الفتح أيوب ابن الملك الكامل بالديار المصرية وتوجه في خدمته إلى البلاد الشرقية واستقر بها إلى أن ملك الملك الصالح مدينة دمشق، فانتقل إليها لخدمته واستقر كذلك إلى أن جرت الكائنة المشهورة على الملك الصالح وخرجت عنه في دمشق وخانه عسكره وهو على نابلس وابتعد عنه وقبض عليه ابن عمه الملك الناصر داوود صاحب الكرك فاعتقله بقلعة الكرك فأقام بهاء الدين زهير بنابلس محافظةً لصاحبه ولم يتصل بغيره ولا زال على ذلك حتى خرج الملك الصالح وملك الديار المصرية وقدم إليها لخدمته وذلك في أواخر ذي القعدة عام سبع وثلاثين وستمئة. وكنت يومئذ مقيمًا بالقاهرة وأود لو اجتمع به لما كنت أسمع عنه وعندما وصل اجتمعت به ورأيته فوق ما سمعت عنه من مكارم الأخلاق ودماثة السجايا وكثرة الرياضة وكان متمكنًا من صاحبه كبير القدرعنده لا يطلع على سره غيره، ومع هذا كله كان لا يتوسط عنده إلا بالخير، ونفع خلقًا كثيرًا بحسن وساطته وجميل سفارته، وأنشدني شيئًا كثيرًا وكل شعره لطيف وهو كما قيل السهل الممتنع وأجازني رواية ديوانه وهو دائم الوجود بين أيدي الناس فلا حاجة إلى الإكثار من ذكر مقاطيعه، ثم حدث بمصر والقاهرة مرض عظيم لم يكد يسلم منه أحد فكان بهاء الدين المذكور من الذين مسه ألم فأقام به أيام ثم توفي قبل المغرب يوم الأحد الرابع من ذي القعدة من السنة المذكورة. [٢]


ميزات شعر بهاء الدين زهير

يمتاز شعره بالسهولة والسلاسة والدقة ورقة الحواشي واختيار الأساليب الجميلة والألفاظ العذبة الرشيقة والمعاني اللطيفة والعبارات الرقيقة وشعره من الشعر السهل الممتنع الذي يحفظ بسرعةٍ وينسى بسرعةٍ ويصعب القول فيه أو بمثله، إذ يشعر القارئ أنه يستطيع أن يأتي بمثله أو يشعر بمثله إلا أنه إذا أراد ذلك امتنع عليه، وقد خالف بهاء الدين زهير شعراء عصره في أساليبهم وألفاظهم وأوزان أشعارهم فآثر السهولة والبساطة وعدم التكلف وكان يختار الألفاظ السهلة المرنة والأوزان الشعرية الخفيفة إلى النفس كثيرة الحركة لذا كثر التغني في شعره ويقول في إحدى قصائده المغناة:[٣]

يعاهدني لا خانني ثم ينكث

وأحلف لا كلمته ثم أحنث

وذلك دأبي لا يزال ودأبه

فيا معشر العشاق عنا تحدثوا.


المراجع

  1. "بهاء الدين زهير"، PoemHunter.com ، اطّلع عليه بتاريخ 12/7/2019. بتصرّف.
  2. "بهاء الدين زهير"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 12 2019. بتصرّف.
  3. فالح الحجية (12 يوليو 2019)، "الشاعر بهاء الدين زهير "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/7/2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :