الشاعر الجاحظ
ولد الجاحظ عام 159 هجريًا في مدينة البصرة، واسمه الكامل أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني الفقيمي، وهو من قبيلة كنانة، ويعد من الأدباء المشهورين في العصر العباسي، وكان منتميًا لطائفة المعتزلة، وقد عاش الجاحظ حوالي تسعين سنة، وعندما كان صبيًا كان يبيع السمك والخبز، ثم بدأ في أخذ العلم على يد أكبر الأدباء في ذلك الوقت، فتعلم النحو على يد الأخفش، وتعلم اللغة العربية وآدابها على يد أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة والأصمعي، وأخذ علم الكلام عن إبراهيم بن سيار بن هانئ، ولم يكتفِ بذلك فقد كان يذهب إلى مربد البصرة ليأخذ اللغة بالطريقة الشفهية من الأعراب.
وكان يحب الاطلاع على الثقافات الأخرى، فكان يقرأ لابن المقفع للاطلاع على الثقافة الفارسية، وكان يناقش سلمويه وحنين بن إسحاق للاطلاع على الثقافة اليونانية، ولم يكتفِ بذلك فقد استأجر دكاكين الوراقين ليقرأ كل ما يوجد فيها من كتب مترجمة ومؤلفة، فجمع بذلك مختلف الثقافات الموجودة في عصره، كاليونانية والعربية والفارسية والهندية، وقد لقب بالجاحظ لجحوظ عينيه، وتميز في تأليف كتبه بأسلوبه الواضح السهل، والفكاهي، حتى لا يشعر القارئ بالملل وتوفي في خلافة المهتدي بالله عام 225 هجريًا في مدينة البصرة، وقد عاصر 12 خليفة من الخلفاء العباسيين[١].
بداية الجاحظ المهنية
بدأ الجاحظ حياته المهنية بكتابة مقالة عن مؤسسة الخلافة، ويقال أن والدته قدمت له ذات يوم صينية مغطاة بالدفاتر وقالت له أن الكتابة ستصبح مصدر رزقه في المستقبل، وقد كتب مئتي كتاب تضم مجموعة مختلفة من المواضيع، من بينها الشعر، وعلم الحيوان، وقواعد اللغة العربية، والبلاغة، والمعجم، ولم يبقَ من هذه الكتب إلا ثلاثين كتابًا، ويعد الجاحظ من أوائل الأدباء العرب الذين اقترحوا عمل مراجعة شاملة لنظام اللغة اللغوي، وقد قام بهذه المسألة ابن معاش بعد مئتي عام[٢].
وفي عام 816 ميلاديًا انتقل الجاحظ إلى مدينة بغداد ومن ثم إلى العاصمة، وقد شجع الخلفاء العباسيون العلماء والعلم، وأقاموا بيت الحكمة، وقد كتب الجاحظ مجموعة كبيرة من كتبه وهو في بغداد، وطلب منه الخليفة المأمون أن يعلم أبناءه، ولكن أبناء الخليفة خافوا من جحوظ عينيه فلم يستمر في تعليمهم، وقد عاش الجاحظ فترة من حياته في سامراء، في عهد الفتح بن خاقان، ولكنه قُتل في كانون الأول عام 816م، فغادر الجاحظ سامراء وعاد إلى البصرة، وأمضى بقية حياته فيها إلى أن توفي عام 868م وذلك بعد وقوع مجموعة كبيرة من الكتب من مكتبته الخاصة عليه[٢].
مؤلفات الجاحظ
فيما يأتي أهم مؤلفات الجاحظ[٣]:
- البيان والتبيين: يتكون كتاب البيان والتبيين من أربعة أجزاء تحتوي على عدد من الأشعار، والمقالات، والخطب في اللغة، والفلسفة، وعلم البيان، وفي الجزء الأول عرّف البيان، وتحدث عن آفات اللسان، والبلاغة، والفصاحة، وفي الجزء الثاني تحدث عن طبقات الشعراء، والخطابة، وفي الجزء الثالث تحدث عن أصل اللغة، وقيمة الشعر.
- الحيوان: تحدث الجاحظ في كتاب الحيوان عن العرب وعاداتهم، وأحوالهم، وعلومهم، وعن الدين والفقه، وصفوة من الشعر المختار، وما يميز هذا الكتاب عن غيره أنه تحدث عن طبائع الحيوان، وغرائزه، وعاداته، كما احتوى الكتاب على المعارف الطبيعية، والمسائل الفقهية، والجغرافيا، والطوائف الدينية، ومدى تأثير البيئة على الإنسان والحيوان، وتحدث أيضًا عن الأمراض التي تصيب الحيوان والإنسان، وذكر العديد من المفردات النباتية والطبية، والمعادن، وقد سمى الجاحظ الكتاب بهذا الاسم لأنه يتناول حياة الحيوانات، وقد احتوى الكتاب أيضًا على موضوعات أخرى لا تتصل بعالم الحيوان، كالنزاعات التي تعرض لها العالم الإسلامي في العصر العباسي الذي عاش فيه، كما تناول في الكتاب عددًا من الأمثال والقصص على ألسنة الحيوانات، وقد طُبع الكتاب لأول مرة في مصر بتحقيق عبد السلام هارون عام 1938م.
- البخلاء: تحدث الجاحظ في كتاب البخلاء عن الأشخاص البخلاء الذين قابلهم في حياته، ووصفهم بدقة بطريقة فكاهية، فوصف نظراتهم، وحركاتهم، ونزواتهم النفسية، والقلق في أعينهم، والأحوال النفسية التي يمرون بها، فألف عددًا من القصص التربوية والهزلية، واستخدم الألفاظ العامية، ويعد هذا الكتاب بمثابة دراسة اجتماعية، وتربوية ونفسية للشخصيات البخيلة.
- المحاسن والأضداد: تحدث الجاحظ في هذا الكتاب عن مساوئ الأشياء ومحاسنها، وقد أجبرت فكرة الكتاب الجاحظ على استخدام النقل القصصي في وصف الأحداث القديمة، والحديثة، بأسلوب مليءٍ بالتراكيب والمعاني والمفردات.
- التاج في أخلاق الملوك: يتحدث الجاحظ في هذا الكتاب عن الولاة والملوك والأمراء، ويقدم لهم النصائح، ويعد من الكتب النادرة، ويشبه كتاب الأمير في محتواه.
- الحنين إلى الأوطان: تحدث الجاحظ في كتابه هذا عن وجود حكمة لكل علم من العلوم، ويذكر في الكتاب أن السبب في جمع أخبار العرب هو الحنين إلى الأوطان.
- فلسفة الجد والهزل: وهو عبارة عن أربعة رسائل ألفها الجاحظ لتصبح دستورًا اجتماعيًا وأخلاقيًا للوزراء في تسيير أمور الممالك.
- العبر والاعتبار: تحدث الجاحظ في كتابه هذا عن توحيد الله تعالى، وتمجيده، واستخدم أسلوبًا بسيطًا في الحديث عن النبات، والحيوان، والظاهرة الكونية.
- تهذيب الأخلاق: يعد من الكتب الممتعة جدًا للجاحظ، ويتحدث فيه عن الأخلاق الرذيلة والفاضلة.
- مفاخرة الجواري والغلمان: تحدث الجاحظ في كتاب مفاخرة الجواري والغلمان عن ظاهرة الشواذ، وتفشيها في مجتمعه، والمواقف الاجتماعية اتجاه هذه الظاهرة.
المراجع
- ↑ "الجاحظ"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-7. بتصرّف.
- ^ أ ب "سيرة ذاتية عن الجاحظ ..إليك ما ترغب في معرفته عن صاحب كتاب البخلاء وأبرز صفاته "، مرتحل، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-7. بتصرّف.
- ↑ ايات طاهر (2016-10-12)، "مؤلفات الجاحظ"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-7. بتصرّف.