محتويات
أبو ذؤيب الهذلي
هو شاعرٌ مخضرمٌ عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام، وهو شاعر فحلٌ، قال الشعرَ فأحسن وأجاد، أسلم وحَسُنَ إسلامُه، شارك في الجهاد، وكان ممن غزوا الفرنجة وأفريقيا، تُعَدُّ قبيلته رأسَ الهرم؛ يعود ذلك لكثرةِ الشعراء المجيدين فيها، ويُعَدُّ هو رأسَ الهرم في شعراء قبيلته، وتعد قصيدته التي رَثَى بها من مات من بنيه رأسَ الهرم في قصائده.
جاء في الأغاني ذِكْرُ أبي ذُؤيب ونسبه وخبره، وهو خويلد بن خالد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار، وهو من المخضرمين مِمَّن أدرك الجاهليَّة والإسلام، ومات في غَزاة أفريقيا، وكان أبوذؤيب شاعرًا فحلًا لا وهن فيه ولا غميزة.[١]
رثاء أبو ذؤيب الهذلي أبناءه الخمسة
ظاهرة لا يستطيع أحد أن يجد لها تفسيرًا، وهو ما فعله خويلد بن خالد بن الحارث بن تميم، الشاعر الهذلي المعروف بكنية أبي ذؤيب، والمشهور في قصيدته العينية التي رثى بها أبناءه الخمسة الذين فقدهم في عامٍ واحدٍ، وقد جرت العادة أن الإنسان إذا فقد بعض أقربائه، أو بعض أحبائه، تكون نفسه ممتلئة بالحزن والأسى، منهمكة بتصوير من فقد، فإذا كان يملك الموهبة الفنية فإنه يخفف عن نفسه بالشعر، ينشده فيعبر به عما في نفسه من لوعة واكتئاب.
وكثيرًا ما يكون الرثاء من الشعر الخالد، لأن البشر تتشابه تقريبًا في مثل هذا الحال، فنحن نعرف أن مرثية ابن الرومي لولده ومرثية أبي العلاء المعري لبعض أصدقائه ومرثية ابن الأنباري لابن بقية تعد من أجود الشعر العربي، ولكن أبا ذؤيب الهذلي خالف هذا المألوف حينما رثى أبناءه، بالرغم من أنه قد سلك هذا السبيل في أول قصيدته، فأبدع حتى أصبحت بعض أبياتها مضرب الأمثال محفوظة على لسان كل أديب، ذلك لأن الصور التي وردت في مرثيته كانت صورًا معبرة حقًا، منها:[٢]
إذا المنية أنشبت أظفارها
- ألفيت كل تميمة لا تنفع.
قصيدة الحمار الوحشي وأبناء أبي ذؤيب
كتب أبو ذؤيب الهذلي قصيدة عن قصة الحمار الوحشي وأبنائه، إذ تحكي القصة أن هذا الحمار استقر في مكان خصيب وكثير الماء، فلعب مع أبنائه واستمتعوا سويًا، ولكن بعد مرور الوقت، بدأ المكان يجف، فبدأ الحمار وأبناؤه بالبحث عن مكان آخر ليعيشوا فيه، وبالفعل فقد وجدوا موضعًا مشابه للمكان الذي كانوا يعيشون فيه، لكن سعادتهم في إيجاد هذا الموضع لم تكتمل، إذ هجم عليهم الصياد وكلابه، ومات الحمار الوحشي وبعض من أبنائه بينما هرب البعض الآخر، ويقول الشاعر في تلك القصيدة:[٣]
والدهرُ لا يَبقى على حدَثانِه
- جَوْنَ السُراة لهُ جدائدُ أريَعُ
صَخِبُ الشواربِ لا يزالُ كأنّه
- عبد لآلِ أبي ربيعة مُسبعُ
أكل الجميمَ وطاوعتهُ سَمحجٌ
- مثلُ القناةِ وأزعلتهُ الأمرعُ
المراجع
- ↑ "أبوذؤيب الهذلي"، الالوكة، 2/8/2010 ، اطّلع عليه بتاريخ 6/7/2019. بتصرّف.
- ↑ "رثاء أبوذؤيب الهذلي أبناءه الخمسة "، منتديات ستار تايمز، 2009/12/16، اطّلع عليه بتاريخ 6/7/2019. بتصرّف.
- ↑ "قصيدة الحمار الوحشي وأبنائه"، المرسال، 2018-12-08 ، اطّلع عليه بتاريخ 6/7/2019. بتصرّف.