ما معنى سجود السهو

• ذات صلة
• الحكمة من مشروعية سجود السهو
• زيادة ركعة في الصلاة

السهو في الصلاة

هل سبق وأن كنت تصلي فنسيت كم عدد الركعات التي صليتها؟ أو نسيت هل سجدت أم لم تسجد؟ هذا ما يطلق عليه السهو في الصلاة، فالسهو في الصلاة من الأمور التي يقع بها غالبية الناس، ولا يقتصر الأمر على البشر فقط حتى الأنبياء وقعوا في السهو في الصلاة،^[١] فالسهو هو الغفلة أو الذهول، والفرق بين السهو والنسيان أن الناسي إذا ذكّرته يتذكر، والساهي إذا ذكرته لا يتذكر، فالسهو هو الغفلة عن الشيء، أما السهو في الشيء فهو نسيانه، وقد فرّق علماء الشريعة بين السهو في الشيء وبين السهو عن الشيء، فالسهو في الشيء هو ليس مذموم، وأما السهو عن الشيء فهو مذموم، وقد ذمّ الله تعالى عباده السّاهين عن آداء الصلاة ووعدهم بالعذاب الشديد، فقال الله سبحانه وتعالى: ‏{‏فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ‏}‏^[٢]‏، وذلك لأن السهو في الشيء ترك له من غير قصد، أما السهو عن الشيء فإنه تركٌ له مع القصد.

وقد شرع الله سبحانه وتعالى سجود السهو؛ لأن الإنسان لا يمكنه التخلّص من السهو في الصلاة مهما حاول ذلك، فلا بد من وقوع السهو في هذه العبادة العظيمة والجليلة، ولأن كلّ إنسان معرّض للزيادة والنقص والشك في الصلاة، وإذا سهوت عن الصلاة فمعناه أنك أديتها على غير وجهها الصحيح، فينقص من أجر صلاتك وثوابها، ومن أجل ذلك شرع الله سبحانه وتعالى سجود السهو لتتلافى النقص في ثواب صلاتك أو حتى بطلانها وعدم قبولها، ولذلك أجمع علماء الأمة على مشروعية سجود السهو.^[٣]

معنى سجود السهو

لمّا كان الإنسان عُرضة للنسيان والذهول، وكان الشيطان حريصًا على التشويش على المسلم في صلاته، وحريصًا على أن يُشغل باله ويبعث عليه الأفكار أثناء ركوعه وسجوده، شُرِع للمصلي أن يسجد سجود السهو، وهو عبارة عن سجودك في آخر الصلاة تفاديًا وجبرًا للنقص الذي حصل في صلاتك وإرضاءً لله سبحانه وتعالى وإرغامًا للشيطان، وقد سها النبي صلى الله عله وسلم في صلاته، وكان سهوه صلى الله عليه وسلم من تمام نعمة الله تعالى على أمته وإكمال دينهم ليقتدوا بالنبي فيما يشرعه الله تعالى له فيما يخص سجود السهو، وسجود السهو هو واجب عند حصول السهو في الصلاة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر به، فعن عبدالله بن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:[ صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ صلاةً لا أدري زاد أم نقص إبراهيمُ القائلُ لا يدري علقمةُ قال زاد أو نقص أو عبدُ اللهِ ثم استقبَلنا فحدَّثناه بصنيعِه فثَنى رِجلَه واستقبل القبلةَ وسجد سجدتينِ ثم أقبل علينا بوجهِه فقال : لو حدث في الصلاةِ شيءٌ لأنبأتُكمُوه ولكنْ إنَّما أنا بشرٌ أنسى كما تنسونَ فإن نسيت فذكِّروني وأيُّكم ما شكَّ في صلاتِه فليتحرَّ أقربَ ذلك للصوابِ فليُتمَّ عليه ويسلمْ ثم يسجدْ سجدتينِ]^[٤].

ويُشْرع لك سجود السهو لثلاثة أسباب هي؛ الزيادة في الصلاة، والنقصان من الصلاة، والشك فيما لو حصل زيادة أو نقصان، فالزيادة في الصلاة هي إما زيادة أفعال أو زيادة أقوال، فزيادة الأقوال على ثلاث أنواع؛ أن تأتي بقول مشروع في الصلاة في غير محله كالتشهد في القيام، والنوع الثاني أن تسلّم قبل إتمام الصلاة، والثالث أن تتحدّث بكلام ليس من جنس الصلاة، وزيادة الأفعال كالقيام في محل القعود أو الزيادة في الركوع أو السجود، أما النقص الذي يستدعي سجود السهو على ثلاثة أنواع؛ فهو إما أن تترك ركنًا من أركان الصلاة كالتكبير أو الركوع أو السجود، والنوع الثاني هو ترك واجب من واجبات الصلاة؛ كالتكبير لغير الإحرام أو التسبيح في الركوع أو السجود، والنوع الثالث هو أن تترك سنّة من سنن الصلاة، فإذا تركت مسنونًا من سنن الصلاة لم تبطل صلاتك سواء أتركته عمدًا أو سهوًا، وليس عليه في هذا الحال سجود سهو، والسبب الثالث لسجود السهو هو الشك، فإذا شكّكت في صلاتك بعد السلام منها فلا تلتفت لشكّك، إلا إذا تأكدت من النقص أو الزيادة فيها، أما إذا كان الشك غير حقيقي ووهمي بحيث طرأ على ذهنك وذهب في وقته فلا تلتفت له، فالشك إما أن يكون في الركن أو في الواجب، وأما الشك في الزيادة وقت فعلها فتسجد له، أما الشك في نقص الأركان فكتركها، فعليك أن تأتي بالركن إلا إذا غلب على ظنك أنك فعلت فلا ترجع لتأتي به، ولكن عليك بسجود السهو، أما الشك في ترك الواجب بعد أن فارقت محلك فلا يوجب عليك سجود السهو.^[٥]

طريقة آداء سجود السهو

سجود السلم يكون في موضعين؛ إما قبل السلام، أو بعد السلام، وسنذكر لك هنا تفصيل سجود السهو، وهي كما يلي:^[٦]

• سجود السهو قبل السلام: سجود السهو قبل السلام يكون على وجهين هما:
  • إذا كان عن نقص؛ مثل نسيانك التشهّد الأول أو نسيانك التسبيح في السجود، أو نسيانك التسبيح في الركوع، أو نسيانك التكبير، أو نسيانك قول سمع الله لمن حمده عند القيام من الركوع، فإذا نسيت أيّ من هذه الواجبات وجب عليك سجود السهو قبل السلام.
  • الشك في عدد الركعات، فإذا شككت بعدد الركعات ولم تدري كم صليت ولم تتثبت من عدد الركعات، فإنك تبني على الأقل وتسجد سجود السهو قبل السلام، فإذا شككت هل صلّيت ثلاث ركعات أم أربعة ولم تتثبت من عددها فلتجعلها ثلاث ولتصلي الرابعة، ثم تسجد للسهو قبل أن تسلّم.
• سجود السهو بعد السلام: سجود السهو بعد السلام يكون في موضعين، وهما:
  • الزيادة في الركعات؛ مثل أن تنسى فتركع مرتين، أو أن تسجد ثلاث مرات، أو تنسى فتزيد ركعة، أو تنسى فتسلّم قبل تمام صلاتك ثم تذكر فتتّمهُا، فإذا فعلت مثل هذه الأمور وجب عليك سجود السهو بعد السلام.
  • الشك في عدد الركعات، إذا شككت بعدد الركعات ولم تدري كم صليت وترجح عندك أحد الطرفين، فإنك تبني على ما ترجّح عندك فتتِم صلاتك، وتسلّم ثم تسجد سجدتين وتسلّم، فإذا شككت هل صليت ثلاثة أم أربعة وترجح عندك أنها ثلاث، فلتصلي الرابعة وتسلّم ثم تسجد سجدتين، وتسلّم، وإذا شككت هل صليت ثلاثًا أم اثنتان وترجح عندك أنها ثلاث، فعليك جعلها ثلاث وصلاة الرابعة، ثم التسليم، ثم سجود سجدتين السهو ثم تسلّم.

مَعْلومَة

كيف يمكنك أن تتخلّص من السهو في الصلاة؟ توجد العديد من الأمور التي تساعدك على التخلّص من السهو في الصلاة، ومنها:^[٧]

• إلجأ إلى الله تعالى، واستعذ من الشيطان الرجيم في بداية الصلاة، وكرر ذلك في نفسك.
• تدبّر معاني القرآن الكريم تدبرًا يُرشدك إلى عظمة الله تعالى وقدرته.
• أكثر من التسبيح والتهليل والتحميد.
• تذكّر بأنك بين يدي الله سبحانه وتعالى وأنك تُناجيه في صلاتك، لذلك عليك التأدب معه، وحضور القلب في مناجاته ودعائه.
• ادع الله تعالى أن يدفع عنك الهواجس ويُسلّمك من كيد الشيطان، وأن يوفقك للإقبال عليه والإعراض عن الشيطان.
• انفث عن يسارك، فإذا كثرت عليك الوساوس والأفكار، فعليك النفث عن يسارك ثلاث مرات، ثم التعوّذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، فإن الوساوس ستزول بإذن الله تعالى.

المراجع

1. ↑ "حكم السهو في الصلاة"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2020. بتصرّف.
2. ↑ سورة ‏سورة الماعون ، آية: 4،5.
3. ↑ "باب سجود السهو"، al-eman، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2020. بتصرّف.
4. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 6/102، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
5. ↑ د. أمين بن عبدالله الشقاوي، "سجود السهو: تعريفه وأسبابه"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2020. بتصرّف.
6. ↑ محمد بن صالح العثيمين ، "متى يكون سجود السهو قبل السلام ومتى يكون بعده؟ "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2020. بتصرّف.
7. ↑ "هل يسجد للسهو عن كل سرحان"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2020. بتصرّف.