محتويات
الصلاة
تُعرف الصلاة لغةً؛ بالدعاء، قال الله تعالى: { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ}،[١] وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُجِبْ، فإنْ كانَ صَائِمًا، فَلْيُصَلِّ، وإنْ كانَ مُفْطِرًا، فَلْيَطْعَمْ]،[٢] أما معنى الصلاة في قوله عز وجل:{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ}،[٣] أيّ أن الصلاة من الله تعالى علينا رحمة، ومن ملائكته الدعاء والاستغفار، أمّا الصلاة شرعًا؛ فهي أفعال وأقوال تُفتَتَح بالتكبير وتُختتم بالتسليم مع النية بشروط مخصوصة، وقالت الحنفية: إنّ الصلاة اسم لهذه الأفعال المعلومة من القيام، والركوع، والسجود.[٤]
حكم زيادة ركعة في الصلاة
للإمام والمنفرد والمأموم حكمًا واحدًا عند زيادة ركعة في الصلاة، فالذي يزيد ركعة لصلاته عامدًا ذاكرًا لزيادتها بطلت صلاته، وأما إذا كانت الزيادة في الصلاة سهوًا فصلاته صحيحة، وإذا علم المصلي بالزيادة في أثناء الركعة، فوجب عليه الرجوع وإلّا بطلت صلاته، وذلك لتعمد الزيادة في الصلاة، ويتشهد إذا لم يكن تشهد من قبل، ثم يسجد للسهو بعد السلام، ولكن إذا لم يكن يعلم المصلي بالزيادة إلّا بعد الانتهاء منها صحت صلاته، ويسجد للسهو بعد السلام.[٥]
سجود السهو
إنّ سجود السهو سجدتان يُصليهما المصلي لزيادة ركعة في الصلاة أو نقصان فيها، وإذا شك الإمام أو المنفرد في الصلاة الرباعية أنه صلى ثلاث أو أربع ركعات، فمن الواجب عليه أن يبني على يقين، أو أن يتحرى عدد الركعات التي صلاها، ثم يسجد سجدة السهو، وذلك لما جاء في حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[إذا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أمْ أرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ ولْيَبْنِ علَى ما اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يُسَلِّمَ، فإنْ كانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ له صَلاتَهُ، وإنْ كانَ صَلَّى إتْمامًا لأَرْبَعٍ كانَتا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطانِ].[٦][٧]
أهمية الصلاة
للصلاة أهمية كبيرة على حياة الفرد، منها:[٨]
- تعد الصلاة حلقة وصل بين العباد وربهم، فالمسلم يناجي الله ويسمع صوته، وبهذا الفرض يكون قد بقي على صلة مع ربه.
- في الصلاة يُمكن للمسلم أن يدعو ويطلب من الله ما يشاء وما يحتاجه، ومع كثرة الخشوع والدعاء في الصلاة سيستجيب الله عز وجل؛ فالخشوع والتذلل والدعاء إلى الله من موجبات قبول الصلاة.
- تبعد الصلاة المسلم عن الفحشاء والمنكر، وبالمداومة عليها يشعر المسلم بأنّه يسير بالخير ويبتعد عن الشر، وهذا ما تفعله الصلاة مع العبد، فإذا دخل الايمان إلى قلب المسلم، صعب عليه أن يقوم بأيّ عمل يغضب الله تعالى، فلا يمكن أن تجتمع الذنوب والمعاصي مع الصلاة في قلب المسلم.
- تساعد الصلاة المسلم على تنظيم وقته، والحث على الالتزام، وذلك لكونه يُحافظ على أداء الفروض على وقتها، كما يحرص على كسب الأجر كاملًا، ويبتعد عن الكسل والخمول.
- تزيد الصلاة من تفاعل الناس مع بعضها البعض، والاتفاق على عمل الخير، ويقصد بذلك صلاة الجماعة في المسجد.
اَثار الصلاة
لكل عبادة من عبادات الله اَثار، وتكون اَثارها على مستوى الفرد والجماعة، ومن اَثار الصلاة على الفرد:[٩]
- تذكر الصلاة المؤمن بمقابلة الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم يوم القيامة، وقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس بالنهر الجاري الذي يغتسل به المسلم خمس مرات في اليوم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:[أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا].[١٠] وقال الله عز وجل في كتابه الكريم عن أثر الصلاة على الفرد: { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}.[١١]
- تعد الصلوات الخمس محطات روحية، يقف بها المؤمن بين يدي الله سبحانه وتعالى، وذلك ليتذكر ما فاته في يومه، وما عمل فيه، وليقدم أيضًا بيانًا بالساعات التي أمضاها، فإذا كانت ترضي الله تعالى فليستمر بها، وإذا كانت تغضب الله تعالى فليتب منها، كما يعطي العهد لله تعالى بعدم العودة إليها، ويكون الله شاهدًا على ذلك.
- تعد الصلاة تعويدًا للمسلم لتنظيم وقته، وللاسترواح من العمل بين كل فترة وفترة، ولاستعادة النشاط الذهني والجسدي.
قد يُهِمُّكَ
توجد العديد من الأدعية التي يستحب الدعاء بها الانتهاء من الصلاة، منها:[١٢]
- اللهم أجعل خيرَ عُمري آخرهُ، وخيرَ عملي خواتِمهُ، واجعل خيرَ أيامي يومَ ألقاكَ
- اللهم أنت السلام، ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
- اللهم اغفر لي ذنوبي وخَطايايَ كُلَّها، اللهم أنعشني واجبرني، واهدني لصالح الأعمالِ والأخلاق، إنه لا يهدي لصالحها ولا يصرفُ سيئها إلا أنت.
- اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الكفرِ، والفقرِ، وعذابِ القبرِ.
- اللهم إني اسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملًا متقبلًا.
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.
المراجع
- ↑ سورة التوبة، آية: 103.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1431، صحيح.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 43.
- ↑ "تعريف الصلاة واهميتها"، almqala، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "إذا قام المصلي للركعة الخامسة في الصلاة الرباعية ، فماذا عليه"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 571، صحيح.
- ↑ "أحكام سجود السهو"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "أهمية الصلاة في حياة المسلم"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "أهمية الصلاة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 667، صحيح.
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 45.
- ↑ "أدعية يستحب الدعاء بها بعد أداء فروض الصلاة الخمسة"، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.