ما فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة؟
إنّ الصيام من أفضل الأعمال التي تتقرّب بها إلى الله تعالى، وأيام العشر الأوائل من ذي الحجة هي من أحب الأيام عند الله تعالى، فيُستحب الصيام والقيام بالأعمال والطاعات في هذه الأيام، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يترك صيام العشر من ذي الحجة، وهو دليل على استحباب صيام هذه الأيام، ففي الحديث الشريف عن زوجات الرسول: [أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ يَصومُ تِسعًا مِن ذي الحجَّةِ ، ويومَ عاشوراءَ ، وثلاثةَ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ ، أوَّلَ اثنينِ منَ الشَّهرِ وخَميسينِ][١]،
فصوم التسع أيام من ذي الحجة من دون اليوم العاشر لأنه يوم عيد ويُحرّم الصيام فيه سُنّة وليست فرضًا.[٢] فصيام العشر من ذي الحجة هو مستحب استحبابًا شديدًا، فيندب للمسلم صيام هذه الأيام بقدر استطاعته، لأن أجر صيام التطوّع عظيم عند الله تعالى، فإذا اجتمع الصيام مع أداء فريضة من الفرائض التي حثّ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم فسيكون الأجر مضاعف، وعن فضل صيام هذه الأيام رُويَ عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: [ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ][٣].[٤]
ما حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة؟
صيام العشرة من ذي الحجة هو مستحب، وقُربة إلى الله تعالى، والعمل في هذه الأيام أفضل من العمل في باقي الأيام، فعشر ذي الحجة مستحب فيها الذكر، والتكبير، والقراءة، والصدقات، ففي الحديث الشريف عن عبدالله بن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ قالَ : ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ][٥]. ولكن لا يُقصد صيام العشر أيام وإنما التسع، فالصوم يختص بعرفة وما قبلها أما اليوم العاشر يوم العيد فلا صوم فيه بإجماع أهل العلم، ولكن يمكنك في اليوم العاشر الذكر وقراءة القرآن والدعاء والصدقات.[٦]
قد يُهِمُّكَ: هل يشترط صيام العشر من ذي الحجة كاملة لتحصيل الثواب؟
قد تعتقد وغيرك الكثيرين بأنه يجب صيام أيام عشرة ذي الحجة كاملة من أجل تحصيل الأجر والثواب، ولكن في الواقع ليس عليك صيام العشر أيام من ذي الحجة كاملة حتى تحصل على الأجر والثواب، ولا يُشترط أيضًا أن تصوم هذه الأيام مُجتمعة حتى تحصل على الثواب، فمن صام بعضًا من أيام عشرة ذي الحجة وترك بعضًا منها فقد حصل له ثواب ما صامه من الأيام، فإن الله سبحانه وتعالى لا يُضيع أجر المحسنين، فالصيام في هذه الأيام الفاضلة المباركة، والقيام بالأعمال الصالحة من صدقة، وزكاة، وقراءة قرآن، ودعاء، وإحسان لليتامى والمساكين، مما ينبغي أن تحرص عليه كل الحرص لما ورد في الكثير من الأحاديث النبويّة الشريفة التي تُرغّب في العمل والطّاعة في هذا الموسم العظيم المبارك الذي تستجاب فيه الدّعوات، وتُرفع فيه العبادات إلى رب السماوات، فصيامك حتى لوكان يومًا واحدًا من أيام عشرة ذي الحجة ستؤجَر عليه ولن ينقص من أجرك شيئًا.[٧]
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، الصفحة أو الرقم:2416 ، صحيح.
- ↑ "يستحب صيام أيام عشر ذي الحجة"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:969 ، صحيح.
- ↑ "صيام عشر ذي الحجة"، الإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2438 ، صحيح.
- ↑ "بعض أحكام عشر ذي الحجة وأيام التشريق"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "هل يشترط لتحصيل الثواب صيام عشر ذي الحجة مجتمعة"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2021. بتصرّف.