محتويات
هل يجوز قراءة القرآن دون صوت؟
تعد قراءة القرآن بالعين فقط دون تحريك اللسان ليست بقراءة، ولا تؤجر عليها أجر القراءة، وإنما تؤجر عليها أجر تدبر القرآن فقط، وينقسم الذكر إلى أربعة أقسام، وذلك بحسب قول ابن تيمية:[١]
- الذكر بالقلب واللسان وهو المأمور به.
- الذكر بالقلب فقط، وإن كان سبب ذلك عجز في اللسان فهو حسن، وإن كان مع قدرتك فتركه أفضل.
- الذكر باللسان فقط، وهو كون لسانك رطبًا بذكر الله.
- وعدم الأمرين، أي عدم الذكر لا بالقلب ولا باللسان فيعدّ من الخاسرين، ولتقوم بعمل صالح في قراءة القرآن يجب أن تجمع بين القراءة باللسان والتدبّر بالقلب، ولو كان دون صوت ولكن المهم تحريك اللسان.
وبهذا فيكون النظر للقرآن بهدف التدبّر والتعقّل وفهم معاني الآيات فقط، ولا تعتبر قارئًا إلا إذا تلفظت بالقرآن حتى ولو لم يسمعه من حولك، فقال صلى الله عليه وسلم في فضل قراءة القرآن عامة وسورتي البقرة وآل عمران خاصة: [قْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ. [وفي رواية]: غيرَ أنَّه قالَ: وكَأنَّهُما في كِلَيْهِما، ولَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ مُعاوِيَةَ بَلَغَنِي][٢].[٣]
أيهما أفضل: الإسرار أم الجهر في قراءة القرآن؟
تعدّ محبة تلاوة القرآن الكريم نعمة عظيمة، فهي من دلائل صلاح القلب واطمئنانه لذكر الله، وللتلاوة أجر عظيم، والإسرار بالتلاوة بهدف الإخلاص والابتعاد عن الرياء فيها أجر عظيم وهي أفضل من الإجهار تجنبًا للرياء ولكن لا بأس بالأمرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [الجاهرُ بالقرآنِ كالجاهرِ بالصَّدقةِ والمسرُّ بالقرآنِ كالمسرِّ بالصَّدقةِ][٤]، وقال صلى الله عليه وسلم في أجر قراءة القرآن: [من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ { ألم } حرفٌ ولكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ][٥]، أما بالنسبة لقراءة القرآن للمرأة فيفضل أن تقرأه بصوت منخفض خوفًا من افتتان الرجال الأجانب إذا سمعوا صوتها.[٦]
قد يُهِمُّكَ: هل يؤجر قارئ القرآن دون تدبر؟
إن تدبر القرآن الكريم واحد من مطالب الشرع، لأنك من خلال التدبر يمكنك أن تفهم مقاصد الآيات القرآنية، وهو بالطبع أحد مقاصد نزول القرآن الكريم، قال الله تعالى في كتابه الكريم: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[٧]، وقال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[٨]، مع العلم أنه من يقرأ القرآن دون تدبر يؤجر على عموم التلاوة فقط ودليل ذلك من السنة النبوية ما رويَ عن عبدالله بن مسعود أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: [مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ][٩].
وقال ابن القيم: في هذا الأمر: "لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر فإنه جامع لجميع منازل السائرين، فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن، وهذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصباح، فقراءة القرآن بالتفكر هي أصل صلاح القلب ولهذا قال ابن مسعود: لا تهذوا القرآن هذ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، لا يكن هم أحدكم آخر السورة، وروى أبو أيوب عن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس إني سريع القراءة إني أقرأ القرآن في ثلاث قال: لأن أقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كما تقرأ".[١٠]
المراجع
- ↑ "هل قراءة القرآن بالعين قراءة؟"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، صحيح.
- ↑ "من ينظر في المصحف دون تحريك الشفتين هل يثاب على ذلك؟"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:1333، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1416 ، صحيح.
- ↑ "الإسرار بقراءة القرآن أفضل أم الجهر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.
- ↑ سورة ص، آية:29
- ↑ سورة محمد، آية:24
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بو مسعود، الصفحة أو الرقم:2910، صحيح.
- ↑ "هل يؤجر من قرأ القرآن بلا تدبر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.