محتويات
درجات الجنة السبعة
خلق الله سبحانه وتعالى جنةً واحدة وناراً واحدة، إلا أن لكل منهما درجات متفاوتة ومنازل متغيرة، وعلى الرغم من أن الأحاديث النبوية الشريفة قد يرد فيها ذكر الجنة بصيغة الجمع إلا أن المقصود هنا ليس جمع الجنس، وإنما بيان ما فيها من عظمة ودرجات ومنازل وأنواع، بالإضافة إلى بيان عظمة الأجر للإنسان الذي يدخلها، وقد ورد ذلك في الأحاديث النبوية الشريفة عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه حينما ذكر أن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قد ذكر عند حديثه مع الصحابية أم حارثة عندما سألته عن ابنها حارثة، والذي كان قد قتل يوم غزوة بدر، فأخبرها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أنه في جنان في الجنة.[١]
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى موضوع هام جداً، ألا وهو عدم الاتفاق بين العلماء والباحثين حول عدد درجات الجنة، فقد قيل عن درجاتها بأنها بعدد آيات القرآن الكريم، حينما ورد في حديث سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حينما ذكر أنه يقال في يوم القيامة لمن كان يحافظ على تلاوة القرآن الكريم وحفظه في الحياة الدنيا فإن منزلته سوف تكون عند آخر آية قرأها، إلا أن العلماء والباحثين ينظرون في هذا الحديث إلى أنه يبيّن منازل حفظة القرآن الكريم وليس في بيان درجاتهم ومنازلهم في الجنة، إذ أن الناس يتفاضلون أيضًا في جوانب أخرى في الجنة، ومنها الجهاد والتصدق والإحسان وعمل الخيرات، والأعمال التي تقرّب إلى الله سبحانه وتعالى عمومًا، وبالتالي فإنه ليس من الضروري أن تكون منزلة الجنة العليا للإنسان حافظ القرآن الكريم كاملًا فقط، وليس من الضروري أن حفظة القرآن الكريم كاملًا جميعهم في أعلى درجات الجنة، وقد روي في أحاديث كثيرة أخرى عن النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أنه يوجد في الجنة من الدرجات ما مقداره مائة درجة خُصصت للمجاهدين في سبيل الله سبحانه وتعالى، إذ أنه يفصل بين كل درجة والأخرى ما يعادل المسافة بين الأرض والسماء.[١]
المسافة بين درجات الجنة
وتمثل جنة الفردوس أعلى درجة من درجات الجنة، وذلك استنادًا إلى حديث الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حين أخبرنا بأن ندعوا الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا جنة الفردوس، إذ أنها أعلى درجة من درجات الجنة، بل وأفضل درجاتها وأعدلها على الإطلاق، حيث أن أنهار الجنة تتفجر وتنبع من الفردوس، كما ذكر عن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بأن درجات المجاهدين في الجنة والتي يبلغ عددها مائة درجة، يفصل بين كل درجتين منها مسافة تعادل المسافة بين الأرض والسماء.[١]
وعلى اختلاف العلماء حول عدد منازل ودرجات الجنة فقد اتفقوا على أن أقل درجة من درجات الجنة هي الدرجة التي خُصّصت لمن يقومون فقط بالفرائض من العبادات، والذين يتجنبون القيام بما نهى الله سبحانه وتعالى عنه، وقد ذكر أن الناس في الجنة يرون بعضهم البعض في منازلهم بالجنة كالنجوم، وقد غابت من قلوبهم الغيرة والحسد ممن هم أعلى منهم درجة في الجنة، فالحكمة من اختلاف الدرجات في جنات النعيم هي أن الناس يختلفون من حيث أعمالهم في الحياة الدنيا، فمن كان يهتم فقط بآداء الفرائض ليس كمن كان يهتم بآداء السنن النبوية الشريفة وآداء الصدقات وغيرها من الأعمال الصالحة، كما أن أهل الجنة يستطيعون أن يتزاوروا فيما بينهم إذا أرادوا ذلك، كما أنه يمكنهم أنجاب الأطفال أيضًا، وهو من حكمة الله سبحانه وتعالى لمن حرم من نعمة الأطفال في الحياة الدنيا.[١]
طرق الفوز بالجنة
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الكثير من الوسائل للوصول إلى الجنة، والكثير من الطرق التي تساعد الإنسان في الفوز بالجنة والنجاة من نار جهنم، ومن هذه الطرق:[٢]
- الايمان بالله والتصديق بالرسل والأنبياء الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى لهداية خلقه.
- الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى.
- الصدق عند الطلب للشهادة.
- الإنفاق في سبيل الله عز وجل.
- حفظ القرآن الكريم.
- الإخلاص في الأعمال التي يقوم بها الإنسان وآداؤها على الوجه الأكمل الذي يرضي الله عز وجل، والالتزام بحدود الله سبحانه وتعالى فيما شرعه عزّ وجل من أوامر وما نهى عنه عباده من نواهٍ.
- الحذر وتجنب المعاصي بكافة أشكالها وأنواعها؛ مثل الزنا والكذب والسرقة والغش وقطع الأرحام والغيبة والنميمة، إذ أن من الواجب على الإنسان أن يحاسب نفسه على ما يقوم به من أعمال كل يوم في الحياة الدنيا قبل أن يحاسبه الله سبحانه وتعالى عليها في الآخرة.
- حرص الإنسان على آداء صلاة الفجر في جماعة، وذكر الله سبحانه وتعالى حتى تطلع الشمس تعد من موجبات فوز الإنسان بجنات الفردوس كما روي عن الرسول محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
- انتظار الصلاة وكثرة الخطى والتوجه نحو المساجد، بالإضافة إلى ضرورة إسباغ الوضوء على المكاره.[٣]
صفات أهل الجنة
وقد بيّن الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم صفات الرجال والنساء من أهل الجنة، وهنا يُعنى بصفاتهم أي حالتهم التي سيكونون عليها في الجنة، فتُصنّف نساء الجنة إلى صنفين أو جانبين، الجانب الأول هو الحور العين وهو الجانب الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل بأنهن مخلوقات من أجل أهل الجنة، فوصفهن وشبّههن بالياقوت والمرجان بالإضافة إلى اللؤلؤ المكنون، أما الجانب الآخر من نساء أهل الجنة فهو يمثل النساء اللواتي يتميزن بالنضارة والجمال، حتى أنه لو أن إحداهن كانت قد اطلعت على أهل الأرض فإنها ستنيرها وتضيئها، ويكون للمؤمنين منهن ما لا يُعد ولا يحصى، فوصفهن الله سبحانه وتعالى بالبيض المكنون، أما الرجال من أهل الجنة فإنهم يبعثون على هيئة أبيهم آدم عليه السلام مجردين دون وجود شعر يغطي أجسامهم، وذوي قامات طويلة تصل إلى 33 مترًا، بالإضافة إلى أنهم سيكونون في 33 من أعمارهم، وذوي عيون مكحّلة، وأشكالهم على صورة سيدنا يوسف عليه السلام، أما قلوبهم فتكون على قلب أيوب عليه السلام، وألسنتهم كلسان سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهنا يُعنى باللسان أنهم يتحدثون اللغة العربية، فينعم الله سبحانه وتعالى عليهم بالتمام والكمال والجمال الخلاب، فلا يهرمون ولا يموتون ولا يكبرون ولا ينامون.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "منازل ودرجات الجنة والنار وأعمالهما "، islamqa، 5-4-2004، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2019. بتصرّف.
- ↑ عائشة شوكت (14-5-2014)، " درجات الجنة "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "الطرق الموصلة إلى الجنة "، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "صفات أهل الجنة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2019. بتصرّف.