الطفولة
الطفولة هي المرحلة العمرية الأولى للإنسان، تكون منذ اللحظة التي يولد فيها الشخص، حتى يصل إلى سن البلوغ، واكتمال نمو العقل والجسد، والطفل يجب تربيته على أسس سليمة، ومن أجل أن يكتسب المهارة اللازمة لمواجهة مصاعب الحياة بالمستقبل، ومن الجدير بالذكر أن الطفل يفكر بطريقة مختلفة وبعيدة نوعًا ما عن الواقع[١]، ولذلك فالتعامل مع الأطفال يجب أن يكون تعاملًا واعيا رحيمًا، وهذا نهج النبي صلى الله عليه وسلم.
من دعاء النبي للصغار
دعا الرسول للكثير من الأطفال المسلمين وأبرز الأدعية ممثلة بالتالي:
- دعاء رسول الله صلَى الله عليه لابن العباس رضي الله عنه في صغر سنه، قائلاً: "اللهم علمه الحكمة والتأويل" [صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويذكر أن ابن العباس منذ حداثة سنه دعي بترجمان القرآن وسمي بذلك بسبب مقدرته العالية على حفظ القرآن والأحاديث النبوية وتفسيرها وكان ابن العباس يقضي بين الناس في فترة خلافة عمر بن الخطاب للدولة الإسلامية على الرغم من صغر سنه.</ref>[٢][٣]
- دعاء رسول الله صلَى الله عليه وسلم لأنس بن مالك خادمه بكثرة المال والبنين، فعن أنس رضي الله عنه قال: "قالت أمي: يا رسول الله خادمك أنس ادعُ الله له. قال: اللّهم أكثر ماله وولَده وبارك له فيما آتيته" [متفق عليه| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعبر تتبع الأثر اتضح أن أنس بن مالك بعد ذلك أنجب الكثير من الأولاد وكان أكثر الصحابة مالاً وعزًا.[٢]
- دعاء النبي صلَى الله عليه وسلم لابن أبي موسى الأشعري بالبركة: عندما أتى أبو موسى الأشعري بابنه إلى رسول الله عندما ولد، فدعا له الرسول بالبركة، وأطعمه قليل من التمر.[٤]
- دعاء النبي لأحب الأطفال إلى قلبه وهم أبناء فاطمة الزهراء وهناك الكثير من الأدعية التي دعا بها رسول الله للحسن والحسين، وأكثرها شهرة تحصينه لهما كما ورد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ: إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ" [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].[٥]
مظاهر اهتمام الإسلام بالأطفال
الأطفال عماد الأمة ومستقبلها ومن يريد مستقبل ناجح يجب عليه تربية الأطفال بطريقة صحيحة مبينية على أسس سليمة، متمثلة بمجموعة من الأخلاق الحميدة والتوجيهات القيمة، ومن هذا المنطلق اهتم الإسلام بالأطفال وجعل لهم مكانة عالية في القرآن الكريم والسنة وهناك الكثير من المواقف والأحاديث التي تدل على ذلك أبرزها:
- قول رسول الله صلَى الله عليه وسلم كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته [متفق عليه| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، في هذا الحديث أكد رسول الله واجب الأسرة في تربية الأطفال ورعايتهم والاهتمام في تفاصيل حياتهم.
- حث رسول الله الأمهات على ملازمة أطفالهن، وخاصةً في سنواتهم الأولى من خلال مجموعة الأحاديث الواردة في كتب السنة المختلفة.
- أكد رسول الله صلَ الله عليه وسلم على ضرورة معاملة الأطفال بطريقة حنونة وبرفق، مبينًا ذلك في حديثه عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلًى الله عليه وسلم فقال: أتقبِّلون الصبيان؟ فقال صلى الله عليه وسلم :" أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة" [رواه البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- توجيه الآباء وأولياء الأمور إلى رعاية الأطفال ليلاً، وذلك لأن الأطفال يعانون من الخوف من الظلام، لذا يجب رعايتهم بطريقة خاصة.
- كان رسول الله صلَى الله عليه وسلم حريصًا على تعليم الأطفال وتربيتهم تربية صحيحة مرتكزة على الأسس الدينية السليمة ومن أبرز الأحاديث في ذلك ما يلي:
- أمر الرسول صلى لله عليه وسلم لعمرو بن أبي سلمة رضي الله عنهما أن يأكل باليد اليمنى، ويسمي قبل أن يبدأ.
- عندما كان أنس بن مالك صغيرًا فذهب إلى رسول الله إلى رسول فقال له صلَى الله عليه وسلم: "يا بني: إذا دخلت على أهلك فسلم، يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك" [رواه الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- أوضح رسول الله إلى ابن العباس عندما كان في صغره الأسس الرئيسية في الإيمان والعقيدة، مؤكدًا ذلك على ضرورة تربية الأطفال وغرس الإيمان في قلوبهم منذ الصغر، وقد روى العباس ذلك قائلاً: "كنت خلف رسول الله صلَى الله عليه وسلم يوماً فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلامُ وجفّت الصحف" [رواه الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- تأكيد رسول الله صلَى الله عليه وسلم على واجب الأسرة بالنفقة على الطفل وتوفير احتياجاته، فأوضح الرسول من خلال أحاديثه، أن من يمارس هذا الواجب سينال الأجر العظيم في الآخرة، ومن يقصر به متعمدًا سينال العقوبة الشديدة يوم القيامة.
- تأكيد رسول الله صلَى الله عليه وسلم على تجنب استخدام العنف في تربية الأطفال في قوله لمعاذ بن جبل الذي يوضح واجب تربية الأطفال بدون استخدام العصا لذلك.
- موقف الرسول صل الله عليه وسلم مع الصغير اليهودي: كان صغيرًا من اليهود يأتي لخدمة الرسول يوميًا، وعندما اشتد عليه المرض ذهب إليه ليتفقد أحواله، فأمره آنذاك بأن يسلم لله، فأسلم ففرح رسول الله في ذلك فرحًا كثيرًا.
- تفهُم الرسول حاجة الأطفال إلى اللعب، فكان عندما يسجد بالصلاة ويقف طفل على ظهره، عندما يرفع ظهره يحميه بيديه ويحمله على كتفيه حتى تنتهي صلاته، فيتجه للهو معه قليلاً، ومن أكثر الأطفال الذين وقفوا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي أمامة بنت أبي العاص.[٦]
المراجع
- ↑ "تعريف الطفل"، توبيكات، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019.
- ^ أ ب "من معجزاته صلى الله عليه وسلم في دعائه"، نافذة النور، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2019.
- ↑ "بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس "، شبكة الأكولة، 11-3-2013، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019.
- ↑ "مواقف نبوية مع الأطفال"، طريق الإسلام، 22-4-2014، اطّلع عليه بتاريخ 1-5-2019.
- ↑ "تعرف على رقية الرسول للحسن والحسين بهذه الكلمات ! "، صباح العرب، 22-12-2018، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2019.
- ↑ "التربية بالحبّ"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2019.