ما فائدة تشجيع النبي للصغار على العمل الحسن

ما فائدة تشجيع النبي للصغار على العمل الحسن
ما فائدة تشجيع النبي للصغار على العمل الحسن

ما فائدة تشجيع النبي للصغار على فضائل الأعمال؟

ضرب سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم أروع الأمثلةِ في التّربية الدّينية ليس فقط للكبار، بل أولى أهميةً كبيرة للصّغار أيضًا، إذ شجّعهم على فضائل الأعمال وما حَسُن منها، لما لتلك التّربية من ثمار وفضائل، فهو يعلم عليه الصّلاة والسّلام ما لهذا التّشجيع من أهميّة كبيرة في تمكين الأطفال وتحفيزهم للقيام بالأعمال الصّالحة، كما وأنه يبرز الإمكانيّات المخفيّة لديهم كالفطنة والذّكاء، التي تمكّنهم من استيعاب كل ما يدور حولهم، وهي إحدى أهم الأسس التربوية التي تطلق طاقات الأطفال نحو الخير والأعمال الصالحة، وتوفر لهم بيئة جيدة لتحديد هويتهم والوصول إلى أعلى مستويات النجاح.[١]


كيف كان يتعامل النبي الكريم مع الصغار؟

يوجد الكثير من الأمثلة على كيفيّة تعامل النّبي عليه الصّلاة والسّلام مع الصّغار وتحفيزهم، تعرف عليها فيما يلي:[٢][٣]

  • ذكاء وفطنة الصحابي زيد بن ثابت أثار انتباه النّبي عليه أفضل الصّلاة والسّلام إلى هذه الصّفة فيه خاصّةً قدرته العالية على الحفظ المُتقن لآيات القرآن الكريم، وقد شجّعه النّبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم على تعلّم بعض اللّغات الأخرى مثل العبريّة، فأصبح فيما بعد ذا علم وفير في العديد من المجالات؛ كالتّرجمة والقراءات والفرائض وكتابة الوحي.
  • شجّع نبينا الكريم عليه الصّلاة والسلام المتفوقين بإطلاق الألقاب عليهم، فقد أطلق لقب أمين الأمّة على أبي عبيدة، وابن مسعود لقّبه بغلامٌ معلَّمٌ، والزبير بحواريُّ الرسول، وأثنى عليهم وشجّعهم على النّجاح والاستمرارّية، لعلمه بأنّ الثّناء والتّشجيع يمكّنان الطفل من التّقدم والنّجاح.
  • من المعلوم أن النّبي عليه الصّلاة والسّلام حاور الصّغار كما كان يحاور الكبار، إذ كان يحب الاستماع إليهم وملاطفتهم، ومداعبتهم، ولم يعاملهم قط على أنهم ذوي عقولٍ صغيرة، ولم يتجاهل مشاعرهم، إذ كان عليه الصّلاة والسّلام يُجلس الغلمان عن يمينه، ويُجلس الشّيوخ عن يساره، لأنّ من السُّنة البدء باليمين، وقد كان يحترم الصّغار ويقدّمهم على الآخرين، إذ استأذن عليه السلّام يومًا غلامًا جالسًا عن يمنيه بأن يقدّم الماء للكبار في السّن أولًا، ولكن الغلام رفض ذلك رغبةً منه في نيل شرف الشّرب من يده الكريمة عليه أفضل الصّلاة والسّلام، فكان له ما أراد.
  • كان عليه الصّلاة والسّلام يتّبع أدب الحوار مع الصّغار، وذلك عندما رأى غلامًا يأكل وتطيش يده في الطّبق، فأراد عليه السّلام أن يعلّمه دون إحراجه فوجّه له ملاحظة وكأنها نصيحة عامّة بلطف، تخرج من دائرة الأمر، وأخبره أن يسمّي الله، ويأكل بيمينه، ويأكل ممّا يليه، ويا له من أسلوب نبوي غاية في الروعة.
  • كان عليه الصّلاة والسّلام دائم التبسّم للأطفال، ويمسح على رؤوسهم بحنان أبوي، ويأتي ببعض الأفعال المرحة معهم مثل قرص الأذن بتحبّب، وقد فعلها صلوات الله عليه مع زيد بن أرقم.


قد يُهِمُّكَ

كان للنّبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم دورٌ هام وواضح في تأسيس مدرسة أسريّة فريدة ومنهج تربوي من أجل تنشئة وتربية الأبناء التربية الإسلاميّة الصّحيحة، وأُثبِتت قواعد نظريّته التربوية نجاحها من ناحية التّطبيق، إذ شهد العالم له بنجاح منهجه التّربوي ونجاح تطبيقه، وفيما يلي خمسة أسس إيمانية في تربية الأبناء يمكنك اتباعها والاسترشاد بها في تربية أبنائك:[٤]

  • الأساس العقائدي: ويتضمّن إيمان الأبناء بربّهم، وبصفاته وأسمائه، والإيمان بمعنى العبودية وتصديق النبوّات، والكتب السّماوية، والإيمان بالقدر والغيب واليوم الآخر.
  • العلم: نظرًا لما يحتويه العلم من أهميّة كونه يعد أهم مفتاح للفهم وبناء الأبناء سلوكيًّا، إلى جانب أهميّته في تكوين قناعات وميول المتعلمين، وتحديد طريقة تفاعلهم مع محيطهم.
  • العبودية المخلصة لله والتبرؤ من الآثام والذنوب: لتكون التربية ناجحة ومنتجة ينبغي أن يكون الداخل للأبناء صادقًا وذا صفات فريدة، كي يكون في حياته مخلصًا بعيدًا عن الرّياء والتّزوير، فيكون دائم الارتباط بإلهه، يستشعر وجوده ومراقبته له، ما يجعله مستقيمًا في سلوكيّاته وأفكاره.
  • الأسس العملية أو التطبيقية: أي تطبيق ما تعلّمه في حياته، فتربية النّبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم لا تقتصر على الجانب النّظري فقط، وإنما تتعدّاها للجانب العملي، وتطبيق المُكتسَب في الحياة العمليّة، إذ لا علم بلا عمل.
  • الأسس الأخلاقية: لم تغفل التّربية المحمّدية عن النّاحية الأخلاقيّة، فالخلق الحسن هو الأساس الذي يقي من الانحراف، والجنوح نحو السلوكيَات الخاطئة.


المراجع

  1. د.عبد المعطي الدالاتي، "المنهج النبوي في تشجيع الأطفال والشباب"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-21. بتصرّف.
  2. "المنهج النبوي في تشجيع الأطفال والشباب"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-21. بتصرّف.
  3. "حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع الصغار"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-21. بتصرّف.
  4. د. خالد رُوشه ، " خمسة أسس إيمانية في تربية الأبناء"، المسلم، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-22. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :