مفهوم الوهم في الفلسفة

الوهم

يمكن تعريف الوهم على أنه الخرافات والأفكار والتصورات التي يميل الشخص إلى الاعتقاد أنها صحيحة دون الاستناد إلى أسس علمية ومنطقية وواقعية وعملية، بل وأنها من الممكن أن تتحقق على أرض الواقع، ويمكن أن تكون حالة مرضية ينفصل فيها الشخص عن واقعه ويصبح جزءًا من عالم آخر غير مرئي، فقد تتراءى له صور في أوقات مختلفة من اليوم ولفترات طويلة أو قصيرة، ويختلف الوهم عن الخيال كثيرًا على الرغم من أن الكثيرين يخلطون بينهما؛ وذلك لأن الخيال هو حالة إبداعية قد ينجم عنها اختراعات وأعمال جديدة لم تكن معروفة من قبل؛ مثل الرسم والكتابة والنحت والموسيقى وقول الشعر وغيرها من الفنون المعروفة لنا، وللوهم أنواع عدة تتبع طريقة تفكير الشخص وأسلوبه في النظر للحياة، فيوجد الوهم السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الرياضي أو العلمي، ومن الجدير بالذكر أن الكثير من العقول النابغة والعلماء أُصيبوا بالوهم بسبب فرط التفكير في شأن معين استحوذ على عقولهم بصورة سلبية[١].


مفهوم الوهم في الفلسفة

حاولت العلوم الفلسفية إدلاء موقف صريح من الفلسفة، وتمكنت من التوصل إلى عدد من الحقائق عنه والتي تستند إلى كتب مرجعية قديمة على يد أشهر فلاسفة التاريخ؛ مثل ابن رشد والغزالي وابن سينا، والعلماء الغربيين أمثال أرسطو وأفلاطون وغيرهم، وكي يفسر الحديث عن الوهم بوضوح سنبينه في النقاط التالية:

  • نظرت الفلسفة إلى الوهم كقوة من القوى الإدراكية بجانب العقل، وقد قالت بوجود نوعين من الوهم أحدهما قد يصيب الإنسان والآخر قد يصيب الحيوان.
  • اختلف كل من ابن سينا وابن رشد في الربط بين الحواس والوهم، فتشابهوا في بعض الأمور واختلفوا في أكثرها.
  • تختلف طريقة عمل الوهم في الإنسان عنها في الحيوان، ففي الإنسان يكون مسيطرًا سلبيًا على العقل قد يقوده لقرارت خاطئة، بينما هي في الحيوان العقل مرشدٌ حقيقيٌ للصواب.
  • لا يمكن أن تحل القوة الفكرية والإدراكية محل القوة الناجمة عن الوهم، وقد نادى ابن رشد بذلك وأسماها بالقوة الوهمية.
  • يعتقد العالم ألبيرت الكبير أن الوهم يتبع الخيال لا العكس، وأن الخيال يمكن أن يقرر الرغبة في طلب شيء معين أو تجنبه على عكس الوهم.
  • رأى العالم توماس الإكويني أن الهدف والغاية من القوة الإدراكية في عقل الإنسان هي نفسها الغاية من الوهم[٢].


إيديولوجية الوهم

حاول العديد من المفكرين وعلماء النفس التركيز على مفهوم الوهم، وتوصلوا إلى عدد من الحقائق أهمها:

  • يُعرف الوهم في اللغة على أنه الظن الفاسد والخداع المختلف عن الواقع، وبأنه كل خطأ طبيعي يُمكن أن يُرتكب فيخدع المظاهر.
  • يقع على عاتق الوهم إعطاء صورة مخالفة للحقيقة عن الواقع، سواء أكانت بشكل تجميلي أفضل أو أسوأ.
  • يخضع الوهم لقاعدة التبرير التي تعني محاولة الفرد تفسير السلوكيات الصادرة عنه بصورة غير صحيحة؛ لإعطاء المشروعية لنفسه.
  • يمكن أن يصل الفرد لمرحلة يحاول فيها دمج أفراد آخرين واقحامهم في قناعاته ذات التوجهات السياسية أو الدينية أو الاجتماعية بطرق خيالية[٣].


المراجع

  1. "الوهم والخيال "، البيان، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-8. بتصرّف.
  2. "فلسفة الخيال والوهم "، النور، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-8. بتصرّف.
  3. "الإيديولوجية والوهم"، عالم الفلسفة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-8. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :