كيفية عمل ورقة بحثية

البحث العلمي

يمكن من خلال البحوث العلمية الخروج بالعديد من الفوائد التي قد تحدث ثورة في الحياة البشرية، وحتى لو بدت هذه البحوث بسيطة ولا تعطي نتائج هامة في بعض الأحيان، إلا إنها قد تكون بداية للمزيد من الأفكار والإبداعات البشرية في جميع مجالات الحياة، فالأبحاث عمومًا تفضي إلى تحليل الظواهر العلمية، أو التحقق من صحة المعلومات المبهمة لقطاع واسع من الجمهور، وقد تكون وسيلة لابتكار وسائل جديدة...إلخ، فهي الفن الذي يحقق التفاعل بين القضايات النظرية والحقائق، وبالتالي سينتج عن ذلك نتائج لها قيمة كبيرة، تساهم في تقدم البشرية وتوجهها نحو التطور، أما من يجرون الأبحاث العلمية فهم الباحثون، والذين تدفعهم العديد من الأسباب لإجراء بحوثهم، منها ما يتعلق برغبة في الحصول على معلومات تعود بالفائدة على البشر، وفي الوقت نفسه العائد المادي الكبير في حال كانت هذه البحوث ذات قيمة علمية كبيرة، ومنها ما يتعلق بالحصول على الدرجات العلمية العليا كالماجستير أو الدكتوراة، لتعود عليه أيضًا بالفائدة المادية والمكانة الاجتماعية المرموقة في المجتمع الذي يعيش فيه، وأخيرًا ومع التقدم العملي في جميع المجالات العلمية، فإنه أصبح للأبحاث العلمية ضوابط ومعايير لا يمكن للباحث تخطيها، وما يترتب من تطبيق هذه الضوابط في توفير الوقت والجهد والتكلفة على الباحث عند إجراء بحثه. [١].


كيفية عمل الورقة البحثية

ماهية الورقة البحثية

الورقة البحثية من الطرق العلمية التابعة لمنهجية البحث العلمي في كتابة البحوث الأكاديمية، التي تتعلق بفكرة أو نقطة بحثية تدور هذه الورقة البحثية حولها، وبالتالي فهي أقل من الرسالة العلمية التي تُقدم لإنهاء متطلبات التخرج لبرنامج الماجستير أو الدكتوراه، كونها لا تبحث في مشكلة بحثية، بقدر ما تلقي الضوء على نقطة بحثية ما، ولكن يجب الانتباه إلى أن الضوابط العلمية المعروفة للبحوث، يجب ألا تختلف في أسلوب الكتابة الجيد، والإعداد، والاهتمام والجدية...إلخ، سواءً في كتابة الأبحاث العلمية (الرسائل العلمية) أو في الأوراق البحثية.

غالبًا ما يوعز رؤساء الأقسام والهيئة التدريسية في الكليات والجامعات لطلبتهم كاتبة الأوراق البحثية التي تتركز في مضمونها حول نقطة بحثية تتناسب مع مستوى الموضوع المتعلق فيها، وهي عادة تكون مكملة لاجتياز مساق أو موضوع ما، خلال المدة الدراسية التي يمضيها الطلبة في هذه الجامعات أو الكليات. [٢]

الهيكل النموذجي للورقة البحثية

تتكون الورقة البحثية من عدة أقسام، وكل قسم له متطلباته بحسب الهيكل العام للورقة، ويجب أن يعكس محتوى كل قسم الغرض من كتابته، وإلا ستكون النتيجة غير مرضية للقارئ وتتسم بالضبابية، إذ لم يوضع هذا الهيكل المعتمد من جميع المختصين في هذا المجال اعتباطًا، وإنما هو لتسهيل كتابة ومراجعة الأوراق البحثية عمومًا، وفيما يأتي سنوضح هذه الأقسام والغاية من كل قسم: [٣][٢]

  • العنوان: يجب على كاتب الورقة البحثية أن يضع عنوانًا يصف محتوى الورقة البحثية إلى حد كبير، ويخلو من المصطلحات اللغوية، ومختصر للحد الذي يخدم فهمه، وفي الوقت نفسه يتضمن كلمات تحفز القارئ على قراءته، إذ يُكتب العنوان في صفحة منفردة بالإضافة إلى اسم الطالب مقدم الورقة البحثية، واسم المادة التابع لها، واسم الأستاذ المقدمة له، وتاريخ التقديم، والبيانات الجامعية المتعلقة بالطالب.
  • الملخص أو الفكرة التجريدية: يوجز الملخص الورقة البحثية بأكملها، ويُفترض أن يكون هو أول ورقة بعد ورقة العنوان وما تحتويه، إذ يحتوي الملخص على الهدف من الورقة وأسلوب البحث والمنهج المتبع، والنتائج التي توصل إليها الباحث، وللتوضيح أكثر فإن ملخص الورقة البحثية يبدو وكأنها يُعد للقارئ الذي لا وقت له لقراءة الورقة البحثية جميعها، ومن خلالها يلم بجميع محتويات الورقة باقتضاب.
  • المقدمة: يستعرض الكاتب في هذا الجزء الدوافع التي شجعته في إجراء هذه الورقة البحثية، بالإضافة إلى الخبرات التي ركزت على الموضوع قيد البحث والأنشطة المرتبطة به، بالإضافة إلى توضيح أهمية النقطة البحثية المطروحة.
  • الأسلوب البحثي أو المنهجية المتبعة: وهي الطرق والأساليب العلمية التي أجراها الباحث أثناء إعداد ورقته البحثية، وتتضمن الأسلوب الإحصائي والتقنيات المستخدمة، بالإضافة إلى الطرق التي جُمعت فيها البيانات.
  • النتائج ومناقشتها: وفي هذا الجزء يستعرض الباحث النتائج التي أفرزتها التحليلات الإحصائية، وكيف حولت هذه الأرقام إلى نتائج من خلال الجمل والكلمات التي تعبر عن هذه الأرقام، ومدى إمكانية أن تساهم هذه النتائج في تحفيز الباحثين لفتح مجالات أخرى لأوراق بحثية أو دراسات بحثية أكثر عمقًا.
  • الخاتمة: عبارة عن نص بسيط يوضح فيها الباحث النتيجة الأهم التي استخلصها من ورقته البحثية.


أهم النصائح قبل إعداد الورقة البحثية

ينصح العلماء الذين أجمعوا فيما بينهم على الضوابط والصيغ التي تُكتب فيها الأبحاث بمختلف أنواعها على اتباع الباحث النصائح الآتية: [٤]

  • وضوح الموضوع المطروح عند الباحث، ويكون الوضوح ذهنيًا ومعرفيًا، وأن يكون الباحث موضوعيًا في طرح موضوعه دون تحيز لآرائه الشخصية.
  • وضوح الورقة البحثية للقارئ، من خلال إجابة الباحث عن كل الأسئلة المطروحة فيها.
  • التوثيق الدائم لأي معلومة جُمعت بهدف خدمة الورقة البحثية وإثرائها، الأمر الذي يزيد من وثوقيتها، وتتميز بالشمول والدقة.
  • الترتيب التسلسلي المترابط فكريًا، إذ تكون ورقة البحث منظمة ومفهومة أكثر كلما تحقق ترابط الأفكار المطروحة، التي تضمن عدم تشتت القارئ عند الاطلاع عليها.
  • الاقتباس من المصادر يفضل أن يكون مختصرًا، أي محاولة الابتعاد عن الاقتباسات الطويلة.
  • المراجعة الدائمة لأي مرحلة في الورقة البحثية، والتأكد من خلوها من الأخطاء اللغوية أو النحوية أو الإملائية.


المراجع

  1. "أهمية البحث العلمي للمجتمع والباحث"، bts-academy، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2019.
  2. ^ أ ب "كيفية اعداد ورقة بحثية مستوفية الشروط"، wefaak، 27-2-2019، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2019.
  3. هيام حايك (8-4-2018)، "كيف تكتب ورقة بحثية قابلة للنشر"، naseej، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2019. بتصرّف.
  4. "كيف تقوم بإعداد وكتابة ورقة بحثية ؟"، mobt3ath، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :