صعوبات التعلّم
الحياة مسرح للكثير من الابتلاءات التي يتعرّض لها الإنسان أثناء حياته، فقد يُصاب بالفقر والفاقة وخسارة عمله أو يتعرّض إلى الأذى من الآخرين على أفكاره ومعتقداته وعقيدته أو قد يسلبه الله الصحة والعافية، وتوجد العديد من الحالات المرضية أو القصور الذي يعاني منه الأشخاص والذي يتطلّب صبرًا، خاصّة في السن المبكرة من العمر، ومن ذلك حالة تُسمى بصعوبات التعلم وهي ما يُطلق على التدني الأكاديمي والتعليمي للتلميذ بالمقارنة مع الأقران الطبيعين في نفس الصف، وذلك عائد إلى وجود إعاقة بصريّة أو سمعيّة أو تخلّف عقلي أو عدم الاستقرار العاطفي والنفسي تبعًا لمشاكل أسرية، وتنعكس هذه الصعوبات على تراجع المهارات التعليميّة والإدراكيّة من القراءة والكتابة، وإتمام العمليات الحسابية، والعمليات الفكرية من التركيز والتذكّر، والكلام وكثرة التلعثم وصعوبة في نطق الحروف وغيرها.
وسائل صعوبات التعلم
يتطلّب الشخص الذي يعاني من صعوبات في التعلم قدرًا مضاعفًا من الاهتمام، والبحث عن وسائل مغايرة لما يتلقاه الشخص الطبيعي، وذلك مراعاة للقدرات العقلية له ولهذا فإنه توجد وسائل خاصةً، منها:
- التلوين: وهي من الطرق الملفتة للانتباه والمحبّبة لذوي الصعوبات الخاصّة، كما يمكن استخدامها في مختلف المواد التعليمية كاللغة العربية والحساب والعلوم وغيرها.
- المطابقة: وغالبًا ما تُطبّق من خلال جداول التوصيل، إذ يتمكّن عقل المصاب بصعوبات التعلّم المطابقة بين كلمتين أو صورتين أو حركتين ووضعهما معًا في نفس الخانة.
- الكتابة: فقد يعتقد الكثير من الأشخاص أن مقدرة ذوي الصعوبات أقل من تمكينهم من الكتابة، لكنها من أفضل الأساليب التي تساعد عضلات اليد وخلايا الدماغ على العمل معًا، كما أنّها ترصد المهارات الفرديّة والفروقات الطفيفة فيما بينهم.
- الألعاب مثل البلالين، الألغاز والجوائز، الزينة، البطاقات الملونة، ممّا يحسّن نفسيّة التلاميذ أصحاب الصعوبات الخاصة.
- الرياضات البدنية التي تتطلب مجهودًا عضليًا بسيطًا يراعي الحالة الخاصة لهم كسباق الركض والقفز والهرولة وغيرها.
- الامتحانات: فاحتكاك ذوي الصعوبات الخاصة مع أقرانهم الطبيعين سيجعلهم يدركون معنى الامتحان، ووجود اختبار خاص بهم سينمي المسؤولية لديهم ويشعرهم بالتأقلم، على أن يكون مستوى تلك الاختبارات مراعٍ لحالتهم العقليّة والذهنيّة.
أسباب صعوبات التعلّم
مع تقدّم الطبّ وتطوّر العلوم الحديثة في الطب النفسي والعصبي؛ تمكّن العلماء من التعرّف على الأسباب التي تقف خلف حالات الإصابة بصعوبة التعلم، ومن ذلك:
- خلل في نمو دماغ الجنين، إذ يعتقد الأطباء أنّ النهايات العصبيّة للخلايا ترتبط مع بعضها بصورة غير طبيعية تؤدي إلى حدوث خلل جيني في جسم الإنسان.
- مشاكل في فترة الحمل والولادة، فقد يلتف الحبل السري حول عنق الجنين ويمنع عنه الأكسجين، ممّا يؤدي إلى ظهور صعوبة في التعلّم أو بسبب تناول الأم للخمور أو الأدوية والعقاقير دون مشورة طبية.
- التلوّث البيئي الذي يتعرّض له جسم الإنسان، خاصّة إذا كان بنسبة عالية يعجز الجهاز المناعي عن الدفاع عن الجسم ضدها، مثل تناول الماء المسموم بعناصر خطيرة كالرصاص مثلًا.
- أسباب وراثية، إذ إنّ الكثير من الحالات حدثت للأطفال بسبب وجود عيب لدى أحد الوالدين أو كليهما.