محتويات
طبقة الصوت
يتميز كلٌّ منّا بنبرة صوت مختلفة، فيمكن أن نصف صوت أحدهم بالعميق والآخر بالرخيم والثالث بالحادّ، وقد نشبه صوت أحدهم بالصفير؛ ومن هنا فإن الإنسان يهتم عادة بمعرفة طبقة صوته وتدريبه في بعض الأحيان، كي يصل إلى الطبقة المثلى في الغناء والإلقاء الشعري أو الخطابي على سبيل المثال.
ولكلٍ صوت خاص يعرفه أحباؤه من خلاله ويصبح مع الوقت بمثابة بصمة يُعرف من خلالها، كما أنه يمنح صاحبه مهارات مميزة وقدرات خاصة؛ إذ نرى البعض موهوبًا بالغناء الذي يتمثل في التحكم بنبرات الصوت وتحكيم خروجه وفق نوتات ونغمات معينة تستسيغها الأذن وتطرب لها المسامع، بينما نرى البعض الآخر ذا صوت جهوري يشجع صاحبه على تنمية موهبة الإلقاء الشعري والخطابي، ويتسم بالعادة بانخفاض طبقته وخشونته وعلوه كي يجذب الانتباه ويستقطب الأسماع نحوه، ولكن أكثر الأصوات قربًا إلى القلب ومناسبة للذوق هي الأصوات المتوسطة بين الحدة والغلظة، إذ لا تؤذي السمع بعلو نبرتها ولا تنفر السامع بغلظتها الزائدة، إذ تبعث على الطمأنينة والسلام والراحة النفسية، لذا نرى بعض الأصوات مثل بكاء الأطفال وصفير الأبواق وبوق السيارات مزعجة للغاية، بينما تعمل أفلام الرعب والغموض على استخدام الأصوات الغليظة الخشنة للزيادة من عامل الرعب والحذر.[١].
كيفية معرفة طبقة الصوت
من الممكن أن يكون صوتك مختلفًا عن صوتك الحقيقي، إذ يكون نتاجًا لتقليد الآخرين، أو العادات الخاطئة في التنفس، أو استخدام مخارج الحروف؛ كما قد تؤدي بعض الأمراض التنفسية أو العضوية إلى الإخلال بطريقة اللفظ ونمط التنفس، مثل الربو والالتهابات الرئوية أو اعتلال الحجاب الحاجز.
وقد وضع الدكتور مورتون كوبر تمرينًا يمكن أن يساعد في إنتاج الصورة الطبيعية للصوت مع تخفيف الضغط على الأوتار الصوتية والتخفيف من تصنّع الصوت؛ وتوضّح هذه العملية في عدد من الخطوات ملخصها؛ همهمة الألحان إلى حد يمكّن الشخص من التواصل مع صوته الطبيعي، مع التركيز على جودة التنفس وإخراج الأصوات من مخارجها الصحيحة.[٢].
مصدر الصوت
يعرف الصوت بأنه الهواء الخارج بإرادة الإنسان مرورًا بالحلق والأوتار الصوتية، وما يتلوها من مخارج تتحكم بهيئة الصوت، ويحدث له تموج بتصادم جسمين أو بسبب تضييق مجراه أو غلقه، ثم إغلاقه أخيرًا ليتحول إلى مؤثر هوائي خارجي ذي موجات صوتية تؤثر على الأذن فتسبب الإحساس بالسمع.
ويُنتج الصوت ويكون التحكم به من خلال تحريك أجزاء مختلقة في المسار الصوتي، ومنها اللسان والحلق والأحبال الصوتية والأوتار واللهاة والرقبة والجهاز التنفسي، إلا أن التحكم بها أمر يتطلب التدريب والتكرار المتواصل والممارسة المستمرة كي يصل الصوت إلى الحدة والعلو المناسبين بشكل يصبح مع التمرين طبيعيًا ولا يتطلب أي جهد.
ويمكن القول عامةً أن كل جسم مهتز يشكّل مصدرًا للصوت؛ لأن اهتزاز الجسم يؤدي بدوره لاهتزاز جزيئات الهواء على شكل موجات تنتشر في جميع الاتجاهات، ولا يعدّ كل صوت ضوضاء، فالصوت له صفة الانتظام والتناسق، أما الضوضاء فهي تداخل مجموعة أصوات عالية وحادة وغير مرغوب فيها لتصبح هذه الضوضاء مادة للتلوث عندما ترتفع شدة الضوضاء الصوتية إلى درجة إزعاج الإنسان وقطع حبل أفكاره وتشتيت انتباهه، وتنتشر الضوضاء بشكل واسع في الشوارع والأسواق والتجمعات البشرية التي تختلط فيها الأصوات وتكاد تصبح غير مسموعة وخالية من المعنى، وتوصف عادة بطنين النحل تشبيهًا بمدى حيويته واستمراريته على نمط واحد[١].
مصطلحات خاصة بالصوت
يعدّ علم الصوت من العلوم الدقيقة التي تتطلب الكثير من البحوث والمستمر والدراسات القائمة حتى يومنا، وتوجد العديد من التعريفات والمصطلحات العلمية التي تدخل في فهم طبيعة الصوت الإنساني، مثل أجزاء الجهاز التنفسي والأعضاء المشاركة في إنتاج الصوت والعمليات الفيزيائية التي تشتمل على إنتاج الصوت ونقله من المتحدث إلى السامع، منها ما يأتي[٣]:
- درجة الصوت: هي خاصية من خواصه، تعتمد على تردد الموجات الواصلة للأذن، وتميز هذه الخاصية الأصوات الرفيعة أو الحادة عن الأصوات الغليظة، فالأصوات الرفيعة تتسم بتردد أعلى من تردد الأصوات الغليظة، فيكون صوت المرأة أعلى درجة تقريبًا من صوت الرجل، أما السبب فهو لأن تردد صوت المرأة أكبر وأعلى من تردد صوت الرجل؛ وذلك لأن درجة الصوت تعتمد على تردده لا على علوه، ويعزى ذلك إلى المسافة التي يقطعها الصوت في الأوتار الصوتية، فكلما ازدادت المسافة انخفضت درجة الصوت، إذ يتمتع الرجل بأحبال صوتية أطول من الأحبال الصوتية لدى المرأة.
- مدى الصوت: هي الخاصية التي تتمكن الأذن عن طريقها من التمييز بين الصوت القوي والآخر الضعيف، فمقارنة بين صوت مدفع وصوت بندقية تفضي إلى أن صوت المدفع أقوى، ويعود السبب في ذلك إلى أن شدة الصوت ووضوحه تعتمد على مساحة الجسم المهتز وعلى كُبر المنطقة الهوائية المتأثرة به، وكذلك فإنها تعتمد على المسافة بين مصدر الصوت والمتلقي أي المستمع، فكلما قلت المسافة تزيد شدة الصوت.
- حدة الصوت: هي خاصية تميز الصوت عالي الحدة، إذ يعتمد ذلك على المسافة بين الموجات الصوتية، فإن سرعة الموجات الصوتية القادمة من المصدر عبر الهواء تحدد المسافة بين الموجة والأخرى، فكلما كانت أسرع تقلصت المسافة بينها لينتج عنها صوت حاد، وفي المقابل؛ تحمل الأصوات الغليظة منخفضة الحدة موجات صوتية بطيئة بينها مسافة واسعة نسبيًا.
ما هي الطبقات الصوتية
تعرف الطبقات الصوتية بأنها درجات تردد صوت الإنسان في حال الغناء أو الكلام؛ وهي تصنف إلى أقسام، إذ تزيد حدته مع زيادة تردد موجته، وتحمل النساء والأطفال أعلى طبقات الصوت البشري بينما يحمل الرجل أكثرها انخفاضًا، وتوجد اختلاف كبير بين صوت الرجل والمرأة، فترددات صوت الرجل تتراوح بين 80 و400 موجة بالثانية؛ أي أنه أكثر خشونة وغلظة وأطول مدى من صوت المرأة، بينما تتراوح ترددات صوت المرأة بين 300-1500؛ لذلك تكون أصوات النساء أكثر نعومة وحدة من أصوات الرجال، وتتوضح عملية الانتقال الصوتي لدى الذكور عند انتقالهم من الطفولة إلى مرحلة البلوغ، إذ تصبح أصواتهم أكثر غلظة نتيجة لاستطالة الأوتار الصوتية، بينما يصبح صوت الإناث أكثر رقة، وتقسّم الطبقات الصوتية إلى عدة طبقات تختلف كل منها في الحدة والشدة والتموج والعلو الصوتي، ويأتي ذكر بعض منها فيما يـأتي[٤][٥]:
- السوبرانو: هو الصوت ذو طبقة الأوكتاف الأعلى بين أصوات النساء، ويندرج تحت طبقة الجواب ويمتاز بالحدة والنعومة وهذا تمامًا ما يميز صوت المرأة.
- الميزوسوبرانو: وهو متوسط، وهو نوع من الأصوات الغنائية النسائية، إذ يقع مجاله بين كونترالتو وسوبرانو.
- الألتو: وهو الأقل حدة من السابق، ويوصف بالغليظ.
- التينور: وهو أعلى طبقات أصوات الرجال أثناء اللحن أو الغناء، وصوت الرجال الحاد، ومنه التينور الخفيف والعاطفي والدرامي.
- الباس: هو الأقل طبقة، ويوصف صوت الرجل في هذه الطبقة بالغليظ.
- الباريتون: وتقع درجته متوسطة بين الطبقتين آنفتي الذكر.
المراجع
- ^ أ ب Noel Hanna, "Why the human voice is so versatile"، phys.org, Retrieved 2-10-2019. Edited.
- ↑ MICHAEL GOODRICH (2-10-2007), "Finding Your Natural Voice"، backstage, Retrieved 2-10-2019. Edited.
- ↑ "Measuring sound", Science Learning Hub, Retrieved 2-10-2019. Edited.
- ↑ "The Human Voice", xunta, Retrieved 2-10-2019. Edited.
- ↑ "Pitch and Volume in Sound Waves", study.com, Retrieved 10-2-2019. Edited.