أصعب الأبيات الشعريّة

أصعب الأبيات الشعريّة
أصعب الأبيات الشعريّة

الشعر العربي

يعد الشعر كلامًا موزونًا مقفىً ومقصودًا وله معنى، وهذا هو أيسر تعريف للشعر، أما فائدته فيُقال هو ديوان العرب وسِجلّ أنسابهم وأحسابهم وأيامهم، وهو مخزون حكمتهم، وبه قد ثبت إعجاز القرآن عند العرب، إذ كان الشعر ذروة فصاحتهم وبلاغتهم، ولذلك فقد قال الكفار أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم شاعر، عندما تبينوا بلاغة وفصاحة القرآن الكريم؛ لأن الشعر كان أبلغ القول وأجوده وأفصحه في ذلك الوقت، ولكن ما ورد في القرآن أو السنة من الكلام الموزون ليس بشعر، وذلك لعدم التقفية والقصد.

ويُقاس على الشعر ما يجري على لسان الأشخاص من غير قصد، فهو مأخوذ من الأصل (شعرت) أي علمت وفطنت، وقد سُمي الشاعر شاعرًا لعلمه به وفطنته، أما إذا لم يقصده فكأنه لم يشعر به أصلًا، وبناءً على هذا فإن للشعر أربعة أركان يشترط وجودها فيه ليُسمّى شعرًا، وهي؛ المعنى، والقصد، والوزن، والقافية، وأهم ما يتميّز به الشعر العربي الفصيح هو جماله وجزالة ألفاظه.[١]


أصعب الأبيات الشعرية

فيما يأتي أصعب الأبيات الشعرية في اللغة العربية:

عِشِ اِبقَ اِسمُ سُد قُد جُد مُرِ اِنهَ رِفِ اِسرِ نَل

لقد استطاع الشاعر أبو الطيب المتنبي أن ينظم بيتًا شعريًا واحدًا يحتوي على 23 فعل أمر، ويُعد البيت من أصعب الأبيات وأغربها وأجملها، إذ قال المتنبيّ:[٢]

عِشِ اِبقَ اِسمُ سُد قُد جُد مُرِ اِنهَ رِفِ اِسرِ نَل

غِظِ اِرمِ صِبِ اِحمِ اِغزُ اِسبِ رُع زَع دِلِ اِثنِ نُل

وَهذا دُعاءٌ لَوْ سكَتَّ كُفِيتَهُ

لأنّي سألْتُ الله فيكَ وَقَدْ فَعَلْ


فلما رأى مَنْ حوله يعدّون ألفاظه فقد قال وزاد :

أقِلْ أنِلْ أُن صُنْ احمِل عَلِّ أعد

زِدْ هَشَّ بشَّ هَبِ إغفر أُدْنِ سُرَّ صِلْ

وبهذا البيت يكون عدد أفعال االأمر المذكورة 15 فعلًا وردت على صيغة الدعاء، ويصبح مجموع أفعال الأمر في البيتين 38 فعلَ أمرٍ، ويعد من عجائب أبي الطيب المتنبي.


أقيموا بني أمي صدورَ مَطِيكم

لقد نظم الشاعر الجاهلي الشنفرى -وهو من الشعراء الصعاليك- قصيدة "أقيموا بني أمي صدورَ مَطِيكم"، وهي قصيدة جزلة وصعبة، وتُسمّى بلامية العرب، ويقول فيها:[٣][٤]

أقيموا بني أمي، صدورَ مَطِيكم

فإني، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ

فقد حمت الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ

وشُدت، لِطياتٍ، مطايا وأرحُلُ؛

وفي الأرض مَنْأىً، للكريم، عن الأذى

وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ

لَعَمْرُكَ، ما بالأرض ضيقٌ على امرئٍ

سَرَى راغبًا أو راهبًا، وهو يعقلُ

ولي، دونكم، أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ

وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ

هم الأهلُ. لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ

لديهم، ولا الجاني بما جَرَّ، يُخْذَلُ

وكلٌّ أبيٌّ، باسلٌ. غير أنني

إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ

وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن

بأعجلهم، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل

وما ذاك إلا بَسْطَةٌ عن تفضلٍ

عَلَيهِم، وكان الأفضلَ المتفضِّلُ

وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازيًا

بِحُسنى، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ

ثلاثةُ أصحابٍ: فؤادٌ مشيعٌ،

وأبيضُ إصليتٌ، وصفراءُ عيطلُ

هَتوفٌ، من المُلْسِ المُتُونِ، يزينها

رصائعُ قد نيطت إليها، ومِحْمَلُ

إذا زلّ عنها السهمُ، حَنَّتْ كأنها

مُرَزَّأةٌ، ثكلى، ترِنُ وتُعْوِلُ

ولستُ بمهيافِ، يُعَشِّى سَوامهُ

مُجَدَعَةً سُقبانها، وهي بُهَّلُ

ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسِهِ

يُطالعها في شأنه كيف يفعلُ

ولا خَرِقٍ هَيْقٍ، كأن فُؤَادهُ

يَظَلُّ به المكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ،

ولا خالفِ داريَّةٍ، مُتغَزِّلٍ،

يروحُ ويغدو، داهنًا، يتكحلُ

ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ

ألفَّ، إذا ما رُعَته اهتاجَ، أعزلُ

ولستُ بمحيار الظَّلامِ، إذا انتحت

هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ

إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي

تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ

أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ،

وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحًا، فأذهَلُ

وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ

عَليَّ، من الطَّوْلِ، امرُؤ مُتطوِّلُ

ولولا اجتناب الذأم، لم يُلْفَ مَشربٌ

يُعاش به، إلا لديِّ، ومأكلُ

ولكنَّ نفسًا مُرةً لا تقيمُ بي

على الضيم، إلا ريثما أتحولُ

وأطوِي على الخُمص الحوايا، كما انطوتْ

خُيُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ

وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا

أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ، أطحلُ

غدا طَاويًا، يعارضُ الرِّيحَ، هافيًا

يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب، ويعْسِلُ

فلمَّا لواهُ القُوتُ من حيث أمَّهُ

دعا ؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ

مُهَلْهَلَةٌ، شِيبُ الوجوهِ، كأنها

قِداحٌ بكفيَّ ياسِرٍ، تتَقَلْقَلُ

أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ

مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ ؛

مُهَرَّتَةٌ، فُوهٌ، كأن شُدُوقها

شُقُوقُ العِصِيِّ، كالحاتٌ وَبُسَّلُ

فَضَجَّ، وضَجَّتْ، بِالبَرَاحِ، كأنَّها

وإياهُ، نوْحٌ فوقَ علياء، ثُكَّلُ ؛

وأغضى وأغضتْ، واتسى واتَّستْ بهِ

مَرَاميلُ عَزَّاها، وعَزَّتهُ مُرْمِلُ

شَكا وشكَتْ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت

ولَلصَّبرُ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ!

وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ، وكُلُّها،

على نَكَظٍ مِمَّا يُكاتِمُ، مُجْمِلُ

وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما

سرت قربًا، أحناؤها تتصلصلُ

هَمَمْتُ وَهَمَّتْ، وابتدرنا، وأسْدَلَتْ

وَشَمَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ

فَوَلَّيْتُ عنها، وهي تكبو لِعَقْرهِ

يُباشرُهُ منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ

كأن وغاها، حجرتيهِ وحولهُ

أضاميمُ من سَفْرِ القبائلِ، نُزَّلُ،

توافينَ مِن شَتَّى إليهِ، فضَمَّها

كما ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل

فَعَبَّتْ غشاشًا، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها،

مع الصُّبْحِ، ركبٌ، من أُحَاظة مُجْفِلُ

وآلف وجه الأرض عند افتراشها

بأهْدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ ؛

وأعدلُ مَنحوضًا كأن فصُوصَهُ

كِعَابٌ دحاها لاعبٌ، فهي مُثَّلُ

فإن تبتئس بالشنفرى أم قسطلِ

لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ، أطولُ!

طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ،

عَقِيرَتُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ،

تنامُ إذا ما نام، يقظى عُيُونُها،

حِثاثًا إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ

وإلفُ همومٍ ما تزال تَعُودهُ

عِيادًا، كحمى الرَّبعِ، أو هي أثقلُ

إذا وردتْ أصدرتُها، ثُمَّ إنها

تثوبُ، فتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ

فإما تريني كابنة الرَّمْلِ، ضاحيًا

على رقةٍ، أحفى، ولا أتنعلُ

فإني لمولى الصبر، أجتابُ بَزَّه

على مِثل قلب السِّمْع، والحزم أنعلُ

وأُعدمُ أحْيانًا، وأُغنى، وإنما

ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ

فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ

ولا مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ

ولا تزدهي الأجهال حِلمي، ولا أُرى

سؤولًا بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ

وليلةِ نحسٍ، يصطلي القوس ربها

وأقطعهُ اللاتي بها يتنبلُ

دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ، وصحبتي

سُعارٌ، وإرزيزٌ، وَوَجْرٌ، وأفكُلُ

فأيَّمتُ نِسوانًا، وأيتمتُ وِلْدَةً

وعُدْتُ كما أبْدَأتُ، والليل أليَلُ

وأصبح، عني، بالغُميصاءِ، جالسًا

فريقان : مسؤولٌ، وآخرُ يسألُ

فقالوا : لقد هَرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا

فقلنا : أذِئبٌ عسَّ؟ أم عسَّ فُرعُلُ

فلمْ تَكُ إلا نبأةٌ، ثم هوَّمَتْ

فقلنا قطاةٌ رِيعَ، أم ريعَ أجْدَلُ

فإن يَكُ من جنٍّ، لأبرحَ طَارقًا

وإن يَكُ إنسًا، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ

ويومٍ من الشِّعرى، يذوبُ لُعابهُ،

أفاعيه، في رمضائهِ، تتملْمَلُ

نَصَبْتُ له وجهي، ولاكنَّ دُونَهُ

ولا ستر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ

وضافٍ، إذا هبتْ له الريحُ، طيَّرتْ

لبائدَ عن أعطافهِ ما ترجَّلُ

بعيدٍ بمسِّ الدِّهنِ والفَلْى عُهْدُهُ

له عَبَسٌ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ

وخَرقٍ كظهر الترسِ، قَفْرٍ قطعتهُ

بِعَامِلتين، ظهرهُ ليس يعملُ

وألحقتُ أولاهُ بأخراه، مُوفيًا

على قُنَّةٍ، أُقعي مِرارًا وأمثُلُ

تَرُودُ الأرَاوِي الصُّحْـمُ حَوْلي كأنّـها

عَـذَارَى عَلَيْهِـنَّ المُلاَءُ المُذَيَّـلُ

ويَرْكُـدْنَ بالآصَـالِ حَوْلِي كأنّنـي

مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ


حَلَّت سُلَيمى بِخَبتٍ أَو بِفَرتاجِ

تُنسب الأبيات للشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم، وهو من شعراء المعلّقات، إذ يقول فيها:[٥]

حَلَّت سُلَيمى بِخَبتٍ أَو بِفَرتاجِ

وَقَد تُجاوِز أَحيانًا بَنى ناجِ

إِذ لا تُرَجّي سُلَيمى أَن يَكونَ لَه

مَن بِالخَوَرنَقِ مِن قَينٍ وَنَسّاجِ

وَلا يَكونُ عَلى أَبوابِها حَرَسٌ

وَلا تُكَفِّفُ قِبطِيًّا بِديباجِ

تَمشي بِعِدلَينِ مِن لُؤمٍ وَمَنقَصَةٍ

مَشيَ المُقَيَّدِ في اليَنبوتِ وَالحاجِ


المراجع

  1. محمد غنيم (2009-5-14)، "تعريف الشعر وفائدته وفضله وعناصره"، diwanalarab، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-5. بتصرّف.
  2. د.محمد الحريري (2018-4-9)، "من غرائب الابيات الشعرية"، pulpit.alwatanvoice، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-5.
  3. "أقيموا بني أمي صدورَ مطيَّكمْ"، adab، اطّلع عليه بتاريخ 14-1-2020. بتصرّف.
  4. "شرح لامية العرب"، afaqattaiseer، اطّلع عليه بتاريخ 14-1-2020. بتصرّف.
  5. "حَلَّت سُلَيمى بِخَبتٍ أَو بِفَرتاجِ"، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-5.

فيديو ذو صلة :

2925 مشاهدة