محتويات
العصر الجاهلي
ينبغي على الإنسان أن يقرا التاريخ بتمعن وبحرص كبير؛ ليستشرف الحاضر والمستقبل، وذلك من باب فهم الماضي، وتجنب الأخطاء القديمة، وتوخي الحيطة والحذر والفطنة بما هو آت، ولعل العصر الجاهلي من العصور المهمة التي تتضمن مرحلةً انتقالية في حياة القدماء، ويعرف على أنه العصر السابق لبعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد اقترن بهذا الأمر دلالةً على جهل الإنسان وابتعاده عن العلم والتعلم قبل نزول رسالة الإسلام على الناس، وهذا يعني أن أساس تسمية العصر كان على العقيدة الدينية، وقد ورد ذكره في القرآن في أكثر من موضع واحد ومن ذلك قوله تعالى: {يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [سورة آل عمران:154][١].
تاريخ العصر الجاهلي
تميز العصر الجاهلي بعدد من الملامح التي ارتبطت بالتاريخ والوقت آنذاك، ومن أبرز ملامح هذا العصر التاريخية نذكر[٢]:
- استمرت فترة العصر الجاهلي قرابة 150- 200 قبل قدوم الإسلام، وكان الطابع القبلي والحمية للعشيرة والقبيلة هو المحرك الأساسي للحياة السياسية في ذلك المجتمع، وعلى أساسه يتم اختيار وجهاء العشيرة.
- عبدَ الناس في العصر الجاهلي الأصنام، وهي عبارة عن تماثيل كانوا يصنعونها من التمر الذي يأتون به من أشجار نخيل مكة المكرمة، وكلما جاعوا أكلوها وصنعوا غيرها.
- انتشرت الحروب والنزاعات بين القبائل العربية بشكل كبير آنذاك، فسرعان ما كانوا يركبون الخيل، ويغيرون على القوافل، أو يثأرون لموت أحدهم.
- كان هنالك عدد قليل من الناس ممن يعبدون المسيحية، وأقل منهم يعتنقون الدين اليهودي.
العادات والتقاليد في العصر الجاهلي
لعل العادات والتقاليد القبلية هي أكثر ما ميز تلك المرحلة من العصر الجاهلي، إلا أن علينا أن نذكر أن الحياة الإجتماعية اشتملت على العديد من العادات الحسنة والمحمودة التي قاموا بها بدافع الفطرة الإنسانية، وسنجمل هنا العادات السيئة والحسنة على حد سواء[٣]:
العادات الحسنة
- إقراء الضيف إذ اشتهر العرب في الجاهلية بالمسارعة لاستقبال الضيف أفضل استقبال وإطعامه والسماح له بالمبيت حتى 3 أيام.
- الشجاعة والبسالة فقد عرف عنهم إغاثة الملهوف والنصرة للمغلوب والتقدم في المعارك لا القهقرة.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية، والتسوكن، وحلق الشعر، وارتداء أجمل الثياب وأطيبها.
- الوفاء بالعهود، فكانوا يتركون أماناتهم عند بعضهم البعض بلا ضمانة ولا وكالة.
- العزة والأنفة ونبذ الذلة، والصبر والتحمل على مشاق الحياة.
العادات السيئة
- كسب المال بالقمار والميسر، والإكثار من شرب الخمر فقد كانوا يتاجرون بها بالقوافل.
- وأد البنات عند ولادتهم، بل إنهم كانوا يقتلون الأولاد ذكورًا وإناثًا عند الفقر والعَوز.
- العصبية القبلية والغضبة للنفس دون معرفة الحق ونصرته، ودون التحقق من الأمر.
- تبرج المرأة واستباحة عرضها والاستهانة بكرامتها.
الأدب العربي في العصر الجاهلي
لعل أكثر ما تميز به العرب في الجاهلية هو الفصاحة والبيان فكانوا يتحدثون اللغة العربية بلسان عربي سليم، ويتقنون علوم النحو والصرف بالفطرة بل ويعدون ذلك من المروءة وحسن الحضور، ولقد برز فيهم العديد من الشعراء المشهورين ومنهم امرؤ القيس، وحاتم الطائي، وعنترة بن شداد، والهذلي، وابن المضلل، وابن عمرو الكندي، ولقد انتشرت قصائد المعلقات على زمانهم، وكان الشعر وسيلتهم للمدح والثناء، والقدح، والذم، وإرسال الرسائل، والقصص، والحكايات ونسج الأمثال[٤].
المراجع
- ↑ "بحث حول العصر الجاهلي كيف كانت الحياة الاجتماعية والدينية فيه ومكانة المرأة والشعر فيه"، بحوث، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-10.
- ↑ "بحث شامل عن العصر الجاهلي"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-10.
- ↑ "عادات العرب في الجاهلية"، مداد، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-10.
- ↑ "الأدب العربي في العصر الحاهلي"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-10.