محتويات
الفعل المضارع
تعرف كلمة الفعل في اللغة العربية على أنها كلمة دلّت على حدث مع زمنه،[١] وينقسم الفعل في العربية إلى ثلاثة أنواع: الفعل الماضي، وفعل الأمر، والفعل المضارع،[٢] ويعرّف االفعل المضارع على أنه صيغة فعلية قد تدل على الحال أو الاستقبال،[٣] وإذا أردت أن تصيغ فعلًا مضارعًا من أي فعلٍ ماضٍ يمكنك ذلك بزيادة أحد أحرف المضارعة في بداية الفعل الماضي، ولكن ما هي أحرف المضارعة؟ إن أحرف المضارعة تجمع في كلمة معينة وضعها النحاة لتسهيل حفظها وهي (أنيت)؛ أي إن أحرف المضارعة هي: الألف والنون والياء والتاء، إذن فالفعل الماضي كتب مثلًا يمكنك أن تحوله إلى مضارع فيصبح: أكتب، أو نكتب، أو يكتب، أو تكتب، ويكون الفعل المضارع إما مرفوعًا أو منصوبًا أو مجزومًا.[٤]
علامات بناء الفعل المضارع
إن الفعل المضارع هو الفعل الوحيد من أنواع الأفعال الثلاثة الذي يكون مبنيًا أحيانًا، ويكون معربًا في أحيان أخرى، ويمكنك أن تجعله مبينًا إذا أضفت له:[٥]
- نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة: وفي هذه الحالة يكون مبينًا على الفتح، ومثال ذلك الفعلان (يسجن، ويكون)، وقد وردا في القرآن الكريم في قوله تعالى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ}[٦]؛ إذ اتصل الفعل (يسجن) وهو فعل مضارع بنون التوكيد الثقيلة، كما اتصل الفعل المضارع الثاني (يكون) بنون التوكيد الخفيفة؛ وباتصالهما بالنونين بُنيا على الفتح.
- نون النسوة: إذا اتصل الفعل المضارع بها فإنه يبنى على السكون؛ وذلك نحو الأفعال: (يغضضن، يبدين، يحفظن) وكل هذه الأفعال مضارعة وقد وردت جميعها في آية من آيات القرآن الكريم، قال الله جل وعلا: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}[٧]، ولعلك تلاحظ أن هذه الأفعال الثلاثة قد اتصلت جميعها بنون النسوة، ولذلك بنيت على السكون كما ترى على الحرف الأخير قبل نون النسوة من كل منها؛ حرف الضاد في (يَغْضُضْنَ)، والظاء في (وَيَحْفَظْنَ)، والياء في (يُبْدِينَ).
إعراب الفعل المضارع
يكون الفعل المضارع معربًا إذا لم يتصل بنوني التوكيد الخفيفة والثقيلة أو نون النسوة، وحالات إعرابه ثلاث حالات، فما هي هذه الحالات دعنا نتعرف عليها سويًا:[٥]
- الرفع: يكون الفعل المضارع مرفوعًا إذا لم يسبق بناصب أو بجازم؛ مثل الأفعال: (يخلق، يشاء، يختار) وقد جمعت في قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ}[٨]، وكما تلاحظ فإن هذه الأفعال الثلاثة لم تسبق بأي من أدوات نصب الفعل المضارع، ولا بأي من أدوات جزم الفعل المضارع، وعلى هذا فهي مرفوعة وعلامة رفعها الضمة الظاهرة على آخرها.
- النصب: يكون الفعل المضارع منصوبًا إذا سبق بأداة من الأدوات التي تنصب الفعل المضارع، وهي عشر أدوات (أنْ، لن، كي، إذن، لام كي، لام الجحود، أو، حتى، الفاء والواو في الجواب)[٩]، ولنوضح لك أكثر نأخذ مثالًا على إحدى الأدوات؛ قال تعالى: {وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ}[١٠]، فأداة النصب هنا هي (أنْ) والفعل المضارع هو (يأكل)، ولهذا فإنك ترى تنوين النصب على آخره.
- الجزم: يكون الفعل المضارع مجزومًا إذا سبق بأي من أدوات جزم الفعل المضارع وهي 19 أداة: ( لَمْ، لَمَّا، أَلَمْ، أَلَمَّا، لا الناهية، لام الأمر، إنْ، مهما، ما، إذما، متى، أين، أيان، أنَّى، أي، حيثما، كيفما، مَن، إذا)، فإذا دخلت إحداها عليه فإنه يجزم إما بالسكون، أو يجزم بحذف حرف النون، أو يجزم بحذف حرف العلة (الألف أو الياء أو الواو)[١١]، وليصبح الأمر أوضح لك نأخذ قوله تعالى: {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ}[١٢]، مثالًا؛ فالفعل المضارع (تُحِطْ) قد سبق بحرف جزم وهو (لم)؛ ولذلك فقد جزم بالسكون كما ترى.
نماذج من الإعراب على الفعل المضارع
نورد لك بعضًا من النماذج الإعرابية على الفعل المضارع المبني والمعرب؛ لتختبر نفسك بها أولًا ثم تصحح إن أخطأت، أو لتتعلم إعرابًا جديدًا:[١٣]
- {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ}[١٤]
- لن: حرف نصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب
- أكونَ: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخرهن واسم أكون ضمير مستتر تقديره أنا.
- {لِكَيْلَا تَأْسَوْا}[١٥]
- كي: حرف نصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- لا: حرف نفي.
- تأسوا: فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه حذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة، والواو الفاعل.
- {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ}[١٦]
- إن: حرف شرط جازم.
- يشأ: فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه السكون.
- يذهب: جواب الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه السكون.
- {فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ}[١٧]
- نأتينهم: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد اتصالًا مباشرًا.
- النون: حرف مبني لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن.
- هم: ضمير مبني في محل نصب مفعول به.
- {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}[١٨]
- يعلمُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[١٩]
- يخشى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
- {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ}[٢٠]
- تجريان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف فاعل.
مَعْلومَة
إذا ذكر فاعل الفعل في الجملة العربية مثل: (قرأ سليم الدرس) كان الفعل فيها معلومًا وهو (سليم) هنا، أما إذا لم يذكر الفاعل في الجملة مثل: (سيُقرأ الدرسُ) كان الفعل مجهولًا والمرفوع بعده وهو (الدرس) هنا يسمى بنائب الفاعل، ويختص بناء الفعل للمجهول بالفعلين الماضي والمضارع، وإذا أردت أن تبني المضارع للمجهول فعليك أن تُحدث تغييرات في المضارع المعلوم ليصبح مجهولًا، فما هي هذه التغييرات؟ لا تقلق فهي تغييرات بسيطة وسهلة؛ إذ عليك أن تضم أول الفعل المضارع وتفتح ما قبل آخره، والآن جرّب وحوّل الأفعال التالية إلى المضارع المبني للمجهول: ( يَكْتُبُ، يُكْرِمُ، يَنْطَلِقْ، يَرُذُّ)، بالتأكيد ستكون إجابتك صحيحة وهي: (يُكْتَبُ، يُكْرَمُ، يُنْطَلَقْ، يُرَدُّ).[٢١]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى فعل"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "شرح درس الفعل المضارع"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى مضارع"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "أقسام الفعل"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "إعراب الفعل المضارع"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية: 32.
- ↑ سورة النور، آية: 31.
- ↑ سورة القصص، آية: 68.
- ↑ "نصب الفعل المضارع"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف ، آية: 13.
- ↑ "أدوات الجزم التي تجزم فعلًا واحدًا"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النمل، آية: 22.
- ↑ محمود مغالسة (1418هـ/1997م)، النحو الشافي الشامل (الطبعة الثالثة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 52-83. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية: 17.
- ↑ سورة الحديد، آية: 23.
- ↑ سورة فاطر، آية: 16.
- ↑ سورة النمل، آية: 37.
- ↑ سورة العاديات، آية: 9.
- ↑ سورة فاطر، آية: 28.
- ↑ سورة الرحمن، آية: 50.
- ↑ "الفعل المعلوم والفعل المجهول"، islamguiden، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.