أهمية الخدمة الاجتماعية

أهمية الخدمة الاجتماعية
أهمية الخدمة الاجتماعية

مفهوم الخدمة الاجتماعية

تعرف الخدمة الاجتماعية بأنها نوع من أنواع العمل المجتمعي الذي يهدف لتقديم المعونة إلى الأفراد والجماعات المختلفة في المجتمع، بما يضمن تحقيق أعلى مستوى رفاهي لهم، وفهم ذواتهم، ودمجهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع الذي يعيشون فيه من خلال تطوير قدراتهم ومهاراتهم، وهو في محصلة الأمر يوفر لهم منفعة قصوى اعتمادًا على الموارد المتاحة، وتجدر الإشارة إلى أن الخدمة المجتمعية حاليًا تركز على المشاكل المتفشية في المجتمع مثل الفقر والبطالة رغم أن هدفها بالدرجة الأولى هو علاج مشاكل الأفراد.[١]


أهمية الخدمة الاجتماعية

تلعب الخدمة الاجتماعية دورًا هامًا في الكشف عن أي اضطراب شخصي أو مجتمعي وهي وسيلة وقائية هامة قبل مرحلة العلاج التي تتضمن تقديم الدعم للأفراد لضمان تخلصهم من أي مشاعر سلبية عانوا منها، مع العمل على تنمية مهاراتهم وقدراتهم لاستغلال مواردهم الكامنة، يمكن تفصيل أهمية الخدمة المجتمعية في التالية:[١]

  • مجال الأسرة: التوصل إلى حل منطقي لأي مشاكل وخلافات أسرية كالعنف مثلًا.
  • مجال المدرسة: حل مشاكل الطلاب ودعمهم نفسيًا، وعليه نجد أن المدارس العصرية تحرص على توظيف اختصاصي قادر على التعامل مع الطلب وفهم مشاكلهم.
  • مجال الطب: التعامل مع الحالات المرضية المستعصية التي تسبب تطور المشكلة كالاكتئاب المزمن، أو عدم تقبل المريض مرضه، وما شابه.
  • مجال الأحداث: ويقصد بالأحداث الأشخاص غير البالغين، ومجال الخدمة المجتمعية يكمن في التركيز على قضاياهم وما قد يتورطون فيه من جرائم وانحلال أخلاقي.
  • مجال المساعدات العامة: ويتجلى دورهم في تقديم المساعدة للفئات التي تستحق الدعم كذوي الاحتياجات الخاصة، الأيتام، المسنين، وغيرهم.
  • مجال رعاية الشباب: وذلك من خلال تفعيل دور الشباب في المجتمع، ومساعدتهم على تطوير مهاراتهم، ودعم الموهوبين منهم.


فلسفة الخدمات الاجتماعية

تقوم فلسفة الخدمة الاجتماعية على ما يلي:[١]

  • الإيمان بأهمية وقيمة الأفراد مع الحفاظ على كرامتهم، وهذا ما يتطلب الضرورة احترام الفروق الفردية بين الفئات.
  • الإيمان بحق الأفراد في تقرير مصيرهم دون إلحاق الضرر بالآخرين أو التعدي على حقوقهم.
  • الإيمان بالتسامح والمحبة.
  • الإيمان بأن الإنسان هو مصدر الطاقة الوحيد، وعليه هو القادر على تغيير المجتمع.


خصائص مهنة الخدمة الاجتماعية

  • العمل في إطار رعاية المجتمع وتوفير الخدمات للمواطنين، فهي بمثابة ووسيط بين الأفراد والمنظمات.
  • التدخل المهني جراء الممارسة الميدانية، علمًا أن ذوي الاختصاص المعدين نظريًا وعمليًا يعرفون باسم الأخصائيين الاجتماعيين.
  • إمكانية تطبيق الخدمة الاجتماعية عبر مؤسسات تابعة للحكومة، أو أهلية.
  • ضرورة التزام المختصين الاجتماعيين بقيم العدالة والمساواة.
  • المداخل الأيديولوجية للخدمة الاجتماعية تتمحور حول النفسية، الإصلاحية، النفسية الاجتماعية، والراديكالية.
  • أهداف الخدمة الاجتماعية وقائية للحد من المشاكل، وعلاجية للتعامل معها بعد وقوعها، وإنشائية لتأهيل الأفراد بعد علاجهم.
  • وجود مؤسسات دفاعية عن الخدمة المجتمعية، ومؤسسات تعليمية لإعداد الأكفاء وذوي الاختصاص بما يضم صقل قدراتهم ميدانيًا وعمليًا، لا سيما وأن المهارة تولد من العلم والخبرة على أرض الواقع، علمًا أن المستويات المهنية للأخصائيين الاجتماعيين تعتمد على المؤهل الدراسي، وسنوات الخبرة.
  • تعامل الخدمة الاجتماعية مع كل وحدات الإنسان دون إعطاء أهمية لوحدة على حساب غيرها.

ومجالات عملها تشمل كل التجمعات الجماهيرية، علمًا أن تحقيق الرفاهية هو هدف منوط بالمجتمعات المتقدمة، أو المجتمعات النامية فيتلخص دورها فيها في توفير خدمات بنية أساسية.[٢]


تاريخ الخدمة الاجتماعية

تعد مهنة الخدمة الاجتماعية حديثة إلى حد ما، علمًا أن أصولها تعود إلى دوافع دينية إنسانية بحتة لأن الكتب السماوية ومن بينها القرآن الكريم ركزت على مساعدة الضعفاء والمحتاجين والأخذ بيدهم في سبيل تخطي الصعاب، والحصول على الحاجات الأساسية، إلا أن دور الرومان واليونان كان حاضرًا وجليًا في هذا المقام ولو أن هذه المهنة لم تكن تؤدى بطريقة علمية مدروسة، ولم تكن منظمة وفق خطة عمل، بل كانت عشوائية من قبل متطوعين يقومون بهذا بدافع إنساني ومن الأمثلة عليها تقديم المساعدة لجرحى الحرب. وتجدر الإشارة إلى أن العقود الأخيرة من القرن الماضي شهدت حركة نشطة في مجال الخدمة الاجتماعية، وذلك في ضوء المتغيرات التي يمر بها المجتمع، فكانت الدول الصناعية الغربية مهدًا لنشأة الخدمة المجتمعية ثم انتقلت شيئًا فشيئًا إلى دول العالم الثالث، ولكن الوثبة التكنولوجية التي طرأت حققت مستوى رفاهية للأفراد لكنها لم تحقق ذات المستوى من الرفاهية الاجتماعية، وعليه ظهرت الأمراض الاجتماعية جراء التفكك الأسري، والكوارث، والمعضلات التي تدفع الأشخاص للخروج عن القانون وارتكاب الجرائم، وهذه أمور تزيد نسبة عوز المجتمع للأخصائيين الاجتماعيين كإنشاء دور للعجزة والأحداث وغيرهم الذي هم كبش فداء للوثبة التكنولوجية، وعليه تحددت معالم هذه المهنة ثم أصبحت تؤدى بواسطة أشخاص معينين، ثم تبلورت المبادئ والنظريات العلمية في هذا المقام وعليه ظهرت الكليات والمعاهد المتخصصة في إعداد كادر أخصائي قادر على التعامل مع المشاكل المجتمعية طبقا لقواعد أسس علمية حديثة تتفق مع طبيعة المجتمعات المتطورة.[٣]


صفات الأخصائي الاجتماعي

يجب أن يتمتع الأخصائي الاجتماعي بمجموعة من الصفات الشخصية التي تمكنه من أداء عمله على الصورة الأكمل، بما يضمن خدمة المجتمع وتحقيق الهدف من الخدمة المجتمعية فعليًا، ومن أبرز هذه الصفات ما يلي:[٤]

  • الحفاظ على سرية البيانات الخاصة بالعميل وعدم إفشائها.
  • ضبط النفس وهو ما يعرف بالتوازن الانفعالي.
  • رحابة الصدر.
  • التواضع.
  • التصرف الأمين والموضوعي.
  • الثقة بالنفس.
  • الحياة وعدم الحصول على منفعة شخصية جراء خدمة عميل ما.
  • الصبر والتريث بما يضمن عدم الاستعجال للحصول على نتائج سريعة.
  • توقع تصرفات العميل ما أمكن مع تفهمها.
  • الجرأة وعدم الخوف من العدوى المرضية.
  • الرغبة في العمل وحب مساعدة الغير دون الشعور بنفور داخلي.
  • الذكاء وسرعة البديهة.
  • القدرة على إقناع العميل.


المراجع

  1. ^ أ ب ت بسمة حسن (25-9-2017)، "مفهوم الخدمة الإجتماعية وأبرز مجالاتها"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2019. بتصرّف.
  2. ضياء العرنوسي (29-3-2016)، "خصائص الخدمة الاجتماعية"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2019. بتصرّف.
  3. ضياء العرنوسي (29-3-2016)، "اهداف الخدمة الاجتماعية"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2019. بتصرّف.
  4. خورشيد حرفوش (15-4-2011)، "الخدمة الاجتماعية مهنة أخلاقية وإنسانية تعزز إعلاء قيمة الفرد وكرامته"، صحيفة الاتحاد، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :