التعاون
يعرف التعاون بأنه مشاركة طوعية يعمل فيه شخصان أو أكثر ويتعاونون معًا لتحقيق غرض أو منفعة مشتركة، ويُعد التعاون أمرًا طوعيًا وليس إجباريًا، ويكون من خلال اتفاق مجموعة من الأشخاص على فعل شيء ما معًا ويعود بالمنفعة على كل واحد منهم، وعندما يتعاون مجموعة من الأشخاص معًا فإنه من الواجب على كل واحد منهم أن يعرف ما الذي سيفعله، وما هو دوره، وكيف سيفعل ذلك، ويُشار إلى أن العمل في مجموعة لغرض مشترك لفترة من الوقت يتطلب أن يتواصل أعضاء المجموعة مع بعضهم من أجل إنجاز العمل بسرعة وإتقان. والتعاون عكس المنافسة والصراع، وقد تُعد المنافسة في بعض الأحيان على أنها أحد أشكال التعاون، فعلى سبيل المثال يعد اتفاق المشاركين على قواعد لعبة معينة أحد أشكال التعاون، وكذلك يُعد تعاون الفريق الواحد من أجل الفوز أحد أشكال التعاون أيضًا.[١]
مظاهر التعاون
من خلال التالي من الممكن التعرف على عدد من مظاهر التعاون في الحياة، وهي:[٢]
- استماع الأشخاص إلى بعضهم دون مقاطعة.
- سماع وقبول أفكار الآخرين.
- عدم ممانعة تغيير الأدوار في المجموعة، فعلى سبيل المثال، قد يكون أحدهم قائدًا في بعض الأوقات وتابعًا في أوقات أخرى.
- مناقشة المشاكل بهدوء.
- احترام الأشخاص لبعضهم.
- الاستعداد للعمل من أجل نجاح المجموعة والابتعاد عن المصالح الفردية.
- المساعدة على إبراز مهارات ونقاط القوة عند الآخرين.
- عدم منافسة أفراد الفريق الواحد بعضهم.
- المحافظة على الوعود.
- تشجيع الآخرين على المحاولة الجادة وعدم الاستسلام للفشل.
- أداء الأعمال في الوقت المناسب وعن طيب خاطر.
- التواصل بطريقة جيدة حتى يعرف الجميع ما يحدث.
أنواع التعاون
نستعرض في هذا الجزء من المقال أنواع التعاون، وهي:[٣]
- التعاون من خلال المعاملة بالمثل بطريقة مباشرة: نموذج التعاون هذا شائع للغاية وينطبق على الأشخاص الذين يتقابلون مع بعضهم باستمرار، مثل الأصدقاء المقربين، أو الزملاء في العمل وغيرهم، ويتمثل هذا النوع من التعاون عندما يقدم شخص ما خدمة أو عملًا غير أناني تجاه شخص آخر، وفي مرحلة لاحقة من الزمن يقدم الشخص الذي حصل على الإحسان خدمة أو عملًا للشخص الذي ساعده في المرة الأولى، أي رد الفعل الحسن بفعل حسن، وهذا النوع من العلاقات عبارة عن شراكة تتقاسم فيها المنافع بطريقة متبادلة، وتؤدي إلى تعزيز العلاقة بين الأفراد.
- التعاون من خلال المعاملة بالمثل بطريقة غير مباشرة: يشير نموذج المعاملة بالمثل بطريقة مباشرة إلى أن الأشخاص يساعدون أولئك الذين ساعدوهم، في حين أن التعاون من خلال المعاملة بالمثل بطريقة غيرمباشرة يستند على فكرة مساعدة الأشخاص الذين يساعدون الآخرين.
- التعاون المكاني: يشير التعاون المكاني إلى مجموعة من الأشخاص ينتمون إلى مكان واحد ويتعاونون معًا لحماية بعضهم، والاعتناء ودعم بعضم لبعض، وهذا النوع من التعاون كان منتشرًا في السابق؛ إذ كانت القبائل والمجتمعات متماسكة، ولكن مع تطور المجتمعات وظهور المدن المزدهرة وكثرة الهجرة لم تعد العلاقة بين أطراف المجتمع الواحد كما كانت، وهذا ساهم في الحد من هذا النوع من التعاون.
- التعاون الأسري: وهذا النوع من التعاون يكون بين أفراد الأسرة الواحدة، ويتمثل في تلبية احتياجات بعضهم، ومساعدة بعضهم في جميع الأمور.
- التعاون المجتمعي: هذا النوع من التعاون يحدث عندما يؤدي شخص عملًا من أجل المصالح الأكبر، والإيثار هو الصورة النهائية لهذا التعاون ومن ثمراته؛ إذ يقدم الشخص مصلحة المجتمع على مصلحته الشخصية.
فوائد التعاون
ينتج عن التعاون بين الناس العديد من الفوائد، منها:[٤]
- يعزز التعلم ويحسن الذات: إن العمل ضمن فريق يساعد على تهيئة بيئة تنتشر فيها المعرفة والموارد والمهارات الجماعية، وبالتالي يتيح لنا ذلك الاطلاع على العديد من الأفكار والتأمل في طريقة التفكير، ويشجع العمل الجماعي أيضًا على تحسين الذات وهي مهارة أساسية تساعدنا على توسيع آفاقنا والاستفادة بصورة أفضل من قدراتنا الذاتية، وبما أن التحسين الذاتي يساعدنا في البحث عن طرق أفضل لأداء دورنا داخل الفريق، فإنه بالمقابل يحسن من كفاءة وإنتاجية الفريق ككل.
- العمل الجماعي يعزز التنوع: تتطلب طبيعة العمل الجماعي نفسها التقاء مجموعة من الأشخاص من خلفيات مختلفة من أجل تبادل الأفكار والخبرات، ونتيجة لذلك فإن هذا النوع من العمل الجماعي ينمي الآراء ويطور تقنيات حل المشكلات، وينتج عنه تنوع في الفهم الثقافي ويساهم في زيادة التواصل بين أفراد الفريق الواحد، وعلى العكس من ذلك يؤدي انعدام العمل الجماعي إلى ركود في التفكير وتعريض الحلول والأفكار للانهيار.
- يصبح تفويض المهمة سهلًا: من خلال تكوين فريق من الأفراد يتمتع كل منهم بمهارات فريدة، ويمكن توزيع المهام بناءً على مهارات الشخص وخبرته مما يؤدي إلى تطوير العمل وزيادة الإنتاجية، فعلى سبيل المثال، يمكن تعيين شخص لإجراء البحوث، وآخر لتولي مسؤولية التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وآخر لرعاية العرض التقديمي، ويُشار إلى أنه من خلال العمل الجماعي من الممكن الحصول على أقصى استفادة من سمات كل شخص.
- زيادة الإبداع والابتكار: تنبع بذور الإبداع والابتكار من تبادل الأفكار التي تأتي من أشخاص من خلفيات مختلفة، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي معالجة أسباب تغير المناخ من قِبل الباحثين الذين ينتمون إلى تخصصات مختلفة إلى أبحاث رائدة تعود بالخير على العالم.
- العمل الجماعي يشجع على المنافسة الصحيحة: عندما يجتمع مجموعة من الأشخاص الموجهين نحو أهداف معينة فإنهم يرون بعضهم على أساس المنافسة، وفي حال كان التنافس مبنيًا على تغليب مصلحة الفريق على المصلحة الشخصية، فلن تسبب هذه المنافسة أي ضرر لمصالح الفريق، وقد يستفيد من هذه المنافسة ليس فقط الشخص نفسه بل أعضاء الفريق أيضًا، ويُشار إلى أن اكتشاف قيمة هذا النوع من المنافسة يرجع إلى الاقتصادي البريطاني ستيفن نيكل الذي بين أن الناس يمكنهم تعلم دروس قوية في بيئة تعزز المنافسة لأن هذا يشجع المشاركة وإتقان المهمة والرغبة في تحقيق الأفضل.
المراجع
- ↑ "It’s All About Cooperation", evolution-institute, Retrieved 2019-11-26. Edited.
- ↑ "10 Simple Ways to Build a Collaborative, Successful Work Environment", entrepreneur, Retrieved 2019-11-26. Edited.
- ↑ "Types of Cooperation", plentyconsulting, Retrieved 2019-11-26. Edited.
- ↑ "Benefits of Cooperation", psychreg, Retrieved 2019-11-26. Edited.