الكتب التي تناولت الحياة العقلية في العصر الجاهلي

العصر الجاهلي

ذُكر في العديد من المصادر، أن تلك الفترة الزمنية التي سبقت الإسلام ، كانت تُعرف بالعصر الجاهلي وذلك وفقًا للعديد من الآيات في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور

وكذلك العديد من الآيات التي تحدثت عن تلك الفترة التي عرفت باسم الجاهلية، ويطلق المؤرخون وخصوصًا من هم يدينون بالدين الإسلامي، على تلك الفترة مسمى العصر الجاهلي، وذلك تفريقًا له عما حدث من تنوير ديني بعدها، إذ كان العرب في تلك الفترة يعبدون الأصنام، وعدد قليل منهم يدين بالنصرانية، واليهودية، فضلًا عن النظام القبلي الجائر الذي عرف بالفوضوية، إلى أن انتشر الإسلام بتعاليمه السمحة.

أما عن الصفات التي سادت في المجتمع في تلك الفترة، فقد تميزت بالبعد عن الاستقرار، وكثرة نشوء المشاكل والحروب بين القبائل، وعلى الرغم من ذلك فقد عرف عنهم الكرامة، والشجاعة، والنبل، والقوة.[١]


سبب تسمية العصر الجاهلي بهذا الأسم

أمّا فيما يختص بتسمية العصر الجاهليّ بهذا الاسم، فذلك وفقًا للسمات الخاصّة بالعرب في تلك الفترة، والجهل هنا لا يقصد به الجهل الذي يكون ضدّ العلم، وإنّما الجهل الذي هو ضدّ الحلم والتسامح، فقد ارتبط اسم هذا العصر بالجهل لأنّ العصر الذي يليه هو عصر - صدر الإسلام -، وبذلك فإنّ الجهل ارتبط بالجهل الدينيّ وعبادتهم الأصنام وبعدهم عن الله سبحانه عزوجل، بينما يعرف العرب بتقدمهم الفكريّ، والعقليّ، والحضاريّ، قبل مجيء الإسلام، وبذلك يتضح أن الجهل لم يرتبط بالعلم أصلًا.[٢]


مظاهر الحياة العقلية في الغصر الجاهلي "'

يتصف أغلب العرب في العصرالجاهلي، بتكلمهم باللغة العربية الفصحى، كوسيلة اتصال، وتفاهم بينهم، فلم تكن فكرة تعدد اللهجات بعد قد انتشرت، فكان اللسان العربي صحيحًا، وخالٍ من الكلمات والعبارات المضافة، أو المستحدثة، وهذا ما يساهم بانتشار الكثير من المظاهر العقلية التي عُرف بها الإنسان العربي وتميز بها، ومنها:[٣]

  • الخطابة: هي مصطلحٌ مشتقٌ من المصدر"خَطب"، وعرفت بأنها فنٌ من فنون الكلام، المتصل باللغة العربية الفصحى، فيُطلق على الشخص الذي يتميز بأسلوب كلام فصيح، و متميز، ومتقنٍ "الخطيب"، وكان العرب في الجاهلية يتميزون بقدرتهم الهائلة على الخطابة، وخصوصًا في الأسواق الأدبية المميزة جدًا بانتشار المبارزات الأدبية بين فصحاء العرب، أو عندما يقوم كبيرٌ من كبار قومه بالوقوف للتحدث في المجلس، فيجب أنّ يتميز بإتقان ما يقوله من كلام، حتى يكون مؤثرًا على الحضور، ومحققًا للأهداف المرتبطة فيه، وكان لكل قبيلة عربية خطيبٌ خاصٌ بها، يتكلم باسمها أمام القبائل الأخرى، أو في حالات وقوع الحروب، والنزاعات، فيجب أنّ يتميز أسلوب الخطيب بالحماسة، والفصاحة، وأن تكون الفاظة جزلة، وقوية حتى يكون كلامه مقنعًا، ومفهومًا، وواضحًا، وموثرًا للآخرين، وهذا ما يساهم في انتشار الخطابة كصفة من صفات الفرسان الشجعان الأقوياء، الذين يتقدمون الجيوش، فأسلوب خطابهم مع الجيش، يساعد على تشجيع أفراد الجيش لخوض المعركة بكل قوة وشجاعة.
  • النثر: هو فنٌ من فنون الكلام يعتمد على الفصاحة اللغويّة العربية، وارتبط مع مفهوم الخطابة فهي جزء مهم من الأقوال العربيّة البليغة التي عُرفت عند العرب في الجاهلية، ولكن لم يصل إلى عصرنا الحالي جزء كبير من النثر العربي القديم، بسبب عدم حرص العرب على حفظ كافة جميع أقوالهم وكتابتها؛ بسبب عدم انتشار وسائل الكتابة بكثرة، وعدم قدرة البعض منهم على القراءة، والكتابة، كما تميز النثر العربي بالإيجاز، أي أن كل ما ورد عن العرب في كتابة النصوص النثرية، كان مرتبطاً ارتباطًا وثيقًا بالهدف الرئيسي من النص المكتوب، وأيضًا تتميز تلك النصوص النثرية بالبلاغة، والفصاحة فكانت تهتم بالأمور الدقيقة الفاضلة، والتي تحمل نتائج إيجابية في نهاياتها، كالمُصالحات بين القبائل المضطربة مع بعضها.
  • الشعر: هو من أكثر الفنون الكلامية التي تحافظ على وجودها، منذ العصر الجاهلي حتى هذا عصرنا هذا، فما زالت العديد من القصائد العربية في العصر الجاهلي مشهورةً، وتُدرس في المناهج الدراسية الحالية التي تهتم بدراسة بالشعر العربي، وسبب ذلك تميّز الشعراء العرب في قوتهم بكتابة قصائدهم بلغةٍ عربية، سليمة، واضحة، قوية ساعدت المهتمين بدراسة، ومتابعة الشعر العربي على التعرف على الأوزان الشعرية بشكل صحيح، ومناسب، وواضح، ومن أهم القصائد الشعرية في الجاهلية؛ المعلقات، والأصمعيات، وغيرها، ومن أشهر شعراء الجاهلية؛ الأعشى، وزهير بن أبي سُلمى، وعنترة بن شداد، وغيرهم من الشعراء.


المراجع

  1. "بحث شامل عن العصر الجاهلي"، المرسال، 15-9-2017، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.
  2. "سبب تسمية العصر الجاهلي بهذا الأسم"، شوف، 29-9-2016، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.
  3. "مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي"، موسوعة، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :