محتويات
الأخلاق
الأخلاق في كل مكان وزمان هي العامل الأهم في تقدم الأمم ونهضتها وبقائها في المقدمة، فالأخلاق هي دعامة أساسية للمجتمعات الإنسانية قاطبة، ولأهمية الأخلاق في حياة الإنسان قد جاءت كافة الأديان السماوية لتحث على الأخلاق والتحلي بأحسنها، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق الأسر في ترسيخ مفهوم حسن الخلق في نفوس الأبناء عن طريق التربية الصحيحة والقدوة الحسنة، وقديما قال الشاعر أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.[١]
أهمية حسن الخلق ومعناه
عن عبد الله بن المبارك أنه وصف حسن الخلق قائلًا:" هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى"، وعليه فإن حسن الخلق هو صفة من الصفات الحسنة التي يجب على الإنسان أن يتحلى بها في حياته وتعاملاته، ولا يتركها أبدًا، فحسن الخلق يضم الكثير من الصفات الحسنة كالصدق والأمانة والوفاء وتوقير الكبير والعطف على الصغير وبسط الوجه وكف الأذى فلا يتسبب في أي ضرر لغيره وغيرها الكثير من الصفات الحسنة.[٢]
وتكمن أهمية ومكانة حسن الخلق في الإسلام في ما يلي[٣]:
- أعلى مراتب الإسلام والإيمان: إن أعلى مراتب الإسلام هي مرتبة حسن الخلق، وأعلى مراتب الإيمان حسن الخلق كذلك، فإن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وفي الحديث النبوي الشريف قال صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ المؤمنينَ إسلامًا من سَلِمَ المسلمونَ من لسانِه و يدِه، وأفضلُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهم خُلقًا) [عبدالله بن عمرو| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن هنا يتضح أن الإسلام درجات ومراتب فلا يحسن إسلام المرء إلا إذا كان حسن الخلق، ولا يكتمل الإيمان عنده إلا بحسن خلقه.
- حب الله والقرب منه: في الحديث الشريف: (كنا جلوسًا عند النَّبيِّ صلىَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كأنما على رؤوسنا الطيرُ ما يتكلم منا مُتكلِّمٌ إذ جاءه أناسٌ فقالوا من أَحَبُّ عبادِ اللهِ إلى اللهِ تعالى، قال: أَحسنُهم خُلُقًا)[أسامة بن شريك| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- محبة الرسول القرب منه يوم القيامة: يوم القيامة أقرب المؤمنين من النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المجلس هم أحسنهم أخلاقًا؛ لما جاء في الحديث النبوي:(إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا) [جابر بن عبدالله| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- حسن الخلق هو خير عطاء للمرء: قد يعطي الإنسان المال أو الجاه أو القوة، أو الجمال، ولكن يبقى حسن الخلق هو خير ما قد يمتلكه الإنسان، فقد أخبر النبي عليه السلام أن خير ما أعطى الإنسان هو خلق حسن.
- حسن الخلق عبادة: يدرك المؤمن بحسن خلقه كما أخبر النبي عليه السلام درجة الصائم القائم، لعظيم أهميته وأثره في حياة الإنسان.
- حسن الخلق من أثقل الحسنات في الميزان: فقد يبلغ المرء بحسن خلقه أعلى مراتب الآخرة، فإن حسن الخلق هو أثقل شيء وضع في الميزان يوم الحساب، إذ إن الخلق الحسن يذهب الخطايا والذنوب، فالدين كله خلق.
- حسن الخلق هو سبب الفلاح في الدنيا: حسن الخلق هو أساس سعادة الإنسان وراحته في الدنيا قبل الآخرة، وسبب في توفيقه في عمله وحياته ببركة حسن خلقه.
أنواع حسن الخلق وفضائله وطرق تمكينه في النفس
أنواع حسن الخلق
لحسن الخلق أنواع عدة منها[١]:
- حسن الخلق مع الله: هو التأدب في العبادة والدعاء والحديث مع الله عزوجل، والالتزام بالفرائض والبعد عن النواهي، والتقرب إليه سبحانه بأحب الطرق إليه.
- حسن الخلق مع النفس: هو تقدير الذات واحترامها، وتقدير قيمة النفس من خلال تهذيبها والسمو بها عن كل المفسدات والمهلكات، وصونها وحفظها لأنها هي العون الأول للإنسان في حياته وآخرته.
- حسن الخلق مع الآخرين: من أهم المواطن التي يظهر فيها حسن خلق جليًا في حياة الإنسان هو أثناء معاملاته مع الآخرين ومخالطته لمن حوله، وهي من الأمور المهمة التي لا بد لإنسان من أن يلتزم بحسن خلقه؛ كي يرضي ربه أولًا، ويكسب ثقة الآخرين وحبهم واحترامهم.
فضائل الالتزام بحسن الخلق
من فضائل الالتزام بحسن الخلق ما يلي[١]:
- التخلق بحسن الخلق هو سنة حسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأسوة به عليه السلام.
- نيل رضا الله وعفوه وسبب لدخول صاحبه الجنة.
- حسن الخلق من أهم الأمور التي يكتمل بها إيمان الإنسان.
- حسن الخلق سبب في تقدم المجتمعات ورفعتها وحمايتها من الفساد والغش وتضييع الأمانات التي هي سبب تراجع المجتمعات وضعفها.
- النجاح والتقدم في الحياة الاجتماعية والعملية، عدا عن نيل محبة الناس وتقديرهم وثقتهم.
كيفية التحلي بحسن الخلق
يمكن للإنسان أن يتحلى بحسن الخلق باتباع ما يلي[١]:
- حسن الخلق رزق وعلى الإنسان أن يلح في الدعاء وطلب الخلق الحسن من الله تعالى، والتقرب من الله تعالى بأحب القربات إليه ألا وهي الدعاء.
- أخذ النصح من أهل العلم والمعرفة والخبرة، والاستماع لنصحهم وتطبيقه فعليًا في الحياة اليومية.
- القرب والاقتداء بأحسن الناس أخلاقًا، والتأمل في حياتهم وما أكرمهم الله تعالى من نعم يتنعمون بها نتيجة لحسن أخلاقهم.
- اختيار الصحبة الحسنة التي يظهر عليها أحسن الأخلاق وأطيبها؛ لتكون عونًا في الثبات على حسن الخلق والالتزام به.
- البعد عن رفقاء السوء؛ فهم عون على كل ضلال وفساد وخسران في الدنيا والآخرة.
- قراءة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام والتأمل في جوانبها المضيئة التي لا تخلو من حسن الخلق، سواء في معاملته مع أهل بيته أو معاملته مع الآخرين من مسلمين وغير المسلمين، والاهتداء بها في مجالات الحياة اليومية.
- تهذيب النفس وتقويم سلوكها على الالتزام بالخلق الحسن، وتدريبها عليه مرارًا وتكرارًا، والبعد بها عن مواطن السوء وأهل السوء.
المراجع
- ^ أ ب ت ث أمل سالم، "موضوع عن حسن الخلق"، موسوعة، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سليمان محمد العيد (17-4-2013)، "حسن الخلق"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "أهميَّة الأخلاق"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.