حديث الرسول عن سوريا

حديث الرسول عن سوريا
حديث الرسول عن سوريا

بلاد الشام

تمتد رقعة البلاد العربيّة من غرب جنوب قارّة آسيا من البحرين وصولًا إلى غرب شمال قارّة أفريقيا حيث موريتانيا، وتغيّرت تلك البقعة عما كانت عليه أيام الدعوة الإسلاميّة الأولى وحياة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وكان لها تسميات مختلفة قبل أن تصطبغ بالمسميات الجديدة قبل الحرب العالميّة الأولى، ومن ذلك أن سوريا اليوم كانت تعرف في زمن الرسول ببلاد الشام، وسنتناول حديثًا شريفًا عنها في هذا المقال.


حديث الرسول عن سوريا

ورد في الحديث الشريف الذي صححه الشيخان والألباني في باب الحديث عن فضائل الشام، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنِّي رَأيتُ كأنَّ عَمودَ الكِتابِ انتُزِعَ مِن تَحتِ وِسادتي، فأَتبَعْتُه بَصري، فإذا هوَ نورٌ ساطِعٌ، عُمِدَ به إلى الشَّامِ، ألَا وإنَّ الإيمانَ إذا وَقَعَتِ الفِتنُ بِالشَّامِ) [صحيح الترغيب خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويبين الحديث فضل بلاد الشام وكونها معقل الإسلام والإيمان وأنها أرض الرباط والذود عن حمى المسلمين، وبأنّ الساعة التي يضرّ فيها الكافرون المسلمين هو عندما ينجحون في نشر الفتن وزرع براثن الشرّ في صفوف أهل الشام وبين بعضهم البعض، وفي هذا تحذير مبطن للمسلمين بالقبض على دينهم بيد حديدية والوقوف في وجه الفتن ما ظهر منها وما بطن لألا ينال منهم الأعداء والمتربصون.


سوريا

تقع سوريا إلى الغرب من قارّة آسيا، وهي إحدى دول الشرق الأوسط التي كانت تسمّى فيما قبل ببلاد الشام أو الهلال الخصيب، وتحدّها تركيا من الشمال، والعراق من الشرق، والأردن من الجنوب، ولبنان وفلسطين من الغرب، بالإضافة إلى جزء من البحر الأبيض المتوسّط، وتمتدّ مساحتها على 185,180كم2، وتتنوّع تضاريسها بين السهول والوديان والأنهار والشلالات والغابات الساحرة الخضراء، وتعتبر عاصمة سوريا (دمشق) واحدة من أقدم العواصم في العالم كله، إذ إنّها تحتوي على العديد من الآثار التاريخيّة لحضارات غابرة مرّت عليها كالآشوريّة، والآراميّة، والإمبراطوريّة السلوقيّة، والدولة الأمويّة، والعثمانيّة أيضًا، وتتألّف سوريا من 14 محافظة لا تقلّ غنىً تاريخيًا أو طبيعيًّا عن عاصمتها الساحرة، وقد كان لبلاد الشام دورٌ مركزيّ في فتوحات المسلمين ونشر رسالة الإسلام.


تاريخ سوريا الإسلاميّ

  • كان لعهد الخليفة الرشيد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه الفضل في فتح أغلب المدن السوريّة بالسِلم لا بالحرب وذلك في عام 636م من الخلافة.
  • كان الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن الجراح هو القائد المُكلف بقيادة الجنود لفتح الشام، وقد دُفن على ترابها الطاهرة.
  • شهدت سوريا (الشام) الكثير من أحداث الحرب الإسلامية الأهلية الأولى التي وقعت عام 661م، حيث انتهى العهد الراشدي وبدأت الخلافة الأموية التي اتخذت من دمشق عاصمة لها.
  • انتعشت سوريا فترة حكم الأمويين بطريقة ملحوظة عمرانيًا وثقافيًا وعسكريًا وفكريًا واقتصاديًا، وقد استمر حكمهم لها مدّة 132 عامًا.
  • تعرضت سوريا للعديد من الانتهاكات والوبال عندما انتهت الدولة الأموية وقامت العباسية، إذ حُطم العديد من معالمها التاريخية المهمة وقتل كثيرون قبل أن يتخذ العباسيون من مدينة بغداد العراقية عاصمة لهم.
  • قاد القائد سيف الدين قطز رجاله لمعركة تاريخية شهيرة على أرض سوريا تُعرف بعين جالوت، وقد من الله بالنصر المأزر على المسلمين ضد المغوليين بقيادة هولاكو.


الاقتصاد في سوريا

تعتبر سوريا من أغنى دول الشام في شتى المجالات، وأكثرها إنتاجًا واكتفاءً ذاتيًا، وهي تعتمد في اقتصادها على العديد من الموارد المهمة ومن أبرزها:

  • الزراعة: تُصنف سوريا على أنها بلد زراعي بامتياز، فأراضيها تمتد على طول أرض الجمهورية من شمالها إلى جنوبها، وتفتح الأبواب وفرص العمل والتشغيل أمام العديد من العمال والفلاحين والمزارعين، وتنتج سوريا زيت الزيتون والقطن والفاكهة المتنوعة وتصدرها إلى شتى أنحاء العالم، كما وتحتوي على ثروة حيوانية من الأبقار والماعز والأسماك والمناحل وغيرها.
  • الصناعة: تختص سوريا بالصناعات المتوسطة، وعلى الرغم من أن تجربتها الصناعية لا زالت فتية إلا أنها تصدر المنسوجات والمواد الغذائية ومواد البناء وبعض المشتقات النفطية كالغاز والنفط وغيرها.
  • السياحة: صنفت سوريا كواحدة من أكثر البلدان غنًى سياحيًا ففهيا العديد من المواقع الأثرية كالمزارات السياحية والدينيّة من قبور الصحابة وغيرها، والقلاع والحصون الإسلامية القديمة كتدمر وأوغاريت وعمريت ومعلولا وغيرها، والمقدسات المسيحية كالكنائس، بالإضافة إلى المواقع الطبيعية الخلابة كالغوطة وربوة دمشق وجبل قاسيون، وكذلك المنتجعات والمصايف المعدة للاستجمام والراحة.
  • الثروة المعدنية: توجد في سوريا العديد من الآبار النفطية، كما أنها تنتج الفوسفات بكميات كبيرة، ومن الجدير بالذكر أن سوريا حققت رقمًا عاليًا في إنتاج الطاقة الكهربائية بمعدل 21.6 مليار كيلو واط جعلها تستغني عن الحاجة للدول الأخرى.

فيديو ذو صلة :