محتويات
حديث: من أصبح منكم آمنًا في سربه
عن عبيدالله بن محصن عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا][١]، ويقول المباركفوري رحمه الله في شرح الحديث ما يلي:[٢]
- [مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ]: المقصود بها من أصبح منكم أيها المؤمنون آمنًا وغير خائف من أي عدو، [في سربه] أي في نفسه وماله وأهله وفي طريقه ومسلكه.
- [معافىً في جسده]: تأتي كأسلوب نداء موجه للمؤمنين والمقصود بها أنه من أصبح وبدنه معافى من الأسقام والعلل.
- [عندَهُ قوتُ يومِهِ]: أي عنده ما يكفيه ويكفي أهل بيته من طعام وشراب بشرط أن يكون من مصدر حلال.
- [فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا]: أي كأنما امتلك الدنيا بأسرها، ومعنى الحديث أنه من جمع صحة البدن، والأمن والأمان، وكفاية عيش يومه، والسلامة في الأهل والبنين، فهذا الشخص يكون قد جمع من نعم الدنيا ما لم يملكها غيره، وعليه أن يكثر من شكر الله على هذه النعم، وأن يصرفها فيما يرضي وجه الله تعالى وليس في معصيته وغضبه.
تخريج حديث من أصبح منكم آمنًا في سربه
راوي هذا الحديث هو عبيدالله بن محصن، والمحدث هو الألباني، ومصدر الحديث صحيح الترمذي، الصفحة 2346، وحُكم الحديث حسن، وقد أخرجه الترمذي 2346 وابن ماجه 4141،[٣]وقد رواه البُخاري في الأدب المفرد صفحة رقم 300، والترمذي في كتاب السنن رقم الصفحة 2346 وقال عنه حسن غريب، [٢]وقال الشيخ الألباني رحمه الله بعد تخريجه الحديث عن جماعة من الصحابة: "وبالجملة، فالحديث حسن إن شاء الله بمجموع حديثي الأنصاري وابن عمر، و الله أعلم"[٤].[٢]
قد يُهِمُّكَ: ما أهمية القناعة والرضا في الإسلام؟
للقناعة مراتب ثلاث وهي أن يقتنع المسلم بما أتاه الله تعالى في دنياه، ويصرف نفسه عن التعرّض لما سواه وهي أعلى مراتب القناعة، والمرتبة الثانية أن تصل به القناعة إلى الاكتفاء والابتعاد عن الفضول والزيادة وهذه أواسط درجات القناعة، والدرجة الأخيرة للقناعة والرضا هي أن تنتهي به القناعة على ما هو موجود، فلا تكره ما أتاك حتى لو كان كثيرًا، ولا تطلب ما تعذّر حتى وإن كان يسيرًا، وهذه هي أدنى درجات القناعة والرضا بما قسم الله تعالى، وللقناعة والرضا أهميّة كبيرة في الدّين الإسلامي وتكمن أهميتها فيما يلي:[٥]
- القناعة والرضا هما أهم سبب من أسباب نيل رضا الله تعالى وكسب محبته.
- علامة على كمال إيمانك.
- القناعة والرضا بما قسم الله تعالى هي طريق للراحة النفسيّة، والبُعد عن الهموم.
- القناعة تُكسبك قوة الإيمان، والثقة بالله تعالى، والرضا بما قسمه الله لك.
- القناعة والرضا من أهم أسباب الابتعاد عن الغيبة والنميمة والحسد وهذه من الصفات المكروهة والمذمومة.
- القناعة تُكسبك غِنى النفس، وراحة البال، وهي من أهم الأسباب التي توصلك إلى دخول الجنّة والبُعد عن النار.
- القناعة والرضا هما نوع من أنواع شكر لله سبحانه وتعالى على ما كل ما فضّله عليك من النعم وعطايا.
- القناعة والرضا هما من أهم أسباب عزة النفس، وزيادة البركة في المال والأهل والبنون.
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبيدالله بن محصن ، الصفحة أو الرقم:3357، حسن.
- ^ أ ب ت "حديث من أصبح منكم آمنا في سربه"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2020. بتصرّف.
- ↑ "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2020. بتصرّف.
- ↑ الألباني، السلسلة الصحيحة، صفحة 2318.
- ↑ "القناعة - فوائد القناعة، مراتب القناعة، الأسباب المعينة على اكتساب القناعة "، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2020. بتصرّف.