محتويات
الأحاديث الصحيحة
لا يمكن تحديد عدد الأحاديث التي أجمع العلماء على صحتها، إذ إنها متفرقة ومتناثرة في دواوين السنة المختلفة، وأعظم هذه الدواوين هي للصحيحين، إذ أجمعت الامة على تلقيهما بالقبول، فقد قال الإمام النووي: "اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب -بعد القرآن العزيز- الصحيحان، البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول. انتهى"، كما وُضعت ضوابط للحديث الصحيح، فأي حديث توفرت فيه الضوابط فهو صحيح ولو لم يكن في الصحيحين، وتجدر الإشارة إلى أن أنواع الأحاديث التي لا يُعمل بها هي الاحاديث المنسوخة، أو الموضوعة، أو شديد الضعف، أمّا الأحاديث الضعيفة فللعلماء تفصيل العمل به، فقد يجوز لبعض العلماء العمل به في فضائل الأعمال بشروط منه؛ أن تندرج الأحاديث الضعيفة تحت أصل معمول به، وأن لا يعتقد ثبوته عند العمل به، وإنما يعتقد الاحتياط وأن يشتد ضعفه.[١]
صحة حديث يا فارج الهم ويا كاشف الغم
تداول الأشخاص دعاء "سبحان الله، يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، فرج همي، ويسر أمري، وارحم ضعفي وقلة حيلتي، وارزقني من حيث لا أحتسب يا رب العالمين" على أنه حديث نبوي صحيح، لكن لا صحة في ذلك، إذ أُثبت بأن هذا الدعاء لا يُعلم أصله، وليس له أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذا لا يعني بعدم جواز الدعاء به، فإن الدعاء لا يرتبط بقول النبي عليه الصلاة والسلام، فالدعاء يجوز بأي صيغة مع المحافظة على التأدّب في مخاطبة الله عز وجل، ولكن تجد الإشارة بأن هناك حديث صحيح عن الرسول عليه الصلاة والسلام، هو دعاء لتفريج الهم وتيسير الأمر وطلب الرزق: [ما أصابَ عبدًا همٌّ ولا حزَنٌ ، فقالَ : اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ ، وابنُ عبدِكَ ، وابنُ أمتِكَ ، ناصِيتي بيدِكَ ، ماضٍ فيَّ حُكمُكَ ، عدلٌ فيَّ قضاؤُكَ ، أسألُكَ بِكُلِّ اسمٍ هوَ لَكَ ، سمَّيتَ بهِ نفسَكَ ، أو أنزلتَهُ في كتابِكَ ، أو علَّمتَهُ أحدًا مِن خلقِكَ ، أوِ استأثَرتَ بهِ في عِلمِ الغَيبِ عندَكَ ، أن تَجعلَ القرآنَ ربيعَ قَلبي ، ونورَ صَدري ، وجلاءَ حُزْني ، وذَهابَ هَمِّي ، إلَّا أذهبَ اللَّهُ همَّهُ وحزنَهُ ، وأبدلَهُ مَكانَهُ فرجًا].[٢][٣]
حكم نشر الأحاديث الموضوعة
لا يجوز نشر الأحاديث الموضوعة ولا التحدّث بها وتناقلها، إلا على وجه بيان تفنيدها وبطلانها، إذ إن من فعل ذلك متعمدًا نال غضب الله وعقابه، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [مَن كَذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا فليَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه مِن النَّارِ]،[٤] كما قال عليه الصلاة والسلام: [مَن حَدَّثَ بحديثٍ، وهو يَرى أنَّه كَذِبٌ؛ فهو أحَدُ الكَذَّابينَ]،[٥] وعليه، من أراد أن ينشر حديثًا أو يُحدّث به يجب أن يتأكد منه قبل النشر، كما يجب نصح الأشخاص الذين يتداولون الأحاديث الموضوعة من دون قصد، سواءً شفويًا، أو عبر إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، وتنبيههم على خطورة ذلك.[٦]
المراجع
- ↑ "الأحاديث الصحيحة والأحاديث التي لا يعمل بها"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 124، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ "دعاء لتفريج الهم وزوال الغم ، وحكم إرساله ونشره ."، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 12800، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم: 18211، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ "نشر الأحاديث الموضوعة لا يجوز"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2020. بتصرّف.