محتويات
مفهوم الحروب
تعرف الحرب بأنها صراع بين طراف لكل منهما مصالح وشروط ينوي فرضها على الآخر، وقد تكون هذه المصالح والشروط مخفية أو معلنة، وهي ظاهرة بشرية قديمة منذ بدء الحياة، وستظل قائمة إلى الأبد، الفارق الواحد أنها تطورت تدريجيًا فبعد أن كانت الحرب نزاعًا بين قبليتين على الماء والغذاء وما شابه من قوت الحياة اليومية؛ أصبحت اليوم حروبًا كبرى بين الدولة، وقد تمتد إلى حروب إقليمية أو عالمية كما الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، ومما لا شك فيه أن الحرب تنطوي على كوارث يدفع ثمنها القاصي والداني المهزوم والمنتصر، صاحب الحق والضحية على حد سواء، وسنتحدث في هذا المقال حول أبرز آثار الحروب على الإنسان.[١]
آثار الحروب على الإنسان
للحروب أنواع مختلفة فقد تكون سياسية، أو اقتصادية، أو دينية، أو عسكرية، وأيًا كانت فإن نتائجها لا تختلف عن غيرها كثيرًا، وتتمثل في ما يلي[١]:
- مقتل أعداد كبيرة من بني البشر حتى لا تكاد تخلو عائلة واحدة من الفاجعة، فمثلًا خلفت الحرب العالمية الثانية حسب تقديرات المتخصصين 80 مليون قتيل من العسكريين والمدنيين.
- جرح وإصابة أعداد هائلة بما يضغط على قدرات الكادر الطبي والمباني المساعدة من مشافٍ وعيادات ومستوصفات، والكارثة الأكبر تكمن في أن بعض الإصابات لا يمكن علاجها وهو ما يسبب وجود نسب من الإعاقات المختلفة سواء إعاقة سمعية أو حركية، أو بصرية، أو ما شابه، وهو بلا شك ينعكس سلبًا على الفرد المعاق وأسرته إلى الأبد كونه أمرًا غير قابل للتبديل وسيلازمهم طوال حياتهم، فيشل أيدي الضحايا عن العمل.
- استباحة حرمات النساء لما يتخلل الحرب من جرائم جنسية تتمثل في الاغتصاب والاستغلال والتحرش الجنسي، وهو بلا شك أمر خطير لا سيما إذا نتج عنه حمل وأطفال غير شرعيين.
- الآثار النفسية التي لا يمكن إحصاؤها وتقييمها إلا من قبل فئة متخصصة من الدارسين والناظرين بعين البصيرة، أو من الأشخاص المقربين من ضحايا الحرب النفسيين، وتجدر الإشارة إلى أن الإنسان يعجز كليًا عن العودة إلى حالة التوازن بسرعة جراء تعرضه للصدمة والخطر المفاجئ، علمًا أن الأثر النفسي يطال النساء والأطفال أكثر من غيرهم ويعود السبب في ذلك إلى طبيعة المرأة الهادئة البعيدة عن العنف مقارنة مع الرجل، وعليه فإنهن أقل مشاركة في الحرب لكنهن أكثر دفعًا للثمن، ومن الأمثلة على التأثير النفسي ما خرجت به دراسة أعدها مختصون لتؤكد أن 100 ألف جندي من أصل 700 ألف ما زالوا يعانون من اضطرابات نفسية كالتوتر، العصبية، نوبات التشنج المتكررة جراء حرب الكويت، بل إن المرض أصبح يعرف بمتلازمة حرب الخليج.
- تدمير المجتمع بطريقة غير مباشرة نتيجة الآثار الاجتماعية على ضحايا الحرب، فهم أكثر عرضة لإدمان المخدرات، وافتعال الخلافات الزوجية بما يرفع من نسبة الطلاق.
- زيادة نسبة حاملي السلاح نتيجة شعورهم بالخطر الحقيقي جراء الشعور بالقلق، والخوف، والإرهاق.
- انتشار الأمراض الذهنية بما في ذلك مرض الانفصام سواء فصام الاضطهاد نتيجة شعور المريض بالشك في نوايا الآخرين، فيخمن أنهم يقصدون اضطهاده وهو ما يزيد من شعوره بالانتقام وقد يعتريه موجة هياج واضطراب وغضب، وهناك نوع آخر من الانفصام يعرف بالجنون الدوري عندما يشعر المريض بموجة حزن أو بكاء عميق، وقد يفقد ذاكرته فيصعب عليه إدراك ما حوله نتيجة البلادة الذهنية والعجز عن القيام بأي نشاط، وهو ما يزيد من خطر الانتحار بين هؤلاء المرضى.[٢]
أعراض الصدمة النفسية الناتجة عن الحرب
تختلف أعراض الصدمة النفسية من شخص إلى آخر تبعًا للحالة النفسية للضحية قبل الصدمة، إذ يكون الأشخاص المعرضين لصدمة سابقة أكثر عرضة للصدمة النفسية الجديدة من غيرهم، بالإضافة إلى مساعدة الأقران والمحيط الاجتماعي قبل وبعد وأثناء الصدمة، ناهيك عن نوعيتها وشدتها واحتمالية تكرارها، ومدى قرب الشخص من الحادثة، وأخيرًا خلفيته الاجتماعية والدينية والفكرية، وبالعودة إلى الأعراض فيمكن تلخيصها في ما يلي:[١]
- الأعراض البدنية وتشمل خفقان القلب، الغثيان والتقيؤ، التعرق البارد، الرجفة، ضيق التنفس، وتتجلى هذه الأعراض كلما تذكر المرء تفاصيل الحادثة جراء حديث عابر في محاضرة أو ندوة، أو زيارة معسكر أو رؤيته على شاشات التلفزيون، وغير ذلك.
- صعوبة القدرة على التكيف مع الحياة وعودة الأمور إلى مجاريها، ويشمل صعوبة التأقلم مع العائلة من جديد، نقص الانتاجية في العمل أو انعدام القدرة على الاستمرار فيه، وقد أوضحت دراسة أن ما نسبته 25% من مشردي أمريكا هم محاربون قدامى.
- زيادة خطر احتمالية الإصابة بالأمراض المختلفة كأمراض القلب والجهاز الهضمي، وهو ما يزيد من نسبة الوفيات، وقد اوضحت دراسة أن نسبة المتوفين من مصابي مرض السل بين الأسرى المطلق سراحهم في الحرب العالمية الثانية كانت أكثر بتسع مرات مقارنة مع المدنيين.
أنواع الحرب
صنف الخبراء الحروب إلى أنواع عديدة وقد يصعب حصرها ما بين الحرب الأهلية، الاغتصابية، الشاملة، التحررية، النووية، وغيرها، وأما أشهرها فهي:[٣]
- الحرب القذرة: وهي الأبشع كونها تستهدف المدنيين العزل منزوعي السلاح وتجعلهم بمثابة وسيلة ضغط على طرف النزاع، ومن الأمثلة عليها حرب كوريا 1950، حرب فرنسان على الجزائر خلال الفترة الممتدة بين عامي 1954-1961، بالإضافة إلى استخدام أسلحة محظورة دوليًا مثل حرب الأنفال ضد الأكراد العراقيين سنة 1988.
- الحرب العادلة: وهي نوع مختلف عليه من أنواع الحرب لأنه مشتق أساسًا من القادة العسكريين والسياسيين الذي حاولوا إقناع العالم أن حروبهم عادلة كونهم محقّين في جرائمهم.
- الحرب الاستباقية: ويقصد بها نقل المعركة إلى أرض العدو لتشويش خططه، ومواجهة أسوأ التوقعات أو التهديدات التي يتبجح بها العدو، وسميت استباقية لأن أحد طرفي النزاع يستبق الحرب ويبدأها على أرض الآخر فعليًا.
المراجع
- ^ أ ب ت Massoud Mustafa (6-4-2017)، "الحروب وآثارها.. من منظور مختلف"، ساسة بوست، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2019. بتصرّف.
- ↑ علي الغوينم (15-3-2011)، "الحروب وأثارها النفسية على الإنسان"، مجلة الواحة، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2019. بتصرّف.
- ↑ عبد الأمير رويح (28-1-2015)، "للحروب أسماؤها وأشكالها.. وللضحايا ذكرياتها"، شبكة النبأ المعلوماتية، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2019. بتصرّف.